إبراهيم منير يشعل الصراع داخل الإخوان وينفرد بإدارة الجماعة
هناك تخبطًا تنظيميًا غير مسبوق في تاريخ الحركة، لاسيما مع تعدد جهات إصدار القرارات داخل الجماعة، ما يكشف ضعف هيكلها وتآكلها خلال الفترة الماضية.

السياق
لا يزال الصراع محتدمًا داخل جماعة الإخوان في مصر، إذ كشفت مصادر مقربة من مكتب الإخوان في لندن، عن قرارات جديدة اتخذها إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام، للانفراد بإدارة الجماعة.
وبحسب المصادر -التي رفضت كشف هويتها- قرر إبراهيم منير بعد إعفائه من مهامه، بواسطة مجلس الشورى العام، تعيين الدكتور محيي الزايط وكيلًا له في قيادة الجماعة.
وكشفت المصادر، أن هذا القرار سابقة لم تحدث في تاريخ الإخوان، تعبِّـر عن الفردية في اتخاذ القرار والانفراد بالقيادة.
ويرى مراقبون، أن قرارات إبراهيم منير وجبهته، حل غير معلن لمجلس الشورى العام، وإعلان عدم وجود للجماعة داخل مصر، تمهيدًا لقرار بحلها نهائيًا.
تخبُّط تنظيمي
بدوره، قال أحمد بان، الباحث المصري المتخصص في حركات الإسلام السياسي، لـ"السياق"، إن الجماعة الإرهابية أمام تخبُّط تنظيمي.
وأضاف أن هناك تخبطًا تنظيميًا غير مسبوق في تاريخ الحركة، لاسيما مع تعدد جهات إصدار القرارات داخل الجماعة، ما يكشف ضعف هيكلها وتآكلها خلال الفترة الماضية.
وأكد الباحث المصري، أن "أي خطوة أحادية من طرف ضد طرف ستعزِّز انقسام التنظيم، وتقطع الطريق على استعادة لحمته".
وكشف أن محيي الزايط عضو مكتب إرشاد الجماعة وهو قطبي (أي يتبع التيار القطبي المعتنق لأفكار سيد قطب داخل التنظيم الإرهابي)، مشددا على أن تولي الأخير المسؤولية الموكلة إليه من إبراهيم منير "يكرِّس الانقسام".
وقال الباحث المتخصص في حركات الإسلام السياسي، أن هناك قبولًا عامًا من أعضاء الإخوان بتجاوز الشكل التنظيمي التقليدي، والتحول إلى تيار عام دعوى بعيدًا عن السياسة، بسبب الضغوط والملاحقات السياسية داخل مصر وعلى المستويين الإقليمي والدولي.
ظروف استثنائية
قال ماهر فرغلي، الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي لـ"السياق"، إن جماعة الإخوان تمر الآن بظروف استثنائية، وما تشهده الآن متوقع.
ونوه فرغلي إلى أن ما يصدر مجرد توصيات وليست قرارات ولا تعيينات، وأن تاريخ الجماعة يعج بمثل هذه التحركات من البيعات الفرعية.
ويشير الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي، إلى أن هذه التوصيات تندرج تحت مسمى "ظروف المحنة" أو ما تطلق عليها الجماعة الإرهابية "ظروف حرب"، أي اختيار أشخاص لفترة معينة أو حتى تنتهي المرحلة الظرفية ثم تختار القيادات بالطرق التقليدية الخاصة باللائحة الداخلية.
ويرى فرغلي، أن الحديث عن تحرك إبراهيم منير لفصل الجماعة عن مصر"غير دقيق" لأنه مصري ومجموعته أيضاً مصرية، وأن الصراع بين الحرس القديم للجماعة الإرهابية من الجيل الثاني أو الثالث، والخلاف بينهما أو الانقسام، لا يعني انفصالهم عن مصر.
ويؤكد الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي لـ"السياق"، أن إبراهيم منير في طريقه للسيطرة على الجماعة، متوقعًا الصلح بينه وبين محمود حسين وجبهته، في المستقبل المنظور.
اللائحة الداخلية
وفي ما يتعلق بتعديل اللائحة الداخلية لجماعة الإخوان، يقول فرغلي إنه لا يتوقع هذه الخطوة، إلا بعد خروج قيادات الجماعة من السجون.
أما هذه الأزمة، فيرى أن الجماعة ستعاني بسبب استمرارها، حتى بعد تسوية الأمر بين منير وحسين، هناك أزمة الإخوان في المهجر، وارتباطهم بدول وأجهزة استخبارات أجنبية، وهناك أيضاً ارتباطات وترتيبات خاصة بالتنظيم الدولي.
ومن الأزمات المتوقعة أيضاً -بحسب فرغلي- الصراع على القيادة والأموال والتمويلات، خصوصًا مع وضوح الرؤى في التعامل مع المرحلة الراهنة، بين سياسات النفس الطويل الهادئ ونقيضها بضرورة اتخاذ فعل ثوري، فضلًا عن رؤية تدعو للتفاوض مع النظام المصري، وهو ما يشير إلى 3 أجنحة داخل الجماعة وليس جناحين.