ماذا بعد توقيع اتفاقية الحبوب بين أوكرانيا وروسيا؟
قد يحجم أصحاب السفن عن إرسال أصولهم وأفرادهم لهذا النوع من المهام، رغم الضمانات الدولية

ترجمات - السياق
إثر سويعات من توقيع اتفاقية نقل الحبوب الأوكرانية بين كييف وموسكو، المدعومة أمميًا، تنفس العالم الصعداء، بعد أن بات طريق شحن القمح والذرة والبذور الزيتية ممهدًا، ما قلل المخاوف من أزمة غذاء عالمية.
إلا أن العثور على السفن وفريق نقل هذه الشحنات، ليس مهمة سهلة تحدث بين عشية وضحاها، بحسب صحيفة الغارديان، التي قالت إن شركات الشحن وكذلك تجار الحبوب، رحبوا بالاتفاق كخطوة إيجابية، لكنهم حذروا من العديد من العقبات، بما في ذلك ضمان سلامة البحارة والسفن، إلى جانب تأمين مناسب وميسور التكلفة لتغطية النقل.
وقالت الصحيفة البريطانية إنه كخطوة أولى، فإن المياه الساحلية لأوكرانيا تحتاج إلى إزالة الألغام، أو على الأقل تطهير ممر يمتد كيلومترات، مشيرة إلى أنه كانت هناك تقارير من كييف عن المدة التي يستغرقها ذلك، مع تقديرات تتراوح بين 10 أيام وأشهر.
وأشارت «الغارديان»، إلى أنه ستكون هناك حاجة إلى أسطول من 400 سفينة شحن سائبة، مصممة لنقل البضائع الزراعية بين القارات، يمكن لكل منها استيعاب ما يصل إلى 50 ألف طن، لنقل ما يقدر بنحو 20 مليون طن من الحبوب عالقة في مخازن أوكرانيا.
لا بحارة
ويقدر محللو الشحن أن الأمر سيستغرق أسبوعين، حتى إعادة توجيه السفن إلى البحر الأسود، إلا أن هذا الأمر يعتمد على توافر السفن في المناطق المجاورة، مثل البحر المتوسط، وفقًا لبيتر ساند، كبير المحللين في شركة Xeneta لتحليلات سوق الشحن.
وبحسب «الغارديان»، فإن أكثر من 100 سفينة لم تتمكن من مغادرة موانئ أوكرانيا، منذ بداية العملية العسكرية الروسية، بينما يعتقد أن معظمها سفن شحن سائبة.
إلا أنه مع ذلك، قد لا يتمكن هؤلاء من الإبحار على الفور، وفقًا لغاي بلاتن، الأمين العام لغرفة الشحن الدولية، التي أشارت إلى أنه تم إيقاف السفن منذ 24 فبراير الماضي، لذا يجب التأكد من أنها صالحة للإبحار.
وأوضح أمين غرفة الشحن الدولية، في تصريحات لـ«الغارديان»، أنه يجب التأكد من وجود الفريق المناسب في السفينة، نظرًا لإجلاء كثيرين منه.
وكان قرابة ألفي بحار بالسفن الراسية في موانئ أوكرانيا، عندما بدأت العملية العسكرية الروسية، بينما عملت صناعة النقل البحري على إعادتهم إلى أوطانهم، خلال الأشهر القليلة الماضية، تاركين وراءهم مجرد فريق مكون من نحو 450 شخصًا، بحسب «الغارديان».
وتقول الصحيفة البريطانية، إنه من غير الواضح ما إذا كانت أوكرانيا ستكون قادرة على توفير أعداد كافية من البحارة غير المتورطين في النزاع، لتزويد أسطول الحبوب بالعاملين، مشيرة إلى أنه قبل الحرب كان الروس والأوكرانيون يمثلون خُمس أفراد الفريق
تأمين حرب
وأشارت إلى أنه بمجرد تأمين السفن والفريق، يحتاج مالكو السفن إلى الحصول على «تأمين حرب» مناسب لتغطية السفينة وفريقها، الذي سيأتي -بلا شك- مع أقساط أعلى مرفقة.
وحتى في هذه الحالة، قد يحجم أصحاب السفن عن إرسال أصولهم وأفرادهم لهذا النوع من المهام، رغم الضمانات الدولية، بحسب «الغارديان»، التي قالت إن كل هذه الأشياء تستغرق وقتًا، بينما الساعة دقت.
ومن المقرر أن يبدأ المزارعون الأوكرانيون حصاد محاصيلهم الربيعية، ما يعني أن هناك حاجة إلى توفير مساحة داخل صوامع الحبوب في البلاد.
وتقول «الغارديان»، إنه أثناء الحصار المفروض على موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، عمل المسؤولون الحكوميون والمنتجون الزراعيون على زيادة صادرات الحبوب، باستخدام الطرق والسكك الحديدية والنقل النهري.
وسجلت تلك الصادرات رقمًا قياسيًا جديدًا بلغ 2.3 مليون طن في يونيو الماضي، وفقًا لمجلس الحبوب الدولي، وهي منظمة حكومية دولية تسعى إلى تعزيز التعاون في تجارة الحبوب العالمية.
مع ذلك، فإن هذا لا يمثل سوى ثلث الكمية التي تم تصديرها شهريًا عن طريق البحر قبل الحرب، بحسب «الغارديان»، التي قالت إنه لتأمين مساحة كافية في صوامع الحبوب الخاصة بها للحصاد الجديد، تحتاج أوكرانيا إلى نقل 7 ملايين طن من الحبوب شهريًا من مخازنها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وفقًا للجنة الحكومية الدولية.
مهمة صعبة
وقال ألكسندر كارافايتسيف، كبير الاقتصاديين بمجلس الحبوب الدولي: "قد تكون مهمة صعبة للغاية لبدء نقل 5 ملايين طن في الشهر الأول، بعد إعادة الافتتاح"، مشيرًا إلى أنه حتى إذا أعيد فتح المنافذ، ستظل هناك حاجة إلى مساحة تخزين إضافية مثل بناء صوامع جديدة.