الاغتصاب والإيهام بالغرق... أساليب الاستخبارات الأمريكية لتعذيب السجناء

الحفر السوداء... أزمة تلاحق مديرة سابقة للاستخبارات الأمريكية

الاغتصاب والإيهام بالغرق... أساليب الاستخبارات الأمريكية لتعذيب السجناء

ترجمات - السياق

«الحُفر السوداء»، أزمة جديدة تلاحق المديرة السابقة لوكالة الاستخبارات الأمريكية جينا هاسبل، التي كشف النقاب عن دورها في الإشراف على سجون لتعذيب المعتقلين بشبهة الإرهاب.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن المديرة السابقة لوكالة الاستخبارات الأمريكية جينا هاسبل -أول امرأة تشغل هذا المنصب منذ عام 2018 حتى 2021- كانت تشرف بنفسها على سجن سري تابع للوكالة في تايلاند، لمراقبة جلسات استجواب وتعذيب السجناء هناك.

ورغم أن الصحيفة الأمريكية، قالت إن اسم هاسبل ارتبط بالسجون السرية، التي أدارتها الوكالة في مختلف أنحاء العالم، وتعرض فيها المعتقلون بشبهة الإرهاب لعمليات تعذيب، فإنها أكدت أن وكالة المخابرات المركزية لم تعترف بعمل هاسبل في "الحُفر السوداء".

وأوضحت «نيويورك تايمز»، أن استخدام الاسم الرمزي كان يُمثل قبول المحكمة لسياسة الوكالة، المتمثلة في عدم الاعتراف بأسرار الدولة، حتى تلك التي تم تسريبها بالفعل.

وأشارت إلى أنه خلال جلسة الاستماع لتعيين هاسبل مديرة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية عام 2018، سألتها السناتور ديان فينشتاين عما إذا كانت قد أشرفت على استجواب السجين السعودي عبدالرحيم الناشري -المتهم بتدبير تفجير المدمرة البحرية الأمريكية كول عام 2000- الذي تضمن استخدام الإيهام بالغرق، إلا أن هاسبل رفضت الإجابة قائلة: إن ذلك جزء من حياتها المهنية السرية.

 

كشف جديد

ورغم رفض هاسبل الإجابة، فإن «نيويورك تايمز»، قالت إن عالم النفس الذي ساعد في تطوير برنامج الاستجواب بالوكالة جيمس ميتشل، كشف -خلال جلسة استماع الشهر الماضي في خليج غوانتانامو بكوبا- أن رئيسة وكالة المخابرات الأمريكية في ذلك الوقت، الذي أشار إليها باسم Z9A -الاسم الرمزي المستخدم في المحكمة للسيدة هاسبل- كانت تشاهد بينما يقوم هو وزميله في الفريق باستجواب وتعذيب السجين الناشري، عن طريق «الإيهام بالغرق».

وكشف مسؤولون سابقون، أن المديرة السابقة لوكالة الاستخبارات الأمريكية، أدارت سجون "الحفر السوداء" في تايلاند من أكتوبر 2002 حتى ديسمبر 2002 أثناء تعذيب الناشري، وهو ما وصفه الدكتور ميتشل في شهادته.

وبحسب «نيويورك تايمز»، فإن خليج غوانتانامو أحد الأماكن القليلة التي ما زالت أمريكا تصارع فيها إرث التعذيب، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر .

وأشارت إلى أن فرق الدفاع دأبت على مطالبة القضاة العسكريين باستبعاد أدلة معينة من محاكمات جرائم الحرب لمسلحي تنظيم القاعدة المتهمين، باعتبارها ملوثة ليس فقط بالتعذيب، لكن بالمعاملة التي وصفتها بـ«القاسية واللاإنسانية والمهينة».

وخلال المحاكمة الأخيرة، التي جرت في مايو الماضي، وصف الدكتور ميتشل كيف قام هو وجون بروس جيسن، خلال عملهما بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، أواخر عام 2002 بإيهام الناشري-المتهم بتدبير تفجير المدمرة البحرية كول عام 2000، وقتل 17 بحارًا أمريكيًا في الهجوم- بالغرق.

وأوضح ميتشل أنه عبر ثلاث جلسات منفصلة، كان يضع هو قطعة قماش على وجه الرجل ويعدلها لتوجيه الماء نحو وجهه، بينما كان الدكتور جيسن يسكب الماء.

 

أساليب قسرية

وأقر الدكتور ميتشل بأن الناشري كان حجمه صغيرًا جدًا لدرجة أنهم اعتقدوا أنه قد ينزلق من قيود لاصقة أثناء أجزاء من الإيهام بالغرق، بحسب «نيويورك تايمز»، التي قالت إنه لكي يُسمح للسجين بالتنفس بين السوائل، حركه المحققون 90 درجة، من الاستلقاء على ظهره إلى وضعية الوقوف، وهو لا يزال مربوطًا على نقالة.

وتحول فريق الاستجواب إلى «أساليب قسرية» أخرى، بما في ذلك إجبار السجين على قضاء بعض الوقت في صندوق حبس صغير، أو صفعه، بحسب الصحيفة الأمريكية.

 

أنواع أخرى من التعذيب

وكشفت الصحيفة الأمريكية، أن الناشري تعرض لأنواع أخرى من التعذيب، بعد أن نقله الدكتور ميتشل إلى فرع آخر من وكالة المخابرات المركزية، بينها غرس مكمل غذائي في «شرجه» لرفضه تناول الطعام، وهو ما وصفه محاميه بأنه «اغتصاب».

الدكتور ميتشل أضاف أنه يتذكر ما فعله، مشيرًا إلى أنه ربما تعرض المعتقل الذي كان عاريًا وأحيانًا مُقنعًا، للصفع وضرب مؤخرة رأسه بجدار مغطى بالخيش.

وبحسب «نيويورك تايمز»، فإنه في الوقت الذي تعرض فيه الناشري للإيهام بالغرق أواخر عام 2002، كانت هاسبل مسؤولة عن سجن المخابرات المركزية الأمريكية في تايلاند، حيث كانت تجرى فيه عمليات الإيهام بالغرق، لمن يشتبه بصلتهم بالإرهاب وغيرها من أساليب الاستجواب العنيفة.

إلا أن شهادة الدكتور ميتشل ذهبت إلى أبعد من ذلك، إذ أقر بأن المديرة السابقة لوكالة الاستخبارات الأمريكية كانت تراقب الجلسات، رغم أنها لم تشارك فيها، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي قالت إنه رغم أن دور هاسبل رئيسة لسجن "الحفر السوداء" في تايلاند معروف على نطاق واسع، فإنه لا يزال من أسرار الدولة.

 

تدمير أشرطة الفيديو

وقالت «نيويورك تايمز»، إن القاضي العقيد لاني جيه أكوستا جونيور، سمح للدكتور ميتشل بالإدلاء بشهادته، لأن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، عمدت إلى تدمير شرائط فيديو، قال محامو الدفاع عنها إنها تظهر الأطباء النفسيين وهم يعذبون ويستجوبون الناشري وسجينًا آخر في "الحفر السوداء" بتايلاند.

وقال محامو الدفاع إن تدمير هذه الشرائط، حرمهم من الأدلة المحتملة، بما في ذلك أشياء ربما أرادوا إظهارها أمام هيئة المحلفين العسكرية، لتقرير فرض عقوبة الإعدام من عدمه.

وأوضحت «نيويورك تايمز»، أن الكشف عن أن وكالة المخابرات المركزية دمرت أشرطة -يظهر في معظمها أبو زبيدة، وهو أول محتجز تم اعتقاله بعد هجمات 11 سبتمبر، المعروف بتعرضه للتعذيب من قِبل وكالة المخابرات المركزية- دفع لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ للتحقيق في برنامج "الحفر السوداء".

من جانبها، أقرت هاسبل بدورها في تدمير تلك الأشرطة كرئيسة أركان لرئيس العمليات، خوسيه إيه رودريغيز جونيور، قائلة: «أود أن أوضح أيضًا أنني لم أظهر في هذه الأشرطة».

وأكدت «نيويورك تايمز»، أن هاسبل كانت قد تعهدت في جلسة تعيينها رئيسة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية عام 2018، بعدم تطبيق أي برامج استجواب مماثلة.