بناء على أوامر الأسد.. إطاحة قائد فيلق القدس الإيراني في سوريا
في أعقاب سلسلة من الأحداث وعلى خلفية الغارات المنسوبة لإسرائيل، اعترف غفاري بوجود مسلحين وأسلحة إيرانية، في المناطق التي حظر النظام السوري تموضعها فيها

ترجمات - السياق
كشفت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، أن الرئيس السوري بشار الأسد، وراء إقصاء قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا جواد الغفاري، بعد أشهر من الخلافات على نشاط قائد الفيلق التي عُدَّت خرقًا للسيادة السورية على كل المستويات.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن قصر الرئاسة السورية لم يكن راضيًا عن تصرفات الغفاري، وذهبت إلى حد اعتبارها "انتهاكاً للسيادة السورية"، مشيرة إلى أن من أهم أسباب إقالة الغفاري أنه كان يعمل على تهريب البضائع بهدف خلق "سوق سوداء"، ما يشكل تحديًا ومنافسة للسوق السوري الرسمي، ودوره الكبير في تهريب الأسلحة.
استغلال موارد سوريا
وأوضحت جيروزاليم بوست، أنه إضافة إلى الاتهامات السابقة، فإن السوريين ألقوا باللوم على القوات الإيرانية، ياستغلال ونهب موارد سوريا الطبيعية والاقتصادية، لتحقيق مكاسب خاصة والتهرب من دفع الضرائب للدولة السورية.
وكشفت أيضاً أنه في أعقاب سلسلة من الأحداث وعلى خلفية الغارات المنسوبة لإسرائيل، اعترف غفاري بوجود مسلحين وأسلحة إيرانية، في المناطق التي حظر النظام السوري تموضعها فيها.
وقال التقرير إن الغفاري نفذ عددًا من الهجمات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، بالمخالفة لإرشادات الدولة السورية، الأمر الذي كاد أن يؤدي إلى حرب إقليمية غير مرغوب فيها، بينها مهاجمة أهداف أمريكية في سوريا في 20 أكتوبر على يد ميليشيات مدعومة من إيران.
وحسب الصحيفة الإسرائيلية، أوضح مصدر سوري أن إقالة الغفاري، الذي يسير على خطى قاسم سليماني، بإنشاء ميليشيا حزب الله السورية، ضربة لرؤية وحلم سليماني في إقامة مجال بري بين إيران ولبنان.
واعتبر المصدر أن هذا الإقصاء، جزء من التوجه السلبي الذي يواجه التموضع الإيراني في سوريا والمنطقة.
أقوى شخصية
يذكر أن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، كانت وصفت الغفاري، بأنه أقوى شخصية عسكرية إيرانية في سوريا، وأنه كان يخضع للقيادة المباشرة لقائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني قبل اغتياله.
كما نشرت وسائل إعلامية إسرائيلية، تقريرًا يفيد بأن الغفاري هو المسؤول عن مخطط إرسال طائرات مُسيّرة مفخخة، من سوريا إلى إسرائيل.
وجاء في تقرير نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، أن «غفاري هو أحد المحاربين القدامى، الذين شاركوا في الحرب الإيرانية العراقية»، واعتبرته "أحد كبار القادة في فيلق القدس، المعروف كوحدة قتالية سرية مختارة للحرس الثوري الإيراني وينشط في جميع أنحاء العالم".
وأوضح التقرير أن غفاري تولى قيادة مشروع تعزيز الوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية، إذ كان يقود عشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة، من قوميات وجنسيات مختلفة في أرجاء سوريا، ومن ذلك حزب الله اللبناني.
وأشار إلى أن غفاري أشرف بنفسه على تجنيد المسلحين، الذين أنيط بهم تنفيذ العمليتين الانتحاريتين بطائرات مُسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، إذ قالت إسرائيل إن القصف الأخير قرب دمشق، هو الذي أجهض الخطة.