أحرقوه حيًا بعد تعذيبه... أحكام بإعدام 49 شخصاً في الجزائر
يبلغ عدد المتهمين في القضية، 102 شخص، منهم 95 في السجن، بينهم 3 نساء، بينما يوجد 7 متهمين قيد الرقابة القضائية.

السياق
حكم مفاجئ أصدره القضاء الجزائري -صباح الخميس- بإعدام 49 شخصًا وسجن 15 آخرين 10 سنوات نافذة، و6 متهمين بـ5 سنوات و3 سنوات لـ4 متهمين، بينما تمت تبرئة 17 متهمًا، لكن الحكم لا يضاهي بشاعة الحادث، الذي أصاب الشعوب العربية بالحزن والفاجعة، لقتل الشاب جمال بن إسماعيل، بحرقه حيًا حتى الموت، بسكب البنزين على جسده، ثم التمثيل بجثته والتنكيل بها، بعدما ظنوا خطأ أنه من يقف وراء إشعال الحرائق في الغابات، التي اندلعت العام الماضي، واجتاحت مناطق متفرقة بالبلاد.
ونطق بالحكم بعد أسابيع من المداولات، وصدر عن محكمة الدار البيضاء شرقي الجزائر العاصمة.
واتهمهم القضاء بارتكاب أفعال إرهابية وتخريبية، تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية واستقرار المؤسسات، والمشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وبث الرعب في أوساط السكان وبث جو من انعدام الأمن، من خلال تصوير الجريمة والتمثيل بجثة القتيل، ونشر صور ومقاطع فيديو لهذه الفظائع.
ويبلغ عدد المتهمين في القضية، 102 شخص، منهم 95 في السجن، بينهم 3 نساء، بينما يوجد 7 متهمين قيد "الرقابة القضائية".
اعترف المتهمون بمشاركتهم في هذه الجريمة، وبرروا فعلتهم بأنهم كانوا تحت وقع الصدمة وتأثير الغضب.
الجريمة النكراء تعود إلى أغسطس العام الماضي، وتعد من أسوأ الحوادث وأعنفها، فالشاب جمال بن إسماعيل "38 عامًا" ذهب طوعاً إلى تيزي وزو بشمال غربي البلاد -حيث عُرف عنه ممارسة الأنشطة الخيرية، للمساعدة في إطفاء حرائق الغابات التي قتلت ألسنتها 90 شخصًا على الأقل في أسبوع واحد.
ولكونه غريبًا على المنطقة، شك بعض الأهالي فيه، وقبل الاعتداء عليه سلَّم نفسه إلى الشرطة لحمايته، لكن جموع الغاضبين أخذوه من رجال الأمن، وانهالوا عليه ضربًا ثم أحرقوه حيًا.
ونقلًا عن صحيفة الشروق الجزائرية، فإن المتهمين اعترفوا بفعلتهم في التحقيقات، وكثيرون منهم حاولوا تبرير فعلتهم، بأنهم كانوا تحت وقع الصدمة والغضب، جراء الحرائق المشتعلة، بينما عبَّـر آخرون عن ندمهم على ما اقترفوه.
وقال المتهم و. ايدير إنه حاول قطع رأس جمال بن إسماعيل مضيفًا أنه كان تحت وقع الصدمة وفي حال سكر وتابع: "سمعت أصوات الحشود يطلبون ذبح وحرق الضحية" مؤكدًا أنه فصل رأس الضحية عن جسده وهو جثة متفحمة ورماها وسط الساحة.
وذكرت عن المتهم "فرحات" إقراراه باعتدائه على الضحية، بعد إخراجه من طرف آخرين داخل سيارة الشرطة التي كان فيها.
وقال فرحات: "قبل الحادثة، شاهدت المرحوم يتكلم مع قناة تلفزيونية، وفي المساء عندما وصلت إلى المدينة، رأيت حشدًا من الناس حول مركبة الشرطة، وعندما سألت عن ذلك، قيل لي إنه قُبض على المتسبب في إشعال الحرائق، ودخلت مع الحشد، وكنت أصرخ حتى أرى من هو داخل المركبة، ثم انسحبت... وعندما أخرجوه اقتربت منه وضربته برجلي وهو على الأرض، مضيفًا: تكلمت قبل ذلك مع الضحية، وقلت له وهو داخل السيارة أنت قتلت كثيرين".
وقال متهم آخر ذكرته الصحيفة باسم "زين. غ" إنه جر جثة الضحية، وضربه وجره مع آخر يدعى "ي. مجيد" لكنه أنكر رؤية من سكب البنزين عليه وأحرقه، أما المتهم "ب. ي" فاعترف بأنه جر الضحية لساحة "عبان رمضان"، لكنه برر ذلك بحمايته، مضيفًا أنه لم يكن في وعيه، وكان تحت وقع الصدمة.