صمود الجيش وخسائر فادحة للانقلابيين.. مأرب تتحول إلى مقبرة لمليشيا الحوثي

صمود أسطوري للجيش وخسائر فادحة للانقلابيين... مأرب تتحول إلى مقبرة لمليشيا الحوثي

صمود الجيش وخسائر فادحة للانقلابيين.. مأرب تتحول إلى مقبرة لمليشيا الحوثي

السياق

صمود وُصف بـ«الأسطوري» للجيش اليمني والمقاومة في محافظة مأرب، فلا الأرض رحبت بأن تطأها المليشيا الحوثية، ولا البشر استسلموا لهجمات غادرة من الانقلابيين، بل حولها إلى مقبرة لتلك المليشيا، وأحال النهار الساطع إلى ليل حالك.

فعلى مدى سبعة أعوام، قاومت ولا تزال محافظة مأرب -مدعومة بالجيش اليمني والمقاومة، وتحالف دعم الشرعية- المليشيات الحوثية، رافعة شعار الموت دون ترابها، باتت جبالها ووديانها وسهولها وصحاريها مقبرة لقادة مليشيا الحوثي وكتائبه، ومحرقة لعدته وعتاده المنهوب من معسكرات الدولة‏، بحسب وزير يمني.

وقال المتحدِّث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، العميد الركن عبده مجلي، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن الجيش اليمني، يواصل في مختلف الجبهات معاركه، مستنزفاً المليشيا الحوثية في العتاد والأرواح، خصوصًا في جبهات محافظة مأرب.

وأوضح العميد مجلي، أن الجيش شن عددًا من الهجمات المضادة على مواقع تتمركز فيها المليشيات الحوثية الإرهابية -المدعومة من إيران- جنوبي محافظة مأرب، مشيرًا إلى أن خسائر المليشيا تركزت في المعارك المستمرة بجبهة حريب، التي أدت إلى مقتل العشرات منها.

وأكد متحدِّث الجيش اليمني، أن القوات المسلحة اليمنية، استعادت في هذه المعارك، عدداً من الأسلحة والعتاد والعربات والذخائر، التي كانت بحوزة العدو، مشيرًا إلى ما وصفه بـ«الصمود الأسطوري» للجيش والمقاومة في جبهة العبدية، ممن أفشلوا الهجمات والتسللات الحوثية بـ«كفاءة قتالية وشجاعة نادرة وتضحية باسلة».

وأشار المسؤول اليمني، إلى خسائر بشرية «فادحة» للمليشيا الحوثية في هذه الجبهة، مؤكدًا أن مدفعية الجيش اليمني دمَّرت آليات ومعدات قتالية للمليشيا.

«العمليات العسكرية في بقية الجبهات كماس والمشجح والكسارة وصرواح، مستمرة بوتيرة عالية، وتمكنا خلالها من القضاء على المجاميع الحوثية، وإلحاق الخسائر بها»، يقول متحدِّث الجيش اليمني، مؤكداً أن ما خسرته المليشيات الحوثية، خلال هذه المعارك في مختلف جبهات محافظة مأرب، هو تدمير 5 مدرعات و5 أطقم قتالية وعدد من المعدات والأسلحة.

وهو ما أكده مصدر عسكري في الجيش اليمني، في تصريحات لصحيفة واشنطن بوست، قائلًا: «خلال 24 ساعة، قُتل 58 من المتمردين الحوثيين وتسعة من القوات الحكومية، في مواجهات وغارات جوية في محافظتي مأرب وشبوة».

إلا أن الكفاءة القتالية للجيش اليمني، تُقابل بالتفاف من الحوثيين، فالعميد مجلي، أكد أن المليشيا تقصف المناطق السكنية، مشيراً إلى أنها قصفت منطقة كرى، واستهدفت منزل محافظ مأرب، اللواء سلطان بن علي العرادة، بصاروخين بالستيين.

ولم تسلم المستشفيات من مليشيا الحوثية، بحسب العميد مجلي، الذي أكد تضرر مستشفى كرى العام بأضرار مادية، ما أدى إلى إصابة الفرق الطبية والمرضى بالرعب والهلع.

تلك الأعمال الحوثية التي وُصفت بـ«الدنيئة» دفعت وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إلى دعوة المكونات السياسية والوطنية، لإدراك خطورة المرحلة وحجم «المؤامرة» التي تستهدف الوطن وتستهدفهم، مطالبًا إياهم بتوحيد الصفوف، في هذه المعركة الفاصلة والمصيرية، وتقديم الدعم السياسي والعسكري والإعلامي، للمرابطين في ‎محافظة مأرب، خط الدفاع الأول والأخير عن الثورة والجمهورية.

وأشاد الإرياني، بـ«البطولات» التي يسطرها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقبائل وأبناء محافظة مأرب، في معارك استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب الحوثي المدعوم من ايران، مؤكدًا أن ‎«مأرب الأرض والإنسان رفضت أن تسلِّم زمامها لجحافل الغزو الفارسي الجديد، وأذاقت ولا تزال مرتزقته من الإماميين الجدد الأمرين، منذ الساعات الأولى للانقلاب، وباتت جبالها ووديانها وسهولها وصحاريها، مقبرة لقادته وكتائبه ومحرقة لعدته وعتاده المنهوب من معسكرات الدولة‏».

وأوضح الإرياني، في تصريحات لوكالة أنباء «سبأ»، أن «صمود واستبسال مأرب الجيش، والمقاومة، القبائل، وأبناء المحافظة الباسلة، التي كانت صاحبة الطلقة الأولى في صدر الانقلاب، نموذج لما يفترض أن تكون عليه المديريات والمحافظات، من مقاومة للمشروع الإيراني وأداته الحوثية، وتأكيد أن دحره في متناول اليد، متى ما توفرت الإرادة والعزيمة‏».

ووجَّه الإرياني رسالة إلى اليمنيين، قائلًا: «لاتخذلوا صمود هذه المحافظة، والتضحيات التي سكبها أبناؤها على مدى سبعة أعوام، لا تتركوها تتصدى وحيدة لجحافل الغزو الفارسي، الذي جمع شذاذ الآفاق من كل لون، وتوجَّه لما يعتقد أنها جولة أخيرة»، مؤكدًا أن صمود محافظة مأرب انتصار لليمنيين وعزهم وكرامتهم.

 

كارثة وشيكة

وكان منسِّق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية لليمن ديفيد غريسلي، حذَّر أواخر أغسطس الماضي، من احتمال لجوء بعض الوكالات، إلى تخفيف برامج عملها، بما في ذلك المياه والصحة وقطاعات أخرى، بسبب نقص التمويل، ما يجعل الأمر كارثيًا على الملايين.

 

نقص التمويل

وقال ديفيد غريسلي، منسِّق الشؤون الإنسانية في اليمن، في بيان اطلعت «السياق» حينها على نسخة منه، إن القطاعات الحيوية لا تزال تعاني نقصًا حادًا في التمويل، مشيرًا إلى أن مجموعة قطاع الصحة، لم تتلق حتى الآن سوى 11% من التمويل الذي تحتاج إليه هذا العام، بينما تلقَّت مجموعة قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة 8% فقط من التمويل المطلوب.

غريسلي دعا إلى تقديم التمويل الكافي والمتوازن لجميع القطاعات، لتمكين وكالات الغوث من تجنُّب أوضاع أسوأ، في وقت يحتاج 20.7 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية والحماية في اليمن، مشيرًا إلى أن المرافق الصحية ومحطات المياه توفِّر خدمات منقذة للأرواح للملايين.

وقال منسِّق الشؤون الإنسانية: «من الأهمية بمكان أن تتلقى الفئات الضعيفة المساعدات المنقذة للأرواح، لاسيما الذين يعيشون في المناطق النائية والمناطق المحرومة من الخدمات».

وخصص صندوق التمويل الإنساني، 50 مليون دولار لتمكين شركاء الإغاثة من الاستجابة للاحتياجات، وتحسين الظروف المعيشية، وتقديم المساعدة والحماية لذوي الإعاقة والفئات الضعيفة مثل المهمشين، والأسر التي تعولها نساء والأطفال المعرضين للمخاطر وغيرهم، بحسب غريسلي، الذي قال إن المبلغ سيستهدف المناطق التي حاجتها أشد، مثل مديرية السوادية في محافظة البيضاء ومديرية عبس في محافظة حجة، ومديريتي بيت الفقيه وحيس في محافظة الحديدة ومديرية الحزم بمحافظة الجوف وعدد من المديريات بمحافظة مأرب وأبين والضالع.