بعد توقف دام سنوات.. إقلاع أول رحلة طيران من صنعاء
اتجهت رحلة الخطوط الجوية اليمنية، التي حملت 151 راكبًا، إلى العاصمة الأردنية عمّان

السياق
انفراجة جديدة في الأزمة اليمنية، قد تضع البلد الآسيوي على طريق الحل، الذي غاب عنه سبع سنوات، ما يمهد لحالة من السلام الدائم.
وقال مسؤولون يمنيون لوكالة أسوشيتد برس، إن أول رحلة طيران تجارية -منذ ست سنوات- أقلعت من العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء اليوم الاثنين، في إطار الهدنة التي وقَّعتها الأطراف اليمنية الشهر الماضي.
واتجهت رحلة الخطوط الجوية اليمنية، التي حملت 151 راكبًا، إلى العاصمة الأردنية عمّان.
كانت الطائرة قد وصلت إلى صنعاء من مدينة عدن الساحلية الجنوبية لنقل الركاب، بينما استُقبلت عند هبوطها باحتفالية «تحية المياه»، وفقًا لمقطع فيديو نشرته شركة النقل الوطنية عبر الإنترنت.
رحلة العودة
وقال المكتب الإعلامي لمليشيا الحوثي، إن رحلة العودة كانت متوقعة في صنعاء من عمّان في وقت لاحق الاثنين.
الرحلة جزء من اتفاقية الهدنة، التي توسطت فيها الأمم المتحدة لمدة 60 يومًا، أبرمتها الحكومة المعترف بها دوليًا والمليشيات الحوثية الشهر الماضي، في أول وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد في اليمن، منذ ست سنوات.
ويدعو اتفاق الهدنة إلى رحلتين تجاريتين أسبوعيًا من وإلى صنعاء إلى الأردن ومصر.
كان من المقرر أن تقلع الرحلة في 2 أبريل، لكن الخلاف على جوازات السفر التي أصدرها الحوثيون أرجأ موعد المغادرة، بينما سمحت الحكومة المعترف بها دوليًا للركاب، الذين يحملون وثائق صادرة من الحوثيين بصعود الطائرة.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إنه ستصدار جوازات سفر يمنية جديدة في الأردن، للقادمين بوثائق سفر صادرة من مليشيا الحوثي.
سلام دائم
وقالت إيرين هاتشينسون، مديرة اليمن في المجلس النرويجي للاجئين، إن إقلاع الرحلة الأولى كان «نقطة انطلاق نحو سلام دائم في اليمن»، مشيرة إلى أن إعادة فتح المطار -الذي طال انتظاره- كان أحد أهداف الهدنة.
وحثت مليشيا الحوثي على تنفيذ بنود أخرى من الاتفاق، بما في ذلك إعادة فتح الطرق حول تعز والمحافظات الأخرى.
وتضمنت الهدنة -إلى جانب الرحلات الجوية- السماح لـ18 سفينة تحمل الوقود بدخول ميناء الحديدة على البحر الأحمر، الذي تسيطر عليه مليشيا الحوثي على مدى شهرين.
جاء وقف إطلاق النار بجهود دولية وإقليمية لتسوية للصراع الذي عصف بأفقر دول الوطن العربي، ودفعها إلى حافة المجاعة.
موقف معاكس
وفي موقف معاكس لقرارات الحكومة اليمنية الهادفة لحلحلة الأزمة، وبالمخالفة للهدنة الأممية، ما زالت مليشيات الحوثي تمارس الانتهاكات اليومية، آخرها محاولة اغتيال رئيس عمليات المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء صالح علي حسن، باستهداف موكبه بسيارة مفخخة في مديرية المعلا بالعاصمة المؤقتة عدن.
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني، عبر «تويتر»، إن هذه الجريمة عمل إرهابي جبان، يؤكد من جديد التنسيق بين مليشيا الحوثي وتنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين.
وأكد أن هذه العمليات الإرهابية لن توقف مسيرة التحول السياسي، ولن تحول دون أداء الدولة والحكومة مهامهما من العاصمة المؤقتة عدن، لتحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، وتوفير الخدمات العامة والأوضاع المعيشية للمواطنين في المناطق المحررة، وتحقيق الاستقرار والتنمية.
ضغوط
وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي، بممارسة ضغوط على مليشيا الحوثي، لاحترام اتفاق الهدنة وتنفيذ بنودها، بما في ذلك وقف أنشطتها الإرهابية، التي تحاول استهداف قيادات الدولة السياسية والأمنية والعسكرية وزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة.
ومن الانتهاكات الحوثية -كذلك- استهداف منزل الشيخ حسن محمد شعفان في مركز مديرية رغوان غربي محافظة مأرب بطائرة مسيرة مفخخة إيرانية الصنع، ما أسفر عن إصابة 3 مدنيين بينهم طفلة، في حادث وصفه الإرياني بأنه انتهاك صارخ ومستمر لوقف إطلاق النار منذ سريان الهدنة الأممية.
ولم تقتصر الانتهاكات الحوثية على محاولة اغتيال رئيس عمليات المنطقة العسكرية الرابعة واستهداف منزل الشيخ شعفان، بل إن الجيش اليمني، أعلن مساء الأحد، أن مليشيا الحوثي، ارتكبت منذ مطلع أبريل الماضي 1432 خرقا للهدنة الأممية في جبهات القتال والأحياء السكنية، أسفرت عن استشهاد 7 من قوات الجيش والمقاومة الشعبية، وجرح 54.
وبحسب بيان الجيش اليمني، الذي اطلعت «السياق» على نسخة منه، فإن الخروق الحوثية شملت استقدام تعزيزات وتحركات للأسلحة، والقصف المدفعي، واستهداف الأحياء السكنية ومخيمات النازحين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وشق طرق وإنشاء تحصينات ومواقع جديدة.