اتهامات متبادلة واستدعاء سفير.. إلى أين تصل الأزمة بين السودان وإثيوبيا؟
التصريحات السودانية الإثيوبية، تأتي بعد اتفاق رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي، للضغط نحو إجراء مفاوضات تقود إلى وقف إطلاق النار في مناطق الصراع في إثيوبيا.

السياق
اتهامات متبادلة بين السودان وإثيوبيا في إقليم تيغراي، أدت إلى استدعاء الخرطوم سفيرها لدى أديس أبابا للتشاور، في أزمة قد تلقي بظلالها السلبية على منطقة القرن الإفريقي، وتضعها في مأزق.
وقالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إنها رصدت التصريحات التى صدرت عن مسؤولين إثيوبيين كبار، برفض مساعدة السودان، في إنهاء النزاع الدموي المحتدم فى إقليم تيغراي، بدواعي عدم حياده واحتلاله لأراضٍ إثيوبية.
تجاوز الحقائق
وردت «الخارجية السودانية»، على هذه التصريحات قائلة، إن الإيحاء بلعب السودان دورًا فى النزاع وادِّعاء الاحتلال، استمرار لما درجت عليه إثيوبيا من «تجاوز الحقائق» في علاقتها بالسودان، وترويج مزاعم لا تملك لها سندًا، ولا تقوم إلا على «أطماع» دوائر في الحكومة الإثيوبية لا «تتورَّع عن الفِعل الضار لتحقيقها».
وقالت الوزارة، إن اهتمام السودان بحل نزاع إقليم تيغراي، جزء من التزامه بالسلام والاستقرار الإقليمي، وتعبير عن حرصه على استتباب الاوضاع في إثيوبيا، وللتضامن في ما تواجهه من تحديات، مشيرة إلى أن مبادرة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، في إطار رئاسته للإيقاد، تهدف إلى تشجيع الأطراف الإثيوبية على التوصل لوقف شامل لإطلاق النار، والدخول في عملية حوار سياسي شامل، للحفاظ على وحدة واستقرار إثيوبيا.
وأشارت إلى أن جهود السودان، لم تتوقف بحُكم مسؤوليته، وسيواصل الدفع باتجاه إيجاد حل للنزاع في إثيوبيا، مؤكدة أن تواصل البلدين، سيظل الأساس لتخطى ما يطرأ من تعقيدات.
وطالبت وزارة الخارجية السودانية، بالتحلي بالمسؤولية، مؤكدة أن «استبشاع» المعاناة الإنسانية الكبيرة في إقليم تيغراي يسوغ للسودان ولكل قادر على الفِعل الايجابي، بذل ما في الوسع من مساعدة.
وأشارت إلى الآثار السلبية، التي يخلِّفها النزاع في تيغراي على جاره السودان، لا سيما اللاجئين، مؤكدة أن إثيوبيا ستحسِّن موقفا إن هي نظرت في ما يمكن أن يقوم به السودان، على أساس قدرته على توفير الحل المطلوب، عوض أن ترفض جملة أي سعي منه، خاصة أن الأطراف الإقليمية والدولية، مهتمة بإنهاء النزاع في إقليم تيغراي.
إثيوبيا ترفض
وكانت السكرتيرة الصحفية لمكتب رئيس الوزراء الإثيوبي، بيلين سيوم، أكدت رفض بلادها توسُّط السودان في حل أزمة إقيلم تيغراي، لأنه طرف «ليس ذا مصداقية»، على حد قولها.
وقالت سيوم، إن «العلاقة بالسودان في هذه المرحلة، شائكة بعض الشيء، لأن مستوى الثقة ببعض القادة تآكل بالفِعل، خاصة بعد دخول قوات الجيش السوداني أراض إثيوبية في نوفمبر الماضي».
وأشارت إلى أن «الثقة أساس أي مفاوضات وأي وساطة أيضًا، وهي أمر غير متوافر حاليًا وبحاجة إلى معالجة شاملة، قبل أن يصبح السودان طرفًا ذا مصداقية، في تسهيل أي وساطات، بين الجبهة الإرهابية والحكومة الفيدرالية».
وقف النار
التصريحات السودانية الإثيوبية، تأتي بعد اتفاق رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي، للضغط نحو إجراء مفاوضات تقود إلى وقف إطلاق النار في مناطق الصراع في إثيوبيا.
ويعيش إقليم تيغراي منذ نوفمبر 2020، على وقع معارك دامية بين القوات الإثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، أسفرت عن مقتل وإصابة وأسر الآلاف، وتهجير عشرات الآلاف نحو مناطق حدودية بالسودان.
وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد قالت إن سكان موقع لاليبيلا الإثيوبي، المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في منطقة أمهرة، أفادوا بسقوط الموقع في أيدي قوات إقليم تيغراي، بينما دعت واشنطن القوات التغرينية إلى حماية الموقع.
نقطة تحول
كانت الأوضاع في إقليم تيغراي، قد شهدت نقطة تحول، خاصة بعد تمكن تحرير شعب تيغراي وقوات دفاع تيغراي من إخراج الجيش الإثيوبي من أجزاء كبيرة من المقاطعة، بما في ذلك ميكيلي عاصمة الإقليم.
إلا أن الحكومة الإثيوبية -بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد- أعلنت وقفًا لإطلاق النار من جانب واحد، بينما ردت جبهة تحرير تيغراي، بأن شروطها للانضمام لخطة وقف إطلاق النار، انسحاب جنود إريتريا والميليشيات من الإقليم.
وقال غيتاشيو رضا، المتحدِّث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي -في تصريحات صحفية حينها- إن الجبهة ستواصل القتال، حتى تلبية شروطنا، مؤكدًا أن القوات الحكومية تم القضاء عليها.
وبينما لا تنوي جبهة تحرير شعب تيغراي توسيع مكاسبها على الأرض، إلى ما هو أبعد من تيغراي، أكد المتحدِّث باسمها، أنها تحاول فقط إضعاف الجنود والميليشيات في الشمال، متعهدة بتحرير جنوب وغرب تيغراي، وهي أجزاء من مناطق احتلتها قوات ومسؤولون من أمهرة، منذ بداية الحرب.