وول ستريت جورنال: قطر محبطة من تباطؤ واشنطن في بيعها طائرات من دون طيار
رغم أن العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر جيدة بشكل عام، فقد أعرب المسؤولون الأميركيون عن مخاوفهم، بشأن علاقات الدوحة بالإخوان المسلمين، وحركة حماس، والرئيس التركي المناهض للغرب، رجب طيب أردوغان

ترجمات - السياق
قالت "وول ستريت جورنال" إن الحكومة القطرية "محبطة" من عدم استجابة الولايات المتحدة الأمريكية لطلب الدوحة، بيعها طائرات من دون طيار.
وقدَّمت حكومة قطر طلبًا رسميًا، منذ أكثر من عام لشراء أربع طائرات من دون طيار مسلحة، من طراز "إم كيو-9بي"، لكن وزارة الخارجية الأمريكية لم تتصرف بشأن الطلب القطري، ورفض المسؤولون فيها الإفصاح عن السبب، بحسب الصحيفة.
استياء قطر
وقالت "وول ستريت جورنال"، في تقرير، إن استياء قطر يأتي في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة، الحفاظ على نفوذها في منطقة الخليج، مع تقليص القوات والقدرات العسكرية هناك، وسط مخاوف متصاعدة في واشنطن، من نفوذ الصين في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قطريين قولهم، إنهم سيستخدمون الطائرات من دون طيار لمراقبة منشآت الغاز الطبيعي الشاسعة، لمنع النشاط الإرهابي، وفي مناطق أخرى لمراقبة التهديدات التي يشكلها الإرهابيون في المنطقة.
وتستضيف قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم، العام المقبل، التي يعتقد المسؤولون القطريون، أنها تتطلب مزيدًا من اليقظة ضد الأنشطة الإرهابية.
وقال مسؤولون قطريون وأمريكيون، إن الطائرات المسلحة من دون طيار، التي تقدَّر قيمتها بنحو 600 مليون دولار، ستمنح القطريين قدرة دفاعية أقوى في المنطقة.
وقال مسؤولون وخبراء دفاع أمريكيون، إن ذلك قد يساعد الولايات المتحدة، في منع التهديدات التي تشكلها إيران.
وتسعى قطر أيضًا إلى شراء مقاتلات الشبح الأمريكية من طراز F-35، في طلب منفصل.
سبب الإحباط
ووفقًا للصحيفة، فإن وزارة الخارجية الأمريكية، وافقت على طلبات مماثلة من حلفاء آخرين، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، وقد زاد ذلك من إحباط القطريين، الذين يجادلون بأن الدوحة ساعدت الولايات المتحدة بطرق عدة، لاسيما إخراج الأفغان المعرَّضين للخطر، بعد انهيار حكومة كابل في أغسطس.
ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن مسؤول قطري قوله: "الإحباط من وِجهة نظرنا، هو أنه لا يوجد مؤشر واضح على سبب التأخير في طلبنا"، مضيفًا أن "عمليات الإجلاء الأخيرة في أفغانستان، تثبت أن قطر على استعداد لدعم حلفائها، ولأغراض الأمن والاستقرار".
وتوقَّعت الصحيفة، أن تكون هذه المسألة، من أولويات أجندة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، خلال زيارته للبيت الأبيض، الشهر المقبل.
وتشرِف وزارة الخارجية الأميركية، على المبيعات العسكرية الأجنبية.
وأشار متحدث باسم الخارجية إلى "سياسة طويلة الأمد لواشنطن، تقضي بعدم التعليق على مبيعات أو عمليات نقل دفاعية مقترحة، حتى يتم إخطار الكونغرس رسميًا بها".
وقال إن إدارة بايدن، تمضي قدمًا في الصفقات المقترحة، مع استمرار المراجعات "لضمان أن يكون لدينا تفاهم متبادل واضح، في ما يتعلق بالالتزامات والإجراءات الإماراتية، قبل التسليم وأثناءه وبعده".
الدوحة والإخوان
ورغم أن العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر جيدة بشكل عام، فقد أعرب المسؤولون الأميركيون عن مخاوفهم، بشأن علاقات الدوحة بالإخوان المسلمين، وحركة حماس، والرئيس التركي المناهض للغرب، رجب طيب أردوغان.
وسبق أن اتهمت واشنطن قطر باتباع سياسات متساهلة، لمكافحة تمويل الجماعات الإرهابية، وهي اتهامات نفتها الدوحة، بحسب الصحيفة.
ويعتقد بعض المسؤولين الأمريكيين والقطريين، وكذلك الخبراء الخارجيين، أن دول الخليج ستلعب دورًا حيويًا للولايات المتحدة، مع انسحابها من الشرق الأوسط، للتركيز على مواجهة المنافسة من الصين، لاسيما في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وفقًا للصحيفة.
وقال الجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل، القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، إن برنامج المبيعات العسكرية الأمريكية الخارجية، مهم في منطقة تسحب فيها الولايات المتحدة قواتها وقدراتها العسكرية.
وأضاف: "بشكل عام، هذه هي الطريقة التي نساعد بها في الحفاظ على النفوذ في المنطقة،" مشيراً إلى أنه ليس على دراية بالطلب القطري.
قاعدة أمريكية
يعتقد المسؤولون الحكوميون القطريون، أنهم وقفوا بشكل مباشر وراء الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة، ودعموها من خلال إجلاء عشرات الآلاف من أفغانستان، خلال الانسحاب الفوضوي للقوات الأمريكية هذا الصيف، وفقًا لـ "وول ستريت جورنال".
كما وافق القطريون على الإشراف على عمليات المطار في كابل، ما يتيح للبعض الوصول إلى البلاد، التي تخضع الآن لسيطرة طالبان، من العالم الخارجي.
وبحسب الصحيفة، تستضيف قطر قاعدة أميركية جوية كبيرة، "العديد"، التي تستخدمها الولايات المتحدة على نطاق واسع لعملياتها في المنطقة، بما في ذلك مركز العمليات الجوية المشترك، لكن لا تستخدمها في عمليات الطائرات من دون طيار.
وذكرت الصحيفة، أن تدخل الصين في الشرق الأوسط، أثار قلق المسؤولين الأمريكيين، مشيرة إلى أنه عام 2018، رفض القطريون مبادرات بكين، للدخول في علاقة أمنية أكثر رسمية مع الدوحة، في خطوة استراتيجية تهدف للانضمام إلى الولايات المتحدة.