بعد مصادرة الصومال 6 مسيرات تركية... هل تواجه أمريكا انتشار الطائرات من دون طيار؟
قاعدة الطائرات من دون طيار التركية في مقديشو تشكل تحدياً للاستقرار والأمن بالمنطقة، إذ يجد أولئك الذين يكافحون من أجل الديمقراطية ومستقبل أكثر اعتدالاً وتسامحاً، داخل الصومال وإثيوبيا، أنفسهم مهزومين من أعدائهم، كما أن الغرب يتجاهلهم. حسب المجلة.

ترجمات - السياق
في وقت سابق من هذا الشهر، صادرت السلطات في مطار مقديشو الدولي، ست طائرات من دون طيار مفككة، وأجبرت الضغوط التركية السلطات الصومالية على الإفراج عن المهندسين الأتراك الذين كانوا برفقة الشحنة، لكن المهندسين أكدوا أن الطائرات من دون طيار كانت ستُستخدم في الأغراض الزراعية.
وطالبت مجلة واشنطن إكزامينر الأمريكية، إدارة الرئيس جو بايدن بمواجهة انتشار الطائرات من دون طيار، ورأت أن هذا الغرض يبدو غير مرجح، مرجعة ذلك لأن تكلفة الطائرات من دون طيار تبلغ 780 ألف دولار، وهو الرقم الذي قالت إنه بعيد كل البُعد عن القدرة المالية لأي مزارع صومالي، كما أن تراخيص التصدير التركية تُظهر أن الطائرات من دون طيار تتمتع بقدرة على الطيران من 3 إلى 4 ساعات، وبحمولة تشير إلى أنها سيكون لها دور عسكري وليس زراعيًا.
مساعدات تركية
وقالت المجلة، إنه ليس من قبيل الصدفة أن تركيا ساعدت في بناء قاعدة مترامية الأطراف للطائرات من دون طيار يديرها عملاء المخابرات الأتراك والصوماليون التابعون لوكالة المخابرات والأمن الوطني الصومالي، وهي مؤسسة تدعم الجماعات الإرهابية الأكثر تطرفاً في الصومال بدلاً من كبح جماحها.
"ومع تزايد المساعدات التركية ليس للجماعات الإرهابية الصومالية فحسب، لكن أيضاً للنظام الذي يرتكب (إبادة جماعية) في إثيوبيا، فإن قاعدة الطائرات من دون طيار التركية في مقديشو تشكل تحدياً للاستقرار والأمن بالمنطقة، إذ يجد أولئك الذين يكافحون من أجل الديمقراطية ومستقبل أكثر اعتدالاً وتسامحاً، داخل الصومال وإثيوبيا، أنفسهم مهزومين من أعدائهم، كما أن الغرب يتجاهلهم"، بحسب المجلة.
قاعدة طائرات
وأشارت المجلة إلى أن قاعدة الطائرات من دون طيار التركية في الصومال ليست الوحيدة، إذ إنه في وقت سابق من هذا العام، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده أقامت قاعدة طائرات من دون طيار على الأرض التي استولت عليها خلال غزوها لقبرص عام 1974، قائلة إن هذه القاعدة الواقعة في مطار ليفكونيكو، التي أعاد أردوغان تسميتها إلى "قاعدة جيجيتكال الجوية"، ستؤدي إلى توسيع النطاق التشغيلي لأسطول الطائرات من دون طيار التركي لتهديد إسرائيل ومصر وقناة السويس وعمليات الشحن شرقي البحر المتوسط.
ورأت المجلة أن تركيا ليست الوحيدة التي تمثل مشكلة في ما يتعلق بالطائرات من دون طيار، حيث استخدمت إيران طائراتها المسيَّـرة أيضاً لضرب المملكة العربية السعودية، كما صدَّرت وسائل تصنيعها إلى حزب الله، وعصائب أهل الحق، والحوثيين، وهي الجماعات التي حوَّلت لبنان والعراق واليمن إلى قواعد إيرانية للطائرات من دون طيار بشكل فعَال، كما تهدد الطائرات الباكستانية من دون طيار الهند أيضاً.
عدم التجاهل
وقالت المجلة إنه ينبغي للبيت الأبيض ألا يتجاهل الهجمات التي تفشل في قتل الأمريكيين، إذ ستزداد دقة هذه الطائرات من دون طيار، وكذلك قدرتها على القتل بمرور الوقت، لذا يجب على الولايات المتحدة أن تتبنى استراتيجية للرد على ذلك.
وأضافت: "يجب أن يضمن الكونجرس أن حلفاء الولايات المتحدة الذين تهددهم الطائرات من دون طيار التركية أو الإيرانية أو الباكستانية، يتمتعون بميزة عسكرية نوعية في الطائرات من دون طيار والدفاع المضاد، ورداً على تأسيس تركيا قواعد للطائرات المسيَّـرة شمالي قبرص المحتلة، يتعين على البنتاجون تزويد قبرص أو اليونان بطائرات من دون طيار يمكنها ضرب عمق أنقرة".
كما أنه رداً على توفير الجيش التركي طائرات من دون طيار للحكومة الصومالية غير المستقرة، حان الوقت لتزويد كينيا وأرض الصومال بطائرات من دون طيار لمواجهة التهديدات، حتى لو تطلب الأمر متخصصين أمريكيين، ورداً على تزويد إيران وتركيا لإثيوبيا بطائرات من دون طيار لاستخدامها ضد شعبها، يجب على واشنطن أن تزود التيغراي بالقدرة على اكتشاف وإسقاط تلك الطائرات، ويجب على الهند أيضاً أن تضمن التفوق العسكري النوعي في مجال الطائرات من دون طيار، حيث تنقل باكستان وربما تركيا الطائرات من دون طيار إلى الإرهابيين في كشمير".
وفي نهاية تقريرها، قالت "واشنطن إكزامينر": بقاء الولايات المتحدة في موقف سلبي بمواجهة التهديد المتزايد للطائرات من دون طيار تخلٍّ عن القيادة والمسؤولية.