روسيا تضيف 5 دول إلى قائمة غير الأصدقاء... ماذا يعني القرار؟
روسيا أضافت 39 ممثلاً لأجهزة الأمن والشركات الدفاعية الأسترالية إلى قائمة الممنوعين التي تمنعهم من دخول البلاد، ردًا على قانون العقوبات الذي تبنته كانبيرا

السياق
إجراءات غير «ودية» اتخذتها خمس دول تجاه روسيا، بعد العملية العسكرية التي شنتها الأخيرة على الأراضي الأوكرانية، ردت موسكو، بالمثل، على تلك الدول، ما أثار تساؤلات عن ماهية هذه الإجراءات، وكيف تؤثر في العلاقات بين تلك البلدان.
وقالت الخدمة الصحفية لمجلس الوزراء في روسيا، الجمعة، إن اليونان والدنمارك وسلوفاكيا وسلوفينيا وكرواتيا، أضيفت إلى قائمة الدول غير الصديقة لروسيا.
الخدمة الصحفية قالت في بيان نشرته وكالة تاس الروسية الحكومية، إن موسكو حدثت قائمة الدول الأجنبية، التي ترتكب أعمالًا غير ودية ضد البعثات الدبلوماسية والقنصلية الروسية في الخارج، مشيرة إلى أن القائمة تشمل أيضًا اليونان والدنمارك وسلوفاكيا وسلوفينيا وكرواتيا.
وبحسب وكالة تاس، تم اعتماد الأمر التنفيذي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن (الإجراءات المضادة) ردًا على الإجراءات غير الودية للدول الأجنبية التي أصدرتها في 23 أبريل 2021.
ما تأثير القرار؟
تنص الوثيقة على الحد من إمكانية (حتى الحظر الكامل) لهذه الدول، لتوظيف عمال روس لسفاراتها والقنصليات والمكاتب التمثيلية للوكالات الحكومية.
وقال مجلس الوزراء الروسي، إن القائمة التي أقرتها الحكومة، إضافة إلى أسماء الدول، تحدد عدد الأفراد في روسيا، الذين يمكن للبعثات الدبلوماسية للدول المعادية ومكاتبها القنصلية أن تبرم عقود عمل معهم.
وأشار إلى أنه وفقًا للمرسوم الجديد، تم تحديد 34 شخصًا لليونان كحد أقصى، والدنمارك 20 شخصًا، وسلوفاكيا 16 شخصًا، بينما لا يمكن لسلوفينيا وكرواتيا تعيين موظفين لبعثاتهما الدبلوماسية والمؤسسات القنصلية، بحسب القرار.
وبحسب البيان، فإن القائمة التي وافقت عليها الحكومة ليست نهائية ويمكن توسيعها، مع الأخذ في الاعتبار الأعمال التي وصفها بـ«العدائية» المستمرة للدول الأجنبية ضد البعثات الروسية في الخارج.
ووفقًا لهذا القرار، فإن المواطنين والشركات الروسية، والدولة نفسها، ومناطقها وبلدياتها التي لديها التزامات بالعملة الأجنبية تجاه الدائنين الأجانب من قائمة الدول غير الصديقة، ستتمكن من دفعها بالروبل.
ويمكن للمدين أن يطلب من بنك روسي إنشاء حساب خاص بالروبل، باسم دائن أجنبي، وتحويل المدفوعات إليه بما يعادل الروبل بسعر البنك المركزي يوم السداد، بحسب وكالة «سبوتنيك»، التي أشارت إلى أن الإجراء المؤقت الجديد ينطبق على المدفوعات التي تتجاوز 10 ملايين روبل في الشهر (أو مبلغ مماثل بالعملة الأجنبية).
عدد الدول في القائمة
كانت الحكومة الروسية أقرت في مارس الماضي، قائمة لدول وأقاليم أجنبية، قالت إنها ترتكب أعمالًا «غير ودية» ضد روسيا وشركاتها ومواطنيها، شملت حينها: أمريكا، وكندا، ودول الاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة (بما في ذلك جيرسي وأنغيلا وجزر فيرجن البريطانية وجبل طارق)، وأوكرانيا والجبل الأسود، وسويسرا، وألبانيا، وأندورا، وأيسلندا، وليختنشتاين، وموناكو، والنرويج، وسان مارينو، ومقدونيا الشمالية، وكذلك اليابان، وكوريا الجنوبية، وأستراليا، وميكرونيزيا، ونيوزيلندا، وسنغافورة، وتايوان (تعد إحدى أراضي الصين، لكنها تتمتع بإدارة ذاتية منذ عام 1949).
وعزت الحكومة الروسية –في ذلك الوقت- قرارها إلى أن تلك الدول والأقاليم، فرضت عقوبات على روسيا، أو انضمت إليها، بعد بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في 24 فبراير الماضي، في مسعى للرد على العقوبات التي يجرى فرضها من دون توقف، منذ بدء الحرب الأوكرانية.
إلا أن هذه القائمة توسعت لتشمل 48 دولة وإقليمًا هي: أستراليا وألبانيا وأندورا وبريطانيا وبلدان الاتحاد الأوروبي وإيسلندا وكندا وليختشتاين وميكرونيسيا وموناكو ونيوزيلندا والنرويج وكوريا الجنوبية وسان مارينو ومقدونيا الشمالية وسنغافورة والولايات المتحدة وتايوان وأوكرانيا والجبل الأسود وسويسرا واليابان.
ويضم الاتحاد الأوروبي النمسا وبلجيكا وبلغاريا وهنغاريا وألمانيا واليونان والدنمارك وإيرلندا وإسبانيا وإيطاليا وقبرص ولاتفيا وليتوانيا ولوكسمبورغ ومالطا وهولندا وبولندا والبرتغال ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وفنلندا وفرنسا وكرواتيا والتشيك والسويد وإستونيا.
تطورات الحرب
قال آخر تحديث استخباراتي من وزارة الدفاع البريطانية، بُث صباح الجمعة، إن القوات الأوكرانية تواصل صد الهجمات الروسية على محطة فوهليهيرسك للطاقة.
وقال التحديث إن المدفعية الروسية لا تزال حول كراماتورسك وسيفرسك، بينما أكد أن روسيا تعاني نقص الصواريخ المخصصة للهجوم الأرضي، ما دفعها لتكثيف استخدامها لصواريخ الدفاع الجوي، في هجوم بري ثانوي للتعويض.
يأتي ذلك، بينما قال معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث أمريكي، في أحدث تقييم له عن أوكرانيا، إنه من غير المرجح أن تتمكن القوات الروسية من اتخاذ خطوات كبيرة في الأسابيع المقبلة.
وأشار التحديث إلى أن روسيا استخدمت -على الأرجح- ما يصل إلى 55-60% من احتياطي الأسلحة عالي الدقة، مؤكدًا أنها مستمرة في مهاجمة شرقي سيفرسك، جنوب بخموت، شمال مدينة خاركيف وفي خيرسون أوبلاست.
يأتي ذلك، بينما قالت وزارة الخارجية الروسية إن روسيا أضافت 39 ممثلاً لأجهزة الأمن والشركات الدفاعية الأسترالية إلى «قائمة الممنوعين» التي تمنعهم من دخول البلاد، ردًا على قانون العقوبات الذي تبنته كانبيرا.
وتبنت أستراليا قانون عقوبات مشابهًا لقانون ماجنيستي الأمريكي، الذي ينص على عقوبات مالية موجهة، وحظر سفر ضد الأفراد. وتمت تسمية القانون الأصلي، الذي تبنته الولايات المتحدة عام 2012، باسم سيرجي ماغنتسكي، المحامي الذي ألقي القبض عليه وتوفي لاحقًا في السجن بروسيا عام 2009 بعد اتهام المسؤولين الروس بارتكاب احتيال ضريبي ضخم.
عقوبات أوروبية
يأتي ذلك بينما فرض المجلس الأوروبي إجراءات تقييدية على 54 فردًا و10 كيانات، بما في ذلك سبيربنك، ردًا على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وقال جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، الجمعة: «ندرج بنكًا روسيًا رئيسًا آخر، سبيربنك، ونمنعه من إجراء معاملات خارج روسيا»، متابعًا: «نضيف أيضًا مزيدًا من المتورطين في العدوان الروسي غير المبرر على أوكرانيا، مثل المسؤولين العسكريين ونادي الدراجات النارية نايت وولفز وممثلي التضليل».
يأتي هذا القرار إضافة إلى حزمة العقوبات المحافظة التي اعتمدها المجلس الخميس، مشيرًا إلى أن من المدرجين في القائمة سوريين مسؤولين عن تجنيد مرتزقة، يقاتلون في أوكرانيا إلى جانب القوات الروسية.
وشدد الاتحاد الأوروبي العقوبات على روسيا، بتبنيه إجراءات إضافية الخميس، بحسب بوريل الذي قال: «نحن نحظر فعليًا أهم صادرات روسيا بعد الطاقة، الذهب الروسي».
تأتي الإجراءات الأخيرة بعد أيام من دعوة وزير الخارجية الأوكراني الاتحاد الأوروبي، لفرض عقوبات إضافية على روسيا.