تظاهرات إيران مستمرة.. والسلطات تهدد: سنواجه المتظاهرين بكل قوتنا
تشير السلطات الإيرانية إلى وقوف مجموعات انفصالية وراء التظاهرات التي ترى فيها مؤامرات خارجية، موجّهة الاتهام إلى الولايات المتحدة.

السياق
لليوم الثاني عشر يواصل الإيرانيون التظاهرات؛ احتجاجًا على وفاة الفتاة العشرينية مهسا أميني خلال احتجازها لدى "شرطة الأخلاق"، لعدم التزامها بقواعد ارتداء الحجاب، وسط تحذيرات من الشرطة الإيرانية من أن وحداتها ستواجه المتظاهرين "بكل قوتها".
الشرطة الإيرانية في الأساس تنفي مسؤوليتها عن وفاة مهسا، مدعية أن الوفاة جاءت بناء على مشاكل صحية قديمة، وهو ما نفته عائلتها. وفي تطور جديد تقدمت العائلة بشكوى ضد عناصر الشرطة الذين أوقفوا مهسا.
ويقول ابن عمة الفتاة، عرفان صالح مرتضائي الذي يقطن منذ عام في كردستان العراق، حيث انضمّ إلى تنظيم "كوملة" الكردي المسلّح المعارض للنظام في إيران، إن أميني تعرّضت لـ"ضربة شديدة على رأسها" على يد "شرطة الأخلاق" يوم توقيفها في 13 أيلول/سبتمبر.
ويروي مرتضائي نقلًا عن والدة أميني أن الشرطة تعرّضت للشابة بـ"الضرب" قبل أن تنقلها إلى حافلة حيث تلقت "مزيدًا من الضربات، بعد ذلك تم نقلها إلى المستشفى حيث توفيت إثر غيبوبة استمرت ثلاثة أيام".
شكوى رسمية
ويوضح محامي العائلة صالح نيكباخت، أنهم طلبوا من المدعي العام وقاضي التحقيق إجراء تحقيق مفصل عن كيفية حصول الاعتقال حتى نقل مهسا إلى المستشفى"، مطالبًا السلطات بتأمين "كل مقاطع الفيديو والصور" المتوفرة طوال فترة اعتقال مهسا أميني لدى شرطة الأخلاق، وذلك على الرغم من إعلان رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، تشكيل لجنة تقصي حقائق في وفاة أميني، وإجراء الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اتصالًا بأسرة مهسا أميني عبّر خلاله عن مواساته، وتعهد بمتابعة التحقيق حتى توضيح ملابسات القضية.
وفاة مهسا أثارت بركان الغضب الخامد منذ سنوات ضد النظام الإيراني، ما يزيد الأمر سوءا هو تصرفات الشرطة الإيرانية وسقوط نحو 60 قتيلًا وفق ما أعلنت وكالة أنباء فارس، إلا أن منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها أوسلو قالت إنَّ أعداد القتلى وصل 76 شخصًا على الأقل.
وقالت قيادة الشرطة في بيان لها الأربعاء، إن "عناصر الشرطة سيواجهون بكل قوتهم مؤامرات مناهضي الثورة والعناصر المعادين، وسيتصرفون بحزم ضد من يخلّون بالنظام العام وبالأمن في كل أنحاء البلاد".
ويقول نشطاء حقوقيون، إن الشرطة أطلقت على المحتجين الخرطوش والرصاص الحي.
وخلال الاحتجاجات تطلق هتافات مناهضة للسلطات كما تمزّق صور للمرشد الأعلى علي خامنئي ولمؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله روح الله الخميني، كما يتم رشق قوات الأمن بالحجارة وإحراق سيارات الشرطة ومبانٍ حكومية، وفق مقاطع فيديو.
- "مجموعات انفصالية" -
وتشير السلطات الإيرانية إلى وقوف "مجموعات انفصالية" وراء التظاهرات التي ترى فيها مؤامرات خارجية، موجّهة الاتهام إلى الولايات المتحدة.
وشنّت إيران ضربات في إقليم كردستان العراق المجاور إذ تتمركز تنظيمات معارضة كردية إيرانية تندد باستمرار بقمع التظاهرات في إيران. وأدى القصف إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقلّ وإصابة 28 آخرين وفق السلطات الكردية العراقية. واستدعت بغداد سفير إيران لديها لإبلاغه احتجاجها على القصف الإيراني.
وأعلن وزير الاتصالات عيسى زارع بور "فرض قيود على بعض المنصات خصوصًا الأميركية" التي "أدت دورًا تنظيميًا لأعمال الشغب"، مشيرًا إلى أن "رفع القيود المفروضة على الإنترنت يتوقف على قرار السلطات".
وأعلنت السلطات توقيف أكثر من 1200 متظاهر منذ 16 أيلول/سبتمبر، وبحسب منظّمات غير حكومية تم توقيف نشطاء ومحامين وصحافيين.
واعتقلت السلطات فائزة هاشمي ابنة الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني بتهمة "التحريض على الاحتجاج".
وهذه الاحتجاجات هي الأوسع نطاقًا منذ تظاهرات تشرين الثاني/نوفمبر 2019 التي نجمت عن ارتفاع أسعار البنزين في خضم الأزمة الاقتصادية، وشملت حينها حوالي مئة مدينة إيرانية وتعرضت لقمع شديد وسقط 230 قتيلًا بحسب الحصيلة الرسمية، وأكثر من 300 حسب منظمة العفو الدولية.