إعصار الجنوب.. تحرير شبوة ومحيرب وتشديد الخناق على الحوثيين

السياق

انتصارات متوالية لقوات ألوية العمالقة والجيش اليمني، رسمت ملامح المرحلة المقبلة في اليمن، وما ستشهده الجبهات المشتعلة من انهيارات في صفوف مليشيا الحوثي.

تلك الانتصارات، التي رفعت معنويات ألوية العملاقة والجيش اليمني إلى عنان السماء، ستحرم الانقلابيين من إعادة ترتيب صفوفهم، ومن تفخيخ المناطق التي ينسحبون منها، خاصة مع استمرار المعارك بالزخم نفسه.

إلا أن هذا «الإنجاز العسكري الكبير»، الذي جاء بعد عشرة أيام فقط من إطلاق العملية العسكرية، أكد أن الفرصة متاحة لحسم معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، خاصة بعد الدعم السعودية والإماراتي، الذي ثمَّنه اليمنيون.

وأعلنت قوات ألوية العمالقة، أنها تمكنت من تحقيق انتصارات جديدة في أولى مديريات محافظة مأرب، المجاورة للمديريات الغربية من محافظة شبوة، مشيرة إلى أنها -مسنودة بالجيش اليمني والتحالف- حررت مركز مديرية حريب، بمحافظة مأرب.

 

تطهير المديريات

وبينما يواصل الجيش وقوات ألوية العمالقة الزحف باتجاه عقبة ملعاء، تمهيدًا لتطهير محافظة مأرب، كشفت تقارير صحفية، تحرير مناطق عزلة آل عقيل وآل طهيف بالمحافظة المحتلة، بعد أن تقدمت قوات العمالقة باتجاه مفرق شقير، الذي يفصل حريب عن مديرية عين بمحافظة شبوة.

انتصارات الثلاثاء، تأتي بعد ساعات من إعلان قوات ألوية العمالقة، استكمال المرحلة الثالثة من عملية إعصار الجنوب، بتحرير مديرية عين في اليوم العاشر من العمليات، مؤكدة تحرير مديريات محافظة شبوة.

وتوجهت قوات ألوية العمالقة، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، بالشكر إلى تحالف دعم الشرعية، بقيادة المملكة العربية السعودية ومساندة الإمارات، معبرة عن أمانيها بالشفاء العاجل للمصابين، وبالرحمة للشهداء.

ودعت قوات ألوية العمالقة، أبناء شبوة لإعادة تنظيم صفوفهم بقيادة عوض محمد عبدالله العولقي للدفاع عن محافظتهم، «لأن الوطن الذي لا نحميه لا نستحق العيش فيه».

 

ترحيب شعبي

وبحسب تقارير صحفية، فإن مواطنين بالمناطق المحررة أطلقوا الأعيرة النارية ترحيبًا بوصول قوات العمالقة، وبدء عمليات تحريرها من براثن مليشيات الحوثي.

وفي سياق متصل، عقد وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد المقدشي، اجتماعًا مع قائد قوات الدعم والإسناد السعودي للقوات اليمنية اللواء الركن يوسف الشهراني، لمناقشة سير العمليات القتالية على امتداد مسرح العمليات، بحضور محافظ مأرب، اللواء سلطان العرادة ورئيس هيئة الأركان العامة، الفريق الركن صغير بن عزيز.

وبارك القادة خلال اللقاء، الانتصارات والتقدمات التي يحرزها الجيش والمقاومة وألوية العمالقة في شبوة والبيضاء، مشيدين بالالتفاف الوطني والعروبي، في هذه المواجهة الوجودية، للتصدي للتهديدات المتربصة بالأمن القومي وأطماع فرض الهيمنة على المنطقة.

وأكد قائد قوات الدعم والإسناد السعودي، اللواء الركن يوسف الشهراني، وقوف المملكة إلى جانب الشعب اليمني وقيادته الشرعية وقواته المسلحة، حتى تحقيق النصر واستعادة دولته وأمنه واستقراره.

 

أهمية استراتيجية

من جانبه، أعلن محافظ شبوة، الشيخ عوض محمد العولقي، تحرير مديرية عين من فلول مليشيا الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران، وتطهير تراب المحافظة منها، عقب استكمال تحرير مديريات بيحان وعسيلان وعين من جحافلها.

وثمَّن محافظ شبوة، في بيان نشره المركز الإعلامي للجيش اليمني، هذه الانتصارات التي تحققت بتضحيات قوات العمالقة والجيش والمقاومة، ومشاركة جوية فاعلة من طائرات تحالف دعم الشرعية، منوهًا بأهميتها الاستراتيجية على طريق استكمال مشروع محاربة الانقلاب الحوثي والقضاء عليه.

وحيى محافظ شبوة، جسارة وشجاعة المقاتلين من قوات العمالقة والجيش ورجال المقاومة الشعبية في هذه الانتصارات، مؤكدًا ضرورة حماية هذا الانتصار.

بدوره، هنأ الرئيس اليمني القائد الأعلى للقوات المسلحة عبد ربه منصور هادي، خلال اتصال هاتفي مع محافظ شبوة عوض ابن الوزير العولقي، أبناء محافظة شبوة واليمن، بتحرير مديريات بيحان (عسيلان - بيحان - عين) من سيطرة ميليشيا الحوثي، على طريق تحرير اليمن من هذه الفئة المتمردة.

وأشاد الرئيس اليمني بالبطولات التي تسطرها قوات العمالقة والمقاومة والجيش، والتضحيات التي قدموها لتحقيق هذا الانتصار، والتفاف أبناء محافظة شبوه مع هذه الجهود، لتخليص محافظتهم من الميليشيات الحوثية.

 

الهوية اليمنية

وثمَّن الرئيس هادي دعم ومساندة تحالف دعم الشرعية -بقيادة المملكة العربية السعودية- لعملية تحرير بيحان، مؤكداً تقدير اليمنيين وقياداتهم لهذا الدعم، في سبيل استعادة الشرعية وحماية الهوية اليمنية من مخططات المشروع الإيراني.

من جانبه، بارك وزير الإعلام والثقافة اليمني معمر الإرياني، عبر «تويتر»، الانتصارات التي حققتها ألوية العمالقة والجيش الوطني والمقاومة، بدعم من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة، ومشاركة فاعلة من الإمارات، التي تكللت بتحرير مديرية عين، واستكمال تطهير مديريات محافظة شبوة من مليشيا الحوثي الارهابية، بعد عشرة أيام من إطلاق العملية العسكرية.

وثمَّن الدعم الذي قدمه تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة، لألوية العمالقة والجيش الوطني لصناعة هذا «الإنجاز العسكري الكبير»، الذي أكد فرص حسم معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، مؤكدًا أن هذا الدعم اللامحدود، سيبقى محل تقدير وعرفان اليمنيين.

كما ثمَّن الإشراف المباشر والمتابعة المستمرة، من الرئيس هادي لسير العمليات العسكرية في مختلف جبهات القتال، وقيادته لمعركة اليمن في التصدي للمشروع التوسعي الإيراني واستعادة الدولة وإسقاط الانقلاب.

 

قلق أممي

من جهة أخرى، أعربت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاقية الحديدة «أونمها»، عن قلققها البالغ والادعاءات المتعلقة باستخدام موانئ الحديدة لأغراض عسكرية، مطالبة بضرورة اتخاذ إجراءات التفتيش، التي تعد جزءًا من تفويضها.

وأكدت البعثة الأممية، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، أنها تقف على أهبة الاستعداد لمعالجة شواغل عسكرة الموانئ، مذكرة الأطراف المعنية بأن الموانئ شريان الحياة لملايين اليمنيين.

وناشدت «أونمها» الأطراف المعنية، ضرورة حل هذه القضية مع الالتزام بضبط النفس، ومنح الأولوية القصوى للحفاظ على الطابع المدني للبنية التحتية والمنشآت العامة، وضمان حماية الموانئ بما يصب في مصلحة الشعب اليمني.