عقب توقف محادثات الاتفاق النووي... ما خيارات واشنطن للتعامل مع طهران؟

ذكرت تقارير إعلامية، أن الخطة -ب- قد تتضمن استخدام العمل العسكري ضد طهران، التي تقترب من العتبة النووية.

عقب توقف محادثات الاتفاق النووي... ما خيارات واشنطن للتعامل مع طهران؟

ترجمات - السياق

"مع تعثر محادثات الاتفاق النووي الإيراني، على الولايات المتحدة التحول إلى الخطة ب"، تحت هذا العنوان، رأت شبكة بلومبرغ الأمريكية، أن هذا أحد الخيارات المُتاحة أمام الولايات المتحدة للتعامل مع إيران، عقب وصول مفاوضات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 إلى طريق مسدود، مشددة على أن واشنطن بحاجة إلى اتخاذ العديد من الإجراءات لاحتواء التهديد الإيراني، سواء تم إحياء صفقة 2015 أم لا.

وأشارت إلى أن المحادثات بدت قريبة من النجاح أواخر أغسطس 2022، إلا أن إيران طمحت، أو طمعت، في الحصول على مزيد من التنازلات من الولايات المتحدة، مُعتقدة أن نفوذها سيزداد هذا الشتاء مع تزايد رغبة الدول الغربية في الحصول على النفط لإنقاذ الأسواق العالمية.

وعليه -حسب الشبكة- جددت إيران مطالبتها بإغلاق تحقيق "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" في أنشطتها النووية السابقة، بينما رفضت الولايات المتحدة هذا المطلب.

ففي اجتماعه الفصلي الأخير في يونيو، أصدر مجلس محافظي الوكالة، المؤلف من 35 دولة، قرارًا يبدي فيه "قلقه العميق" من الاستمرار في عدم تفسير وجود آثار لليورانيوم، بسبب عدم تعاون إيران بالقدر الكافي، ودعا طهران إلى التعامل مع الوكالة بلا تأخير.

وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومقرها فيينا، إنه لم يتم إحراز تقدم أو مشاركة من إيران منذ ذلك الحين.

وبدلًا من تمرير قرار جديد في اجتماع مجلس المحافظين هذا الأسبوع، أعدت الدول الأربع التي تقف وراء قرار يونيو: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، بيانًا مشتركًا تؤكد فيه من جديد دعم ذلك القرار أملًا بتوقيعه من الدول الأخرى.

أمام ذلك، يتوقع معظم المراقبين أن تتوقف المحادثات على الأقل إلى ما بعد انتخابات التجديد النصفي الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل.

 

تأخير محفوف بالمخاطر

وبينت "بلومبرغ" أن أي تأخير جديد بشأن توقيع الاتفاق النووي، سيكون محفوفًا بالمخاطر، مشيرة إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقدر أن إيران لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي خطوة قصيرة من مستوى صُنع الأسلحة، لبناء سلاح نووي، ومن ثمّ يمكن أن تضيف إلى هذا المخزون بسرعة نسبية.

علاوة على ذلك -حسب الشبكة- منعت إيران، الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من مراقبة عدد أجهزة الطرد المركزي المتقدمة التي تصنعها حاليًا، وهو ما يثير الشكوك في أن إيران تُخفي عشرات الأجهزة المتطورة وستواصل التخصيب سرًا حتى لو تم إحياء الصفقة.

ولذلك، حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من أنه كلما طالت مدة عزل مفتشيها عن مواصلة التحقيق، صعب التصديق على أن أنشطة إيران النووية "سلمية".

وفي حين أن الصفقة التي تم إحياؤها ستجبر إيران على شحن معظم موادها الانشطارية وتثبيط أجهزة الطرد المركزي الأكثر تقدمًا، فإنها لن تحل كل شيء.

ووفقًا للشبكة الأمريكية، فإن المعرفة التي اكتسبها العلماء الإيرانيون ستمكنهم من إعادة تشغيل برنامجهم وتجميع المواد اللازمة لصُنع قنبلة بشكل أسرع.

وأشارت الشبكة إلى أن الاتفاقية لم يتم تعزيزها وتوسيعها بأي شكل من الأشكال، فرغم أن القيود المفروضة على المواد الانشطارية الإيرانية تستمر حتى عام 2030، فإنّ الاتفاقية لم تتناول بندًا يتعلق ببرامج الصواريخ والطائرات من دون طيار الإيرانية، أو دعمها لـوكلائها الإقليميين، مثل جماعة "حزب الله".

 

الخطة "ب"

وتضيف "بلومبرغ": "بالنظر إلى ذلك، يمكن القول إن الولايات المتحدة بحاجة إلى اتخاذ العديد من الإجراءات الأخرى لاحتواء التهديد الإيراني سواء تم إحياء صفقة 2015 أم لا".

ورأت أن التحول إلى ما تسمى الخطة "ب" قد يساعد في إقناع إيران بالتراجع عن أكثر مطالبها غير المعقولة، وسيضع الولايات المتحدة في وضع أفضل للتعامل مع العواقب إذا لم تفعل ذلك.

وعن تفاصيل الخطة ب، ذكرت تقارير إعلامية أنها قد تتضمن استخدام العمل العسكري ضد طهران، التي تقترب من "العتبة النووية".

كانت الخارجية الأمريكية قالت: إن واشنطن ستلجأ بشكل مطلق إلى "الخطة ب"، في حال ثبوت عدم قابلية خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) للتطبيق، بينما أفادت تقارير إعلامية إيرانية بأن رؤية طهران ووجهة النظر الأوروبية في بعض نقاط المفاوضات النووية "لا تزال غير متقاربة".

وأفاد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، بأن الولايات المتحدة تلقت التعليقات الإيرانية على النص الأوروبي المقترح لإحياء الاتفاق النووي، مضيفًا خلال مؤتمر صحفي مؤخرًا أن بلاده تواصل دراسة ما تم تقديمه بالتشاور مع الشركاء الأوروبيين.

وأوضح أن "ما يمكن التفاوض عليه تم" من حيث الاتفاق النووي، مضيفًا أن واشنطن كانت تنقل ملاحظاتها على ردود طهران إلى الاتحاد الأوروبي بشكل خاص، رافضاً كشف تلك الملاحظات.

وأشار برايس إلى أن واشنطن مازالت تدرس ردود إيران، مضيفًا: "سوف يتطلب الأمر بعض الوقت لاستيعاب ما تم تقديمه من إيران إلى الاتحاد الأوروبي، وما تم تقديمه لنا من قِبل الاتحاد الأوروبي".

وأكد برايس أن الولايات المتحدة لا تربط مصير مواطنيها المحتجزين في إيران بمدى نجاح اقتراح العودة إلى الامتثال للاتفاق النووي، مشيرًا إلى أنه "يمر اليوم الـ2500 من اعتقال الأمريكي سياماك نمازي الذي احتجز ظلمًا في إيران لسنوات، وكذلك الحال بالنسبة لوالده والأمريكيين الآخرين".

وتتمثل الخيارات المتاحة -بحسب "بلومبرغ" في ضرورة عمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على سد ثغرات العقوبات التي سمحت لإيران بمواصلة بيع النفط، الذي ذهب -في المقام الأول- إلى الصين.

حسب الشبكة أيضًا "من الواضح أن القادة الإيرانيين يعتمدون على عدم قدرة الجماهير الغربية على تحمل آلام ارتفاع تكاليف الطاقة، ومن ثمّ يجب على الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين ثنيهم عن هذا المفهوم الخاطئ".

وشددت على أنه سواء تمت الصفقة أم لا، سيظل التحدي المتمثل في مواجهة أنشطة إيران الخبيثة في جميع أنحاء الشرق الأوسط قائمًا.

دعم إسرائيل

في ضوء ذلك، أوضحت الشبكة أنه لا بد من دعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها، عن طريق تنسيق الإجراءات لمواجهة هجمات الطائرات المُسيرة الإيرانية، وعدم الاكتفاء أو الاقتصار على صد الصواريخ التي تطلقها إيران -عن طريق أذرعها التابعة في المنطقة- صوب الداخل الإسرائيلي، فضلًا عن الاستمرار في إجراء تدريبات مشتركة للتحضير للصراع المرتقب بين إيران ومواليها وإسرائيل.

وتابعت: "يجب أيضًا أن تُظهر واشنطن للإيرانيين الأموال التي يحولها النظام إلى الميليشيات المسلحة الموالية له في الخارج، بدلًا من المواطنين الذين طالت معاناتهم في الداخل".

الأهم من ذلك -حسب "بلومبرغ"- "يجب على الولايات المتحدة أن تتأكد من أن إيران تدرك أن صبرها ليس بلا حدود، ومن ثمّ يتعين على واشنطن أن تضع خطوطًا حمراء في سياستها مع إيران، مثل ألا يصل تخصيب طهران لليورانيوم، لدرجة صُنع الأسلحة النووية، مع توضيح الردود المتاحة إذا تجاوزت إيران ذلك الخط".