في أول زيارة خارجية... رئيس وزراء باكستان يصل السعودية

ورث شهباز شريف دينًا عامًا هائلًا وتضخًما متسارعًا وعملة متراجعة، لكنه تعهد بالإسراع في إنجاز مشاريع تنمية وبدء التعافي الاقتصادي

في أول زيارة خارجية... رئيس وزراء باكستان يصل السعودية

السياق

في أول زيارة خارجية رسمية له، بعد توليه رئاسة الحكومة الباكستانية، وصل رئيس الوزراء الباكستاني الجديد شهباز شريف إلى السعودية، التي أمضى فيها سنوات منفيًا، بعدما أدت الرياض دورًا مركزيًا في الخروج الآمن من السلطة -لأخيه نواز شريف- عقب حكم بالسجن مدى الحياة إثر انقلاب أطاحه. 

ومن المقرر أن تستغرق الزيارة 3 أيام من المقرر أن يلتقي خلالها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.

 

دعم الاقتصاد المتعثر

الهدف المعلن من الزيارة، تقوية العلاقات الاستراتيجية وتعزيز الحوار السياسي، لإيجاد حلول لقضايا منطقة الشرق الأوسط والأمة الإسلامية(...) لكن -حسب محللين- فإن الهدف الصريح منها هو سعي حكومة إسلام آباد الجديدة، إلى الحصول على دعم مالي من المملكة، التي كانت شريكـًا لباكستان ومصدرًا لدعم اقتصادها المتعثر.


مكانة المملكة

وقال شريف عبر "تويتر" الخميس: "اليوم أبدأ زيارة للسعودية لتجديد وتأكيد أواصر الأخوة والصداقة بيننا"، مضيفًا أن المملكة "لها مكانة خاصة في قلوبنا".

لم يُنشر برنامج الرحلة، لكن وزارة الخارجية الباكستانية قالت إن الزيارة تستمر حتى السبت.

وأدى شريف اليمين، بعدما أطاح البرلمان سلفه عمران خان في تصويت بحجب الثقة.

 

دين موروث

وورث شهباز شريف دينًا عامًا هائلًا وتضخًما متسارعًا وعملة متراجعة، لكنه تعهد بالإسراع في إنجاز مشاريع تنمية وبدء التعافي الاقتصادي.

وذكر بيان لوزارة الخارجية الباكستانية، أنه من المتوقع أن تركز المحادثات على "تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وتوفير فرص أكبر للقوى العاملة الباكستانية في المملكة العربية السعودية".

 

الوحدة الإسلامية

وزيرة الإعلام الباكستانية مريم أورنجزيب، أكدت أن زيارة شريف ستسهم في منح دفعة قوية للشراكة الاستراتيجية بين الرياض وإسلام آباد، وتعطي زخماً لدعم التحرك السعودي الباكستاني في المحيط الإسلامي، لاسيما في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة الإسلامية -على حد قولها- مضيفة أن المرحلة الحالية تتطلب تنسيقاً سعودياً باكستانياً لإيجاد قواسم مشتركة وإعادة اللحمة وتعزيز الوحدة الإسلامية.

 

لجم الإرهاب

وبينت أورنجزيب أن السعودية لاعب أساس في المحيط الإسلامي، وحريصون على التنسيق معها لمواجهة التحديات والتهديدات الخارجية إلى جانب لجم الإرهاب.

وأوضحت أن زيارة رئيس الوزراء شهباز "ستكون فرصة لمناقشة سبل تعزيز مسارات العلاقات، خاصة في الجوانب السياسية والاستثمارية والتجارية العسكرية إلى جانب إعادة العلاقات السعودية الباكستانية، إلى قوتها ومتانتها واستراتيجيتها".

 

يثقون به

وقال المحلل السياسي السعودي علي الشهابي: "عائلة شريف تربطها علاقات جيدة بالمملكة، وهذه الزيارة تخدم مصلحة شهباز شريف في إظهار ذلك لجمهوره".

في ما يتعلق بالسياسة الخارجية للبلاد، قال علي مهر الباحث السياسي الباكستاني، إن شهباز شريف من أفضل المنظرين لها والراسمين لخطوطها.

وأكد مهر، في مقابلة مع "السياق"، أن علاقة شريف بالسعودية والإمارات قوية، وأن قادة دول الخليج يثقون بشريف أكثر من أي سياسي باكستاني.

وشاب العلاقات السعودية الباكستانية بعض الفتور إبان عهد رئيس الوزراء المقال عمران خان، الذي أخذ موقفًا سلبيًا من بعض القضايا التي تهدد أمن المملكة.

وشهباز هو الشقيق الأصغر لنواز شريف، الذي تولى رئاسة وزراء باكستان ثلاث مرات، وتربطهما علاقات وثيقة بالسعودية.

وكان نواز وشهباز شريف نُفيا اختياريا إلى السعودية عام 2000 بعد انقلاب أطاح نواز قبل ذلك بعام.