استعبدت امرأة أيزيدية.. بدء محاكمة ألمانية انضمت إلى داعش بسوريا
يقول المدّعون العامون، إن ميسينغ كانت جزءًا من عملية اتجار بالبشر، بعدما اشترى زوجها امرأة أيزيدية تبلغ 33 عامًا ثم "باعها"، وانتهى الأمر بميسينغ التي أنجبت طفلتين، محتجزة في معسكر يسيطر عليه الأكراد شمالي سوريا.

السياق
بدأت محكمة ألمانية، جلسات محاكمة فتاة سافرت إلى سوريا عندما كانت تبلغ 15 عامًا، للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي بعد إسلامها، بتهمة المساعدة والتحريض على جرائم ضد الإنسانية.
وانطلقت محاكمة الألمانية ليونورا ميسينغ، البالغة 21 عامًا، في محكمة مدينة هاله شرقي ألمانيا، بتهمة استعباد امرأة أيزيدية في سوريا عام 2015 جنبًا إلى جنب مع زوجها، الذي كان منتميًا إلى تنظيم داعش.
وخلال فترة المحاكمة، التي تقام خلف أبواب مغلقة، ومن المقرر أن تستمر حتى منتصف مايو على الأقل، ستواجه ميسينغ أيضا تهمتَي الانتماء إلى منظمة إرهابية وانتهاك قانون الأسلحة، حسبما أفادت وكالة فرانس برس.
ودفعت هذه القضية البارزة إلى تساؤلات في ألمانيا، عن طريقة تحول فتاة مراهقة من بلدة صغيرة، إلى التطرف والانضمام إلى تنظيم ارهابي.
ما القصة؟
بدأت قصة ميسينغ، عندما هربت من منزلها إلى الجزء الذي يسيطر عليه تنظيم داعش الارهابي في سوريا مارس 2015.
وبعد وصولها إلى الرقة، التي كانت آنذاك عاصمة تنظيم داعش في سوريا، بحكم الأمر الواقع، أصبحت الزوجة الثالثة لألماني يتحدر من منطقتها.
واكتشف والد ميسينغ، وهو خباز من قرية برايتنباخ الألمانية، تحول ابنته إلى الإسلام، بعدما فتح الكمبيوتر الخاص بها وقرأ دفتر يومياتها عقب اختفائها.
لكن بعد ستة أيام من اختفائها، تلقى والدها رسالة تبلغه بأن ابنته "اختارت الله والإسلام" وأنها "وصلت إلى الخلافة".
آلاف الرسائل
بدوره، قال والدها مايك ميسينغ لمحطة "إم دي آر" الإقليمية عام 2019: "لقد كانت تلميذة مجتهدة".
وأضاف: "اعتادت الذهاب إلى دار عجزة لتقرأ قصصًا للمسنين. شاركت في الكرنفال بصفتها قائدة فرقة موسيقية. وكانت تلك المرة الأخيرة، التي رآها كثيرون من الذين نعرفهم".
كانت ميسينغ تعيش حياة مزدوجة وكانت تزور، على ما يبدو دون عِلم والديها، مسجدًا في مدينة فرانكفورت، كان يخضع لمراقبة الاستخبارات الألمانية.
وهي بين أكثر من 1150 إسلاميًا غادروا ألمانيا منذ عام 2011 إلى سوريا والعراق، وفق الحكومة الألمانية.
وأثارت قضيتها اهتمامًا خاصًا بسبب صغر سِنها، ولأن والدها وافق على التعاون أربع سنوات، مع مراسلي محطة "إن دي آر" العامة.
وكجزء من التقرير الذي أُنجز، نشر مايك ميسينغ آلاف الرسائل، التي تبادلها مع ابنته بشكل متواصل، مقدِّما لمحة نادرة عن الحياة اليومية، في ظل تنظيم الدولة الإسلامية، لكن أيضًا محاولاتها الهرب، نهاية المطاف.
اتجار بالبشر
يقول المدّعون العامون، إن ميسينغ كانت جزءًا من عملية اتجار بالبشر، بعدما "اشترى" زوجها امرأة أيزيدية تبلغ 33 عامًا ثم "باعها"، وانتهى الأمر بميسينغ التي أنجبت طفلتين، محتجزة في معسكر يسيطر عليه الأكراد شمالي سوريا.
في ديسمبر 2020، أعيدت إلى وطنها في واحدة من أربع عمليات لإعادة 54 شخصًا، معظمهم أطفال، إلى ألمانيا.
ورغم توقيفها عند وصولها إلى مطار فرانكفورت، أطلق سراح ميسينغ.
وأمرت ألمانيا مرارًا عبر محاكمها، بإعادة زوجات الجهاديين وأطفالهن إلى وطنهن.
في أكتوبر2019، طالبت محكمة في برلين بإعادة ألمانية وأطفالها الثلاثة، قائلة إن الأطفال أصيبوا بصدمة نفسية، ويجب عدم فصلهم عن والدتهم.
وهناك ما يقدر بنحو 61 ألمانيًا في معسكرات شمالي سوريا، إضافة إلى 30 شخصًا على صلة بألمانيا، وفقًا لتقديرات رسمية.
وفي نوفمبر أصدرت محكمة ألمانية أول حكم في العالم، يعترف بالجرائم ضد الأيزيديين بأنها إبادة جماعية، في قرار أشاد به الناشطون، ووصفوه بأنه انتصار "تاريخي" لهذه الأقلية.
والأيزيديون، وهم مجموعة ناطقة باللغة الكردية، تتحدر من شمالي العراق، تعرَّضوا للاضطهاد سنوات، من مسلحي تنظيم داعش، الذين قتلوا مئات الرجال واغتصبوا نساءً، وجندوا أطفالًا قسرًا.