محادثات بين وكالة الطاقة وإيران.. وإسرائيل: لن نكون ملزمين بأي اتفاق نووي جديد
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، إن بلاده لن توافق على الاتفاق النووي مع إيران، وأضاف: نحن مقبلون على فترة معقدة، وقد نواجه كذلك عدم التوافق مع خير أصدقائنا.

السياق
قبل أيام من استئناف مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، انطلقت في العاصمة طهران، مباحثات بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومسؤولين رسميين، في وقت أعلنت فيه إسرائيل رفضها لأي اتفاق جديد مع القوى الكبرى، واستعدادها لتصعيد المواجهة مع إيران.
وقالت وكالة أنباء «إرنا» الرسمية، إن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، التقى الثلاثاء رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي في طهران، لمناقشة وضع إطار واضح للتعاون بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية.
وبحسب الوكالة الرسمية، فإن غروسي الذي وصل طهران، مساء الاثنين، سيلتقي وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، المسؤول عن الملف النووي في الحكومة الإيرانية الجديدة، لاستعراض القضايا العالقة مع إيران وآخر مستجدات التعاون الثنائي بين الجانبين.
وقالت «إرنا»، إن من أهم المحاور على جدول مباحثات غروسي في طهران، تحديد أطر للتعاون بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الطاقة النووية الإيرانية.
الزيارة الثانية
زيارة غروسي، التي تعد الثانية منذ تولي المحافظ المتشدد رئيسي منصبه مطلع أغسطس الماضي، استقبتها إيران، بتصريحات للناطق باسم خارجيتها سعيد خطيب زاده، أعرب فيها عن أمله بأن تكون الزيارة بناءة، قائلًا: لطالما أوصينا الوكالة الدولية للطاقة الذرية باستمرار التعاون الفني معنا وعدم السماح لبعض الدول باستغلالها لأغراض سياسية ولتمرير أجندتها»، على حد قوله.
وقال المسؤول الإيراني: «نذهب إلى فيينا مع فريق كامل ورغبة جدية في رفع العقوبات»، مطالبًا الأطراف الأخرى بأن تحاول أيضًا القدوم إلى فيينا من أجل التوصل إلى اتفاق عملي وشامل.
تأتي زيارة غروسي لطهران، قبل أيام من اجتماع مجلس الحكام التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، واجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي الإيراني، في محاولة لإحياء اتفاق عام 2015 الذي أتاح رفع الكثير من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، إلا أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، انسحب منه، ما سمح لطهران بتسريع برنامجها المحظور.
المخزون الإيراني
كما تأتي بعد أيام، من إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران زادت بدرجة كبيرة في الأشهر الأخيرة مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في بيان نشرته الأسبوع الماضي، إن مفتشيها لم يتمكنوا حتى الآن من دخول ورشة لمكونات أجهزة الطرد المركزي في كرج بإيران، مشيرة إلى أنهم «ما زالوا يتعرضون لتفتيش جسدي مكثّف للغاية من مسؤولي الأمن بالمواقع النووية في إيران».
إسرائيل ترد
وبينما تواترت أنباء عن قرب اتفاق مع إيران، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، إن بلاده لن توافق على الاتفاق النووي مع إيران، وإنها غير ملزمة به.
وأكد المسؤول الإسرائيلي، في تصريحات صحفية: «نحن مقبلون على فترة معقدة، وقد نواجه كذلك عدم التوافق مع خير أصدقائنا، وهذه لن تكون المرة الأولى (..) فإذا تمت العودة إلى الاتفاق النووي، فإن إسرائيل بطبيعة الحال لن تكون طرفًا له وهو لا يلزمها».
وقال رئيس حكومة إسرائيل، إن «الخطأ الذي ارتكبناه بعد الاتفاق النووي الأول عام 2015، لن يتكرر»، مشيرًا إلى أنه يتعين على تل أبيب الحفاظ على حرية التصرف والقدرة على التصرف، على كل حال مهما كانت الظروف السياسية.
وبينما اعتبر بينيت أن إيران أصبحت تحيط ببلاده، قال إن ملاحقة إرهابي معين يخضع لأوامر فيلق القدس، لم يعد بالأمر المنطقي، علينا استهداف الجهة التي ترسله، مشيرًا إلى ضرورة النظر في ما تم إنجازه، بعد فترة طويلة من استثمارنا في سبل التعامل مع التهديد الإيراني.
مقترح أمريكي
من جانبه، نقل موقع «أكسيوس» الأمريكي، عن مصادره قولها، إن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، اقترح على نظيره الإسرائيلي إيال حولاتا، فكرة اتفاق مؤقت مع إيران، لكسب المزيد من الوقت.
يأتي ذلك، بينما تسعى واشنطن، التي خاضت ست جولات غير مباشرة مع إيران، في العاصمة فيينا، إلى العودة للالتزام بالاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الدولية الكبرى، الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018 بشكل أحادي.
وبحسب تقرير لوكالة «رويترز»، فإن إيران رفعت مخزونها من اليورانيوم المخصب 60%، أي أعلى بكثير من الحد المسموح به من 3.67% إلى 17.7 كلغ مقابل 10 كلغ نهاية أغسطس الماضي، مشيرة إلى أن طهران زادت مخزونها من اليورانيوم المخصب 20% من 84.3 كلغ إلى 113.8 كلغ.
ويشمل مخزون إيران نحو 113.8 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصّب في شكل المركب يو.إف6، بنسبة نقاء تصل إلى 20 إلى جانب 34.2 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 20% في شكل مركبات أخرى.
من جانبه، قال دبلوماسي كبير لـ«رويترز»، إن الوكالة الدولية لا تعلم ما إذا كانت ورشة لمكونات أجهزة الطرد المركزي في مجمع تسا في مدينة كرج تعمل أم لا، إذ لم تسمح إيران بدخول مفتشي الوكالة.