اجتماع اللجنة العسكرية الليبية في القاهرة... الأهداف والتوقيت

استضافت القاهرة، السبت، اجتماعات لجنة 5+5 لبحث إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب، بمشاركة المبعوث الأممي لدى ليبيا يان كوبيش، في محاولة من الأمم المتحدة لتدعيم الحلول السياسية بالمسار العسكري.

اجتماع اللجنة العسكرية الليبية في القاهرة... الأهداف والتوقيت

السياق

خروج تدريجي ومتوازن ومتسلسل، لجميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية، كان الهدف العريض لاجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5»، في العاصمة المصرية القاهرة، التي شاركت فيها ثلاث من دول جوار ليبيا.

واستضافت القاهرة، السبت، اجتماعات لجنة «5+5» لبحث إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب، بمشاركة المبعوث الأممي لدى ليبيا يان كوبيش، في محاولة من الأمم المتحدة لتدعيم الحلول السياسية بالمسار العسكري.

من جانبه، عبَّـر المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش، في كلمته خلال الاجتماع، عن أمنياته بتفاهم متبادل، بشأن اللبنات الأساسية وآليات التنسيق اللازمة للانسحاب، والخطوات الأولى لعملية الانسحاب، التي ستأخذ في الاعتبار حاجات ومخاوف ليبيا وجيرانها، كاشفًا أهمية تعاون دول الجوار، وكذا دعم الاتحاد الإفريقي، في هذا «المسعى النبيل والمهم للغاية».

وأشاد كوبيش، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، بحكومة مصر على استضافة الاجتماع ودعم انعقاده، بناءً على طلب اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، معربًا عن تقديره لممثلي تشاد والنيجر والسودان، على استعدادهم للعمل مع اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) بشأن انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، بطريقة لا تؤثر على استقرار الوضع في بلدانهم والمنطقة.

وأكد المسؤول الأممي، أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، تشارك في الجهود الرامية إلى مساعدة ليبيا في استعادة استقرارها ووحدتها وسيادتها، مشيرًا إلى أن هذه الجهود أسفرت عن اتفاق وقف إطلاق النار في 23 أكتوبر 2020، الذي اعتمدته اللجنة العسكرية المشتركة.

وعدد كوبيش، جهود اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بدءًا من الحفاظ على استمراره، وفتح المجال الجوي، وتبادل المحتجزين، وبذل جهد مشترك لتأمين النهر الصناعي، وفتح الطريق الساحلي، كاشفًا عن توقيع خطة عمل ليبية شاملة في 8 أكتوبر الجاري، ستكون حجر الزاوية لانسحاب تدريجي ومتوازن ومتسلسل، للمرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية.

 

خطة عمل شاملة

وأكد أن خطة العمل ليبية، وافقت عليها اللجنة العسكرية المشتركة، وتحظى بدعم السلطات الليبية، كما أنها تحمل في ثناياها أفكاراً ملموسة ومحددات للتنفيذ، مشيرًا إلى أن الخطة خطوة لمسار طويل وشاق، في سبيل السلام والاستقرار والأمن والتعاون والتنمية المستدامة، في ليبيا والمنطقة.

وقال المبعوث الأممي، إن اللجنة العسكرية المشتركة، تعتزم وضع خطة وآلية لتنفيذ خروج تدريجي ومتوازن ومتسلسل، لجميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية، من خلال المشاورات والمفاوضات مع دول جوار ليبيا وباقي الشركاء الدوليين، مؤكدًا الإقرار بخطة العمل، في مؤتمر مبادرة دعم الاستقرار بطرابلس في 21 أكتوبر، بحضور وزراء خارجية تشاد والنيجر والسودان، فضلاً عن ممثلين للجنة العسكرية المشتركة الذين قدَّموا هذه الخطة.

وأشار إلى أن الاجتماعات والمشاورات، التي ستعقب اجتماع السبت، ليست سوى الخطوات الأولى، في طريق إعداد خطة تنفيذ ملموسة، لانسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من ليبيا، الأمر المهم أيضاً للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة.

 

تهديد واضح

من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، «الأهمية البالغة» التي توليها مصر لخروج القوات الأجنبية، فضلًا عن المرتزقة والمقاتلين الأجانب، وما يُمثله ذلك الوجود الأجنبي، من تهديد واضح للسيادة الليبية على ترابها الوطني، إضافة إلى تأثيره المُباشر في أمن دول الجوار الليبي والاستقرار الإقليمي.

كما أكد -خلال استقباله المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش-ضرورة أن تُفضي أي تحركات دولية في هذا الشأن، إلى إنهاء كل أشكال الوجود الأجنبي بالتزامن، وبلا استثناء ولا تفرقة، فضلًا عن أهمية تنسيق الجهود، لاتخاذ موقف حاسم تجاه استمرار انتهاك بعض الأطراف لحظر توريد السلاح إلى ليبيا.

المبعوث الأممي أطلع الوزير المصري، على نتائج اتصالاته بمُختلف الأطراف المعنية بالأزمة الليبية، ورؤيته لتحريك الأوضاع في لبيبا نحو الاستقرار، معربًا عن تقديره لدور مصر الداعم لتثبيت الاستقرار في ليبيا.

وثمَّن استضافة القاهرة لاجتماعات لجنة «5 +5»، وأهمية العمل على حشد الجهود لتلبية تطلعات الشعب الليبي المشروعة نحو التنمية والازدهار.

 

سر التوقيت

اجتماع السبت، الذي استضافته العاصمة المصرية القاهرة، يكتسب أهمية قصوى -بحسب مراقبين- لأسباب عدة، أولها عقده في القاهرة، التي شهدت أرضها محطات فاصلة في تاريخ ليبيا، أرست جميعها أسس الاستقرار، كان أهمها إعلان القاهرة في يونيو، الذي أسهم في الاتفاق على وقف إطلاق النار، ووضع خارطة طريق أممية تنتهي بانتخابات الرابع والعشرين من ديسمبر المقبل.

ثاني الأسباب، أطراف الاجتماع، الذي شهد حضور ممثلين لثلاث من دول الجوار الليبي، هي تشاد والنيجر والسودان، التي لها حدود مشتركة مع البلد الإفريقي، شهدت انطلاق الإرهابيين ومهربي الوقود، فضلًا عن نشاطلعصابات الاتجار بالبشر، ما يجعل اجتماع القاهرة، نقطة فاصلة في مكافحة تلك الظواهر، التي تؤرِّق المجتمع الدولي.

توقيت عقد الاجتماع، كان من النقاط التي اعتبرها مراقبون «مهمة»، كونه يأتي قبل قرابة 55 يومًا من انتخابات ليبيا، التي يحاربها تنظيم الإخوان، بينما تسعى القاهرة والدول العربية والغربية، إل الدفع نحو تنظيمها، لإرساء استقرار ليبيا وتوحيد مؤسساتها، بعد عشرية من الصراعات التي مزَّقت أوصالها.