عمارة اللوبيدة... ارتفاع حصيلة انهيار المبنى إلى عشرة قتلى
قال بيان لمديرية الأمن العام إن فرق الانقاذ تمكنت من إجلاء جثة عاشرة من تحت الأنقاض، لتكون حصيلة ما تم التعامل معه عشر وفيات

السياق
ما زالت تداعيات انهيار مبنى سكني في عمّان، مستمرة، إذ ارتفعت حصيلة ضحايا المبنى القديم المؤلف من أربعة طوابق إلى عشرة قتلى، بينما تواصل فرق الإنقاذ -صباح الخميس- البحث عن عالقين بين الأنقاض.
واستدعى انهيار المبنى استنفارًا لأجهزة الدولة الأردنية، في وقت فتحت فيه النيابة العامة التحقيق في ملابسات الحادث، الذي شغل الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى إن وسم «عمارة اللوبيدة» الأكثر تداولًا في المملكة الأردنية الهاشمية.
وقال بيان لمديرية الأمن العام إن "فرق الانقاذ تمكنت من إجلاء جثة عاشرة من تحت الأنقاض، لتكون حصيلة ما تم التعامل معه عشر وفيات". وأضاف أن "فرق الإنقاذ ما زالت تواصل عملياتها في الموقع".
كانت حصيلة من المصدر نفسه، أشارت إلى انتشال تسع جثث من أنقاض المبنى الواقع في منطقة جبل اللويبدة، وهي من أقدم أحياء العاصمة الأردنية.
ونجح رجال الإنقاذ -الأربعاء- في إخراج طفلة ورجل على قيد الحياة، بعد نحو 24 ساعة من انهيار المبنى.
ويبلغ عمر الطفلة أربعة أشهر واسمها ملاك، بينما يبلغ عمر الرجل 45 عامًا.
لحظة انهيار عمارة #اللوبيدة في #الأردن#السياق pic.twitter.com/bTsdPE2OIX
— السياق (@alsyaaq) September 14, 2022
وقال مدير الدفاع المدني، العميد حاتم جابر للصحفيين في مكان الحادث، إن "عمليات البحث والإنقاذ التي شارك فيها أكثر من 350 من الدفاع المدني والبحث والإنقاذ ستستمر حتى إخراج المحاصرين الذين نعدهم أحياء".
ورفض جابر إعطاء رقم محدد لعدد المحاصرين تحت الأنقاض، وقال: "لا يوجد لدينا عدد دقيق".
وأشار إلى أن "المبنى خطر وغير مستقر ونحن نتعامل بحذر وبطء في عمليات البحث... لم نتمكن من جلب آلياتنا الثقيلة للمبنى".
ويبدو أن مسؤول المبنى كان يقوم بعمليات صيانة عندما انهار. وقرر المدعي العام في عمان -الأربعاء- توقيف ثلاثة أشخاص على ذمة القضية: ابن مالك المبنى والمشرف عليه، ومتعهد الصيانة، وفني الصيانة بعد أن أسند إليهم "جرائم التسبب بالوفاة والتسبب بالإيذاء".
وتعد منطقة جبل اللويبدة -حيث يقع المبنى- من أجمل وأقدم وأعرق مناطق عمّان، ويعود بناؤها لبداية القرن العشرين، ويقيم فيها الكثير من الأجانب، وتضم مقر المركز الثقافي الفرنسي.
فماذا عن الحادث؟
في الرابعة وأربع عشرة دقيقة من عصر الثلاثاء بالتوقيت المحلي، تلقت مديرية الدفاع المدني في الأردن بلاغًا بانهيار مبنى من 4 طوابق، على مبنى آخر من طابق واحد.
وقال مدير الدفاع المدني حاتم جبر، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إنه فور تلقي البلاغ ومعاينة المكان، استُدعيت فرق بحث وإنقاذ متخصصة، لإسعاف المصابين وانتشال من كانوا تحت الأنقاض.
وأكد مدير الدفاع المدني حاتم جابر أن أكثر من 300 شخص من الدفاع المدني شاركوا في البحث عن محاصرين تحت الأنقاض، متعهدًا باستمرار البحث حتى إخراج آخر جثة من تحت أنقاض المبنى الذي كان فيه عند انهياره بين 10 أشخاص و20 شخصًا.
وأوضح أن رجال الإنقاذ يعملون بشكل يدوي لإخراج الأنقاض، لضيق المكان وتعذر وصول آليات ثقيلة بسبب طبيعة المنطقة، الأمر الذي أطال البحث والإنقاذ، مشيرًا إلى استخدام طائرات مسيرة لرصد محيط المبنى المنهار، إضافة إلى كلاب مدربة للبحث عن مصابين وإنقاذهم.
من جانبه، أعلن مدير مستشفى لوزميلا حازم البقاعين، استقبال المستشفى 13 إصابة ووفاة واحدة، جراء انهيار مبنى اللويبدة، مشيرًا إلى أن المصابين يخضعون للعلاج، إلا أن العدد ارتفع إلى 5 وفيات و14 إصابة.
وبينما قال مدير مستشفى الأمير حمزة الدكتور كفاح أبو طربوش، إن المستشفى استقبل مصابًا يبلغ من العمر 13 عامًا، حالته الصحية جيدة، قالت مديرية الأمن العام إن فرق الإنقاذ في موقع انهيار المبنى بمنطقة اللويبدة وصلت إلى ثلاث جثث تحت الأنقاض، مشيرة إلى أن العمل جارٍ على إخراجها.
وأكدت مديرية الأمن العام -في بيان الأربعاء- أن 20 ساعة من الجهود المكثفة التي بذلتها فرق الإنقاذ، أثمرت التعامل مع 5 وفيات وثماني إصابات، ونجحت في إنقاذ المصاب الثامن وهو خمسيني حوصر تحت الأنقاض.
يأتي ذلك، بينما تحدثت مديرية الدفاع المدني عن محاصرين تحت الأنقاض، مشيرة إلى أن هناك أصواتًا لأحياء تحت المبنى، يجرى العمل على إنقاذهم.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن الدفاع المدني يحاول تحديد مصدر الصوت الذي يرجح أنه لأربعيني تحت أنقاض العمارة المنهارة، مشيرة إلى أن آليات كبيرة تمكنت من دخول موقع انهيار المبنى مساء الثلاثاء.
وبينما يكثف الدفاع المدني جهوده للإنقاذ، وصل رئيس الوزراء بشير الخصاونة إلى موقع انهيار «عمارة اللوبيدة»، للإشراف على عمليات الإخلاء التي تقوم بها الأجهزة المختصة.
ووجَّه رئيس الحكومة الأردنية الجهات المختصة إلى فتح تحقيق لمعرفة أسباب انهيار المبنى، كما وجَّه الفرق المختصة ببذل أقصى الجهود، ومواصلة العمل إلى حين الانتهاء من الإخلاء والإنقاذ.
المبنى المنهار
نائب مدير المدينة لشؤون المناطق والبيئة في أمانة عمّان الكبرى حسام النجداوي، قال إن عمر المبنى السكني المنهار في منطقة اللويبدة يصل إلى 50 عامًا، مشيرًا إلى أن المبنى محاصر من أبنية عدة تحيط به من 4 جهات.
وأكد المسؤول الأردني تشكيل لجنة لوضع مجريات السلامة العامة وعقد اجتماع فوري لمعرفة أسباب انهيار المبنى السكني.
من جانبه، قال رئيس جمعية أصدقاء اللويبدة سهيل بقاعين، إن هناك الكثير من الأبنية المحيطة في منطقة انهيار المبنى شبيهة بحالة المبنى المنهار، إضافة إلى مبانٍ جديدة قيد الإنشاء.
بدوره، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول، إن هناك معلومات تشير إلى وجود 10 أشخاص تحت الأنقاض بالمبنى المنهار في اللويبدة، بينهم رضيعة وامرأة ورجل وآخرون، منهم أحياء، مؤكدًا أنه رغم أن طبيعة المكان وعرة والمباني متلاصقة والممرات ضيقة، فإن عمليات البحث مستمرة في الموقع.
أسباب انهيار المبنى
نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة المحلية توفيق كريشان، كشف بعض أسباب انهيار عمارة اللويبدة، قائلًا إن المبنى قديم ومتهالك، بينما توقع نقيب الجيولوجيين الأردنيين خالد الشوابكة، أن المبنى كان قائمًا على طبقات طينية، قد تكون سبب سقوطه.
وأضاف أن نوعية التربة في مناطق عمان قابلة للانزلاق، حال وجود أي كمية من المياه، متوقعًا أن تكون مياه الصرف الصحي تسربت إلى أساس العمارة.
فتح تحقيق
وفور انهيار المبنى، توجَّه المدعي العام المختص إلى موقع الحادث للمباشرة بالتحقيق، بينما أعلنت النيابة العامة بدء التحقيق في القضية وتحديد أسبابها والمسؤولين عنها.
يأتي ذلك، بينما أعلنت وكالة الأنباء الأردينة، أن نائب الملك الأمير فيصل بن الحسين، يتابع من المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، عمليات الإنقاذ والإخلاء في منطقة اللويبدة.
مغردو "تويتر" ينتفضون
وعبَّـر مغرِّدو موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، عن حزنهم وأسفهم لوقوع ضحايا في حادث انهيار المبنى، مطالبين السلطات المحلية بسرعة التدخل وفحص المباني المحيطة، تحسبًا لتكرار الحادث.
وقال حساب يدعى أحمد أسامة: ماذا لو تحرّك المسؤول قبل وقوع الكارثة؟ كم من روح كانت ستعود لأهلها؟ أدماؤنا رخيصة؟
بينما قال حساب باسم «علماني»: «أعتقد أنه في هذه الأوقات يكون واجب المواطن الصالح هو سؤال نفسه عما يمكن أن يقدمه للمساعدة، وليس التنظير بالمسؤوليات ورمي التهم جزافًا من دون معرفة الحقائق. رحم الله الضحايا وشفى المصابين ووفق أبطال الدفاع المدني لإنقاذ المحاصرين».