تطورات الملف الليبي... اشتباكات مسلحة ومستقبل قاتم

أكد مراقبون أن عودة بلحاج في هذا التوقيت، تأتي استعدادًا لخوض حرب لمنع الحكومة الشرعية المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا من دخول العاصمة

تطورات الملف الليبي... اشتباكات مسلحة ومستقبل قاتم

السياق

اشتباكات مسلحة وعودة أمير الجماعة الليبية المقاتلة، وعقد أول اجتماعات الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا، تطورات حذرة على طريق الملف الليبي الملغم بـ«الأشواك»، تلقي برسائل متضاربة، وتنذر بمستقبل «قاتم» للبلد الإفريقي.

العالصمة الليبية طرابلس، استيقظت -فجر الجمعة- على وقع اشتباكات مسلحة حوَّلت ليلها إلى نهار، وكشفت عن مخاطر كبيرة تهدد البلد الإفريقي، وتنذر بإعادته إلى المربع الأول، بعد أن خطا خطوات نحو طريق الاستقرار.

وقالت مصادر ليبية، في تصريحات لـ«السياق»، إن اشتباكات مسلحة وقعت فجر اليوم بين مليشيات «دعم الدستور» ومليشيات دعم الاستقرار في طريق المطار بالعاصمة طرابلس.

إلا أن توتر الوضع الأمني في العاصمة طرابلس، أدى إلى عدم وضوح الرؤية بشأن أسباب تلك الاشتباكات، بحسب مصادر «السياق»، التي أكدت أن لها صلة -بطريقة أو بأخرى- بعودة أمير الجماعة الليبية المقاتلة عبدالحكيم بلحاج، بشكل مفاجئ مساء أمس.

 

استقبال حاشد

وباستقبال حاشد من المليشيات المسلحة وبتأمين مكثف، كان مطار معيتيقة على موعد مساء أمس الخميس، مع وصول أمير الجماعة الليبية المقاتلة الإرهابية عبدالحكيم بلحاج إلى العاصمة الليبية طرابلس، بعد تغيبه سنوات عنها.

وبحسب مصادر ليبية، فإن سلطات مطار معيتيقة في العاصمة طرابلس، استقبلت بلحاج في قاعة كبار الزوار، التي وصلها صحبة بعض مقاتليه ورفاقه، مشيرة إلى أن المطار والمناطق المجاورة شهدت تأمينًا على أعلى مستوى، في حدث فاجأ الليبيين، وألقى بحجر في المياه الراكدة.

وعلى وقع التخوفات المشوبة بالحذر، أكد مراقبون أن عودة بلحاج في هذا التوقيت، تأتي استعدادًا لخوض حرب لمنع الحكومة الشرعية المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا من دخول العاصمة.

ورغم تلك التحذيرات، فإن بلحاج ادعى، في تصريحات صحفية، مساء الخميس، أنه يعود إلى طرابلس التي تواجه خطر اندلاع القتال بين أبنائها، مشيرًا إلى أنه سيواصل عقد اللقاءات مع الفاعلين بالقضية الليبية، بعيداً عن أي مصالح سياسية متعلقة بتقاسم السلطة، أو تهديد وحدة الليبيين.

وزعم عبدالحكيم بلحاج، أنه عارض -قبل سنوات- اللجوء إلى القوة والسلاح، لفرض الإرادات السياسية، وإرغام الليبيبن على الخضوع لأي سلطة مستبدة أو مهددة لوحدة الليبيبن.

 

سر العودة

وتنصل بلحاج من «زعزعته» استقرار ليبيا، قائلا إنه لم يشترك في أي جهود لعرقلة سلمية العملية السياسية، مشيرًا إلى أن «أبناء طرابلس وكل القوى الفاعلة بها يريدون تجنيب ليببا خطر عودة الحرب».

وتساءل الأكاديمي والمحلل السياسي الليبي جبريل العبيدي، عن سر عودة أمير الجماعة الليبية المقاتلة عبدالحكيم بلحاج إلى طرابلس قادمًا من دولة قطر في الوقت الحالي.

وقال العبيدي، عبر «فيسبوك»: «بلحاج يصل طرابلس من الدوحة، هل هي تعليمات وسيناريو بريطاني جديد للفوضى؟» وفق تعبيره.

 

أول اجتماعات الحكومة

تطورات تأتي بعد ساعات من عقد حكومة فتحي باشاغا أول اجتماعاتها في مدينة سبها، جنوبي ليبيا، في محاولة للضغط على حكومة عبدالحميد الدبيبة «المقالة» من مجلس النواب، لتسليم السلطة.

وعن أول اجتماعات الحكومة الجديدة، قال فتحي باشاغا، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن حكومته عقدت العزم على مباشرة أعمالها كحكومة ليبية وطنية شرعية منبثقة من السلطة التشريعية بشكل ديمقراطي وشفاف ونزيه.

وقال باشاغا، إن ليبيا ليست غنيمة حتى يستولى عليها شخص بعينه أو حكومة بعينها أو عائلة بعينها، تعتقد أنها تستطيع شراء الوطن بمال الليبيين، أو تظن أنها تستطيع شراء الرجال مقابل التنازل عن الوطن، في إشارة إلى عبدالحميد الدبيبة، الذي يرفض تسليم السلطة.

 

تعهدات حكومية

وأشار إلى أن الحكومة آثرت أن يكون أول اجتماع لها من مدينة سبها، لإيصال رسالة مفادها أن هذه الحكومة لكل الليبيين، في كل المناطق والأقاليم.

وتعهد باشاغا، برعاية مصالح ليبيا، ومكافحة الفساد والفوضى والاستبداد، قائلًا: «انطلق من اليوم عهد وطني جديد، يتحد فيه كل الليبيين بيد من حديد وإرادة لا تلين، للإصلاح والبناء والإعمار والعدالة... العدالة في توزيع الثروة، العدالة في الخدمات، العدالة في جودة الحياة لكل مواطن ليبيي سواء بسواء، من دون تمييز ولا إقصاء».

كما تعهد بإبعاد شبح التقسيم عن بلاده، قائلًا: لن نركن للسلبية في سبيل إنقاذ بلادنا من شبح التقسيم ومن شبح الاستبداد والهيمنة الفردية لعُصبة أو منطقة أو فئة أو عائلة»، مؤكدًا أن حكومته ستتواصل مع الليبيين في كل مكان.