اقتلاع جذور الإرهاب... مؤتمر دولي في القاهرة لمواجهة التطرف

قال الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، للسياق، إن المؤتمر يعد محاولة جادة من أكبر تجمع للمتخصصين في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، للخروج بمبادرات علمية تدعم عملية مكافحة التطرف وقاية وعلاجًا.

اقتلاع جذور الإرهاب... مؤتمر دولي في القاهرة لمواجهة التطرف

السياق

في محاولة لوضع استراتيجيات جادة لمواجهة ظاهرة التطرف الديني، نظم مركز "سلام" لدراسات التطرف، التابع لدار الإفتاء المصرية، مؤتمرًا دوليًا بعنوان "التطرف الديني... المنطلقات الفكرية واستراتيجيات المواجهة".

 المؤتمر الذي شاركت فيه وفود 42 دولة تمثل كبار القيادات الدينية والوزراء والشخصيات العامة وممثلي دور الإفتاء على مستوى العالم، عدَّه الدكتور شوقي علام مفتي مصر، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، في تصريحات لـ"السياق"، محاولة جادة من أكبر تجمع للمتخصصين في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، للخروج بمبادرات علمية تدعم عملية مكافحة التطرف وقاية وعلاجًا.

وقال إن التطرف -بشتي صوره- المظلة الفكرية التي تستند إليها التنظيمات الإرهابية الهدامة، في نشر رسائلها واستقطاب المؤيدين، لافتًا إلى رؤية مصر بضرورة مكافحة مَنْ يتبنى الفكر المتطرف ويخطط له ومَنْ يقدم له الدعم أيضًا.

كما أوضح رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن المؤتمر يستهدف وضع استراتيجية وتوحيد جهود المواجهة ودعم عملية صنع السياسات الخاصة بعملية مكافحة التشدد، من خلال عرض تجارب عدد من الدول في مواجهة الإرهاب والتطرف، في مقدمتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا ومصر والإمارات والسعودية والأردن وإندونيسيا.

 

تجربة الإمارات

وخلال عرضه تجربة دولة الإمارات، في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، قال الدكتور سلطان محمد النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إن الإمارات تعمل يدًا بيد مع مصر في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه، مؤكدًا أن التسامح والتعايش، السبيل الوحيد للتنمية لأن الأمن -حسب قوله- لا يأتي فقط بسواعد رجال الأمن.

ولفت النعيمي -خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي لمركز سلام لدراسات التطرف- إلى خطورة ظهور جماعات ترتكز على أيديولوجية دينية متطرفة، كما لفت في الوقت نفسه، إلى أن دولة الإمارات أدركت خطورة ظاهرة التطرف والفكر التكفيري مبكرًا وما يحدث من أعمال عنف.

ويرى مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن مواجهة الفكر المتطرف لابد أن تبدأ بالنشء والولوج إلى الوسائل الإعلامية، لتصحيح الخطاب الموجه والداعم للخطاب المتطرف.

 

جهود دولية

في ما يتعلق بمتطلبات محاربة الإرهاب في المرحلة الراهنة، يقول الدكتور جيهانكير خان مدير مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة في تصريحات خاصة لـ"السياق"، على هامش مشاركته بمؤتمر دار الإفتاء المصرية الدولي لمناقشة التطرف الديني، إن محاربة الإرهاب في المرحلة الراهنة تتطلب تضافر الجهود الدولية، خاصة مع تعدد مظاهره، التي تبدأ بالترهيب الفكري إلى استخدام العنف المسلح.

وأشار إلى أن الاستغلال الإرهابي لوسائل التواصل الاجتماعي، وحتى منصات الألعاب الترفيهية وانتشار عمليات التجنيد عبر الإنترنت، تمثل تحديًا وقلقًا لجميع الدول، خصوصًا أن التنظيمات الإرهابية -كتنظيم داعش والجماعات التابعة له- تضاعف جهودها لتفعيل حملات التواصل، مستغلة في ذلك الأزمات والصعوبات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

وأشار جيهانكير خان إلى أن "مركز سلام" لديه خطة لمواجهة الأفكار المتطرفة التي تروِّجها الجماعات الإرهابية، لاسيما وأنه يتبع مؤسسة حكومية رسمية مصرية، منوهًا بأن مصر تحقق نجاحات في محاربة الإرهاب، ولديها خبرات مهمة في هذا الصدد.

وكشف مدير مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة عن تعاون مرتقب مع "مركز سلام"، خاصة في مجال زيادة التأثير الجماعي ضد روايات الإرهابيين والمتطرفين.

ويتفق السفير أحمد سيف الدولة، رئيس قسم المديرية التنفيذية لمكافحة الإرهاب بمجلس الأمن، مع خطورة استغلال التنظيمات الإرهابية للمنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.

وأوصى -خلال كلمته بالمؤتمر- بضرورة تكثيف الجهود الإعلامية لمكافحة الخطاب الإرهابي، بما في ذلك تكثيف جهود القيادات الدينية والمعنية، كما طالب بضرورة تبني خطاب مضاد لمحاربة التطرف والخطاب الإيجابي، وتوفير المصداقية ومعالجة الرسائل المثيرة للعنف.

من جانبه، قال الدكتور إبراهيم نجم، أمين الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، رئيس مركز سلام، في تصريحات لـ"السياق": إن "سلام" وهو مركز بحثي أكاديمي يتبع دار الإفتاء المصرية، يسعى إلى إنشاء مظلة جامعة لكل مراكز الأبحاث المعنية بمكافحة التطرف يكون مقرها مصر، لما لها من خبرة كبيرة في مكافحة التطرف.

وأشار إلى عدد من المشروعات البحثية لمركز سلام، لتعزيز الجهود في مواجهة التطرف، سواء من خلال الوقاية أم العلاج، ومنها معرض الشهيد وهو معرض فني افتُتح على هامش المؤتمر، ومن المقرر أن ينقل إلى عدد من الأماكن العامة كالجامعات والمدارس، ويضم عرضًا لأهم شبهات التطرف، والرد عليها باستخدام التقنيات الحديثة.

وكشف رئيس مركز سلام، عن برنامج إلكتروني باسم "منارات لمواجهة التطرف والإرهاب"، يضم قاعدة بيانات ضخمة للأفكار والشخصيات والجماعات المتطرفة والعمليات الإرهابية للرد عليها، كما يجرى تحديثه على مدار الساعة.

وأوضح أنه تم افتتاح "الذاكرة الرصدية والمكتبة الإلكترونية لدراسات التطرف"، لرصد وجمع كل ما كتبته وأصدرته الجماعات التكفيرية والمتطرفة، كما تضم أيضاً كل ما أنتج معرفيًا وأكاديميًا عن الإرهاب والفكر المتطرف والجماعات التي تتبناه وتروِّجه.