الكوليرا تهدد سوريا... منظمة الصحة العالمية تحذر من خطر التفشي

أحصت وزارة الصحة السورية وفاة شخصين، إضافة الى 26 إصابة مثبتة، أغلبيتها الساحقة في محافظة حلب، بعدما سجل ثلاث وفيات وإصابات بكثرة بمناطق سيطرة الأكراد في الرقة شمال والريف الغربي لدير الزور

الكوليرا تهدد سوريا... منظمة الصحة العالمية تحذر من خطر التفشي

السياق

بعد نزاع مستمر منذ 11 عامًا، تشهد سوريا أزمة مياه حادة وموجة جفاف، على وقع تدمير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، بالمقابل، حذّرت منظمة الصحة العالمية -الثلاثاء- من أن خطر انتشار الكوليرا في سوريا "مرتفع للغاية" بعد الإعلان -منذ نهاية الأسبوع الماضي- عن تسجيل إصابات في محافظات عدة، للمرة الأولى منذ عام 2009.

وأحصت وزارة الصحة السورية –الاثنين- وفاة شخصين، إضافة الى 26 إصابة مثبتة، أغلبيتها الساحقة في محافظة حلب، بعدما سجل ثلاث وفيات و"إصابات بكثرة" بمناطق سيطرة الأكراد في الرقة "شمال" والريف الغربي لدير الزور "شرق".

وقالت منظمة الصحة العالمية: "تم الإبلاغ عن حالات مؤكدة عبر اختبارات تشخيص سريع في حلب والحسكة "شمال شرق" ودير الزور والرقة".

ونبّهت إلى أنّ "خطر انتشار الكوليرا الى محافظات أخرى مرتفع للغاية".

وسجّلت سوريا عامي 2008 و2009 آخر موجات تفشي المرض في محافظتي دير الزور والرقة، وفق منظمة الصحة العالمية.

وتظهر الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحاً في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي.

وغالباً ما يكون سبب المرض تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ويؤدي الى الاصابة بإسهال وتقيؤ.

وأعرب المنسق المقیم ومنسق الشؤون الإنسانیة للأمم المتحدة في سوریا عمران ریزا عن قلقه من التفشي الحالي للكولیرا في سوريا.

وقال في بيان: "بناءً على تقییم سریع أجرته السلطات الصحیة والشركاء، يُعتقد أن مصدر العدوى مرتبط بشرب الأشخاص لمیاه غیر آمنة مصدرھا نھر الفرات، وكذلك استخدام میاه ملوثة لري المحاصیل".

وأضاف: "يُعد تفشي الوباء أيضاً مؤشراً على نقص المیاه الحاد في سوریا"، ما قد يشكل "تھدیداً خطيراً للناس في سوريا والمنطقة".

وبحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف" في أبريل، أدى النزاع الى تضرر قرابة ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه.

ويعتمد نحو نصف السكان على مصادر بديلة غالباً ما تكون غير آمنة لتلبية أو استكمال احتياجاتهم من المياه، بينما لا تتم معالجة سبعين في المئة على الأقل من مياه الصرف الصحي، وفق "يونسيف".

وتتضاءل قدرة المنظمات الدولية على تقديم الخدمات في هذا المجال جراء نقص التمويل. وبحسب منظمة أطباء بلا حدود، شكلت خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحيّة أربعة في المئة فقط من ميزانيّة الاستجابة الإنسانيّة في جميع أنحاء سوريا العام الماضي، وهو أقل من ثلث ما أنفِق عام 2020 على الأنشطة ذاتها.

وقال ريزا: "ھناك حاجة لاتخاذ إجراءات سریعة وعاجلة لمنع المزید من حالات الإصابة والوفاة"، مضيفاً: "تدعو الأمم المتحدة في سوریا الدول المانحة إلى تمویل إضافي عاجل لاحتواء تفشي المرض ومنع انتشاره".

كذلك تشهد دولة العراق المجاورة -منذ يونيو- موجة إصابات بالكوليرا، للمرة الأولى منذ عام 201، إذ أعلنت السلطات في إقليم كردستان -وقتها- تسجيل آلاف الإصابات، خاصة في محافظة السليمانية.

 ويصيب المرض سنوياً بين 1.3 مليون وأربعة ملايين شخص في العالم، ويؤدي إلى وفاة بين 21 ألفًا و143 ألف شخص.