نورد ستريم.. هل يشعل أنبوب الغاز الحرب بين روسيا والولايات المتحدة؟

أكدت الخارجية الروسية أن واشنطن هي المستفيدة من حادثة نورد ستريم.

نورد ستريم.. هل يشعل أنبوب الغاز الحرب بين روسيا والولايات المتحدة؟

السياق

لا إجابة واضحة حتى الآن عن حوادث التسريبات المشابهة والمتزامنة في خطي الغاز نورد ستريم 1 و2، ورد تساؤل من يقف وراء عمليات التخريب؟ يتبادل كل من روسيا والغرب الاتهامات.

اليوم الخميس أضيفت حادثة جديدة رصدها مركز قيادة خفر السواحل السويدي؛ إذ وقع تسرب في خط أنابيب الغاز نورد ستريم، تحت بحر البلطيق، ليصبح الرابع من نوعه بعد3 مشابهين نُفِّذوا قبل أيام.

حرب عالمية ثالثة

ويأتي ذلك في مرحلة بالغة الحرج في مسار العلاقات بين روسيا من جانب والغرب بقيادة الولايات المتحدة من آخر، وسط مخاوف متزايدة من اتساع رقعة الحرب لتضم دولًا أوروبية واستخدام أسلحة دمر شامل لتكون عنوانًا كارثيًا لحرب عالمية ثالثة.
وإلى ذلك اتهمت الخارجية الروسية الولايات المتحدة للمرة الأولى بأنها طرف في الصراع بأوكرانيا.

مسؤولون أمريكيون وألمان قالوا إن حوادث التسريب هذه ليست عارضة، وإنما ناتجة عن عمل تخريبي متعمد ووجهوا سهام شكوكهم حول روسيا، التي قلصت كمية الطاقة المتدفقة إلى أوروبا منذ أن قررت غزو أوكرانيا.

 وبحسب وسائل إعلام فإن مسؤولين استخباراتيين غربيين أكدوا وجود سفن تابعة للبحرية الروسية بالقرب من موقع التسرب، الذي يحتمل أن يكون ناجمًا عن انفجارات تحت الماء، لكن من غير الواضح بعد إذا ما كان للسفن أي علاقة بتلك الانفجارات.

روسيا من ناحيتها اشتبهت بضلوع "دولة أجنبية" في تسريب الغاز لكن بدون تسمية دولة معينة.

 

"الوضع خطير للغاية"

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافة "من الصعب جدًا تصوّر أن يحصل عمل إرهابي كهذا من دون ضلوع دولة ما"، داعيًا من جديد إلى إجراء "تحقيق عاجل".

ورأى بيكسوف أن "الوضع خطير للغاية" بعدما فتحت روسيا الأربعاء تحقيقًا في "عمل إرهابي دولي".

وردًا على سؤال حول إمكان إجراء تحقيق دولي بمشاركة دول أخرى، قال المتحدث إن "الكثير من الأسئلة تُطرح" خصوصًا حول واقع "نقص التواصل وتردد عدد كبير من الدول في التواصل" مع روسيا، على خلفية الهجوم الروسي على أوكرانيا.

من جانبه، ندَّد حلف شمال الأطلسي بما سماه أعمال التخريب "المتعمّدة والمتهوّرة وغير المسؤولة".

 

واشنطن هي المستفيدة

وصراحة وجهت روسيا أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة، حيث أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، أن حوادث التسرب وقعت في منطقة تسيطر عليها القوات الأمريكية. مضيفة أن واشنطن هي المستفيدة من حادثة نورد ستريم.

في المقابل تداول مغردون مقطع فيديو يعود إلى فبراير الماضي للرئيس الأمريكي جو بايدن وهو يهدد بـ"إنهاء" نورد ستريم، قائلًا: إذا غزت روسيا أوكرانيا فلن يكون هناك وجود لـ"نورد ستريم2".

وسيستمر تسرّب الغاز في الأيام المقبلة حتى يفرغ خطي الأنابيب نورد ستريم 1و2.

وتسبب انفجار في خط انابيب الغاز "نورد ستريم" في تكون دائرة قطرها 700 متر على الأقل في بحر البلطيق يتصاعد منها الغاز الطبيعي ما قد يشكل كارثة مناخية هي الأكبر من نوعها.

 

كارثة بيئية

إذ قدرت ألمانيا أن حوالي 300 ألف طن متري من الميثان- أحد أقوى الغازات المسببة للاحتباس الحراري- قد دخلت بالفعل في المجال الجوي لكوكب الأرض نتيجة للانفجار.

وقالت الوكالة الألمانية للبيئة في بيان إنّه "لا توجد آليات لاحتواء التسريب الناتج من انفجار خطوط الأنابيب، لذلك من المحتمل أن تخرج محتويات الأنابيب بأكملها إلى البيئة".

وعلى الرغم من أن غاز الميثان يتحلل في الجو بسرعة إلا أن له القدرة على التسبب في احترار الأرض أكثر مما يفعل غاز ثاني أكسيد الكربون على مدى 20 عامًا بنحو 84 ضعفًا.

ونقلًا عن DW فجاء تقدير مدير إستراتيجية الطاقة في صندوق الدفاع البيئي بالدنمارك، لكمية الغاز المسربة إلى الجو من حوادث التسريب تلك بحوالي 115 ألف طن متري من الميثان.

وتؤكد الـDW على أنَّ هذا القدر من الغاز المسرب سيكون له التأثير نفسه من الانبعاثات الحرارية على مدى 20 عامًا متصلة والناتجة عن حوالي 5.48 ملايين "سيارة أمريكية".

 

"سلاح الغاز"

الجدير بالذكر أن روسيا خفضت صادرتها من الغاز المتدفق إلى أوروبا بشكل كبير وطالما ترجع ذلك على أعطال وأسباب تقنية لكن الدول الغربية تقول إن موسكو تستخدم الغاز كسلاح حرب وهو ما ينفيه الكرملين.

وكانت أوروبا تعتمد بشكل شبه كلي على واردات الغاز الروسي قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا وحاليًا تواجه تحديات صعبة مع اقتراب فصل الشتاء حيث يزداد الضغط على مصادر الطاقة لأغراض التدفئة وتشغيل المصانع

وفي المقابل تلجأ أوروبا إلى تنويع مصادر الطاقة حتى تنهي مرحلة الاحتكار الروسي لكن على الأغلب فإن معظم البدائل مكلفة وغير مجدية مقارنة بغاز موسكو.

وشهدت أكثر من دولة أوروبية قبل أسابيع احتجاجات وتظاهرات تطالب باتباع الحياد تجاه الحرب الدائرة وعدم معاداة روسيا والعمل على إصلاح العلاقات بينهم لاستمرار تدفق الغاز الطبيعي.