فوربس: عذراً بايدن.. هذا ليس خطأ أوبك
سبب ارتفاع أسعار النفط العام الماضي، أن إنتاج النفط الأمريكي انخفض بـ 3 ملايين برميل يومياً، خلال وباء كورونا، وأن هذا التراجع تفاقم بسبب حرب الأسعار بين روسيا والمملكة العربية السعودية، في الفترة السابقة للوباء مباشرة، لكن بعد ذلك أدى الوباء إلى سحق الطلب على النفط وكذلك أسعاره

ترجمات - السياق
انتقدت مجلة فوربس الأمريكية، تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة، التي ألقى فيها باللوم على منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وروسيا، في الوضع الحالي لارتفاع أسعار النفط، ناقلة عنه قوله: "إذا ألقيت نظرة على أسعار الغاز وأسعار النفط، ستجد أن هذا الارتفاع نتيجة لرفض موسكو والدول الأعضاء في أوبك ضخ المزيد من النفط."
وأضافت المجلة، في تقرير، أنه يجب تأكيد أمرين، أولهما أن سبب ارتفاع أسعار النفط العام الماضي، أن إنتاج النفط الأمريكي انخفض بـ 3 ملايين برميل يومياً، خلال وباء كورونا، وأن هذا التراجع تفاقم بسبب حرب الأسعار بين روسيا والمملكة العربية السعودية، في الفترة السابقة للوباء مباشرة، لكن بعد ذلك أدى الوباء إلى سحق الطلب على النفط وكذلك أسعاره.
وتابعت: "استجابةً لانهيار الأسعار هذا، انخفض إنتاج النفط الأمريكي الصيف الماضي بـ 3 ملايين برميل في اليوم، وهو أكبر انخفاض قصير الأجل على الإطلاق، وبدأ الطلب يزداد بعد ذلك، وبحلول الخريف كان الطلب يتعافى بشكل أسرع من العرض في الولايات المتحدة، وبدأت الواردات الأمريكية من النفط الخام الارتفاع، ومع ذلك ارتفعت أسعار النفط الخام والمنتجات النفطية الأخرى".
ورأت المجلة أنه يمكن للمرء أن يقدم حجة بديلة، مفادها أن ارتفاع أسعار الغاز ناتج عن رفض المنتجين الأمريكيين زيادة الإنتاج، لكن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك، إذ إنه خلال الوباء، توقف بعض المنتجين عن العمل، وبذلك أغلقت بعض الآبار ذات الإنتاج المنخف، الذي لن يعود بسهولة، كما أن بعض هذه العوامل تؤثر أيضاً في إنتاج روسيا وأوبك، وفقاً للمجلة.
وقالت "فوربس": سواء كانت واشنطن تعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به أم لا، فالحقيقة هي أن تمرير تشريع معادٍ لصناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة، يجعل من الصعب على الإنتاج المحلي استعادة عافيته، ولذا فإنه، بدلاً من مطالبة روسيا وأوبك بضخ المزيد من النفط، يمكن للولايات المتحدة أن تنظر إلى ما يمكن أن تفعله في الداخل، لضخ المزيد من النفط.
وتابعت: "لقد سلطنا الضوء على مخاطر سياسات الطاقة التي ينتهجها الرئيس بايدن، صحيح أن هذه السياسات قد لا تكون سبب الأزمة، لكنها قد تكون سبباً لأزمات أخرى في المستقبل".
ولفتت المجلة إلى أن منظمة أوبك وروسيا لديهما بعض الطاقة الاحتياطية، لكنهما قد تحجمان عن استخدامها لمساعدة الأمريكيين في الخروج من أزمة أسعار الوقود المنخفضة، إذ قدرت وكالة الطاقة الدولية أن الطاقة الاحتياطية لأوبك، إضافة إلى روسيا كانت 9 ملايين برميل في اليوم في الربع الأول من عام 2021، لكنها ترى أنها من المحتمل أن تنخفض إلى أقل من 4 ملايين برميل في اليوم بحلول الربع الأخير من عام 2022.
وحسب المجلة، من المؤكد أنه من مصلحة روسيا وأوبك إبقاء الأسعار مرتفعة، إذ تقول: "هم ليسوا ملزمين بزيادة الإنتاج لتوفير الراحة لسكان الولايات المتحدة، صحيح أنه يمكننا الضغط عليهم وتعليق الحوافز، لكن هذه الأزمة لم تنشأ بسبب رفضهم ضخ المزيد من النفط".
وقالت المجلة: "مع ذلك فإنه ربما يمكنهم فعل ذلك إذا أرادوا منحنا بعض الراحة، عليهم أن يفكروا في الأمر كطبيب يستجيب لنداء استغاثة طائرة، صحيح أنهم لم يتسببوا في المشكلة التي نواجهها، لكنهم قد يكونون في وضع يسمح لهم بتقديم المساعدة".