انحسر وتحول إلى فلول.. العراق يقتلع داعش بالإرادة الصلبة
العملية التي انطلقت السبت الماضي، لسحق والانتصار على أصحاب الرايات السوداء، حملت رسالة لبقايا تنظيم داعش مفادها، أن خيارهم الوحيد الموت.

السياق
بـ«إرادة صلبة»، أطلق العراق حملته الثانية، لدحر فلول «داعش» واقتلاعه، بعد أن شهدت الفترة الماضية نشاطًا للتنظيم الإرهابي، في البلد الذي يحاول لملمة شتات نفسه.
فالعملية التي انطلقت السبت الماضي، لـ«سحق» والانتصار على أصحاب «الرايات السوداء»، حملت رسالة لبقايا تنظيم داعش مفادها، أن خيارهم الوحيد «الموت».
الإرادة الصلبة
أطلقت قيادة العمليات المشتركة بالجيش العراقي، ثاني مراحل عملية الإرداة الصلبة، مستهدفة غربي البلاد، بمشاركة قيادات عمليات الأنبار والجزيرة وكربلاء وقوات من قيادة حرس الحدود ومحاور الحشد الشعبي غربي الأنبار والفرات الأوسط.
ولم تقتصر العملية على تلك الأجهزة، بل إن القوات الخاصة وجهاز مكافحة الإرهاب وفرقة الرد السريع، تقوم بعمليات نوعية مساندة نحو أهداف في مناطق مختلفة بقوات محمولة جواً بالطائرات المروحية، تتضمن كمائن في عمق الصحراء، بحسب بيان لخلية الأمن العراقي.
تأتي العملية الأمنية بإسناد جوي من الجيش، بينما تقوم الفرقة المدرعة التاسعة بعمليات بحث وتفتيش في منطقة العيث شرقي محافظة صلاح الدين، كما تباشر القوات الخاصة العراقية عمليات واسعة جنوبي محافظة كركوك.
رسالة لداعش
ويوم إطلاق العملية، وجه رئيس مجلس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، رسائل للقوات المشاركة ولتنظيم داعش، دعاهم فيها إلى ضرورة الالتزام بالأوامر العسكرية والتوجيهات الصادرة من القيادة، مشيرًا إلى أن بقايا داعش ليس أمامها خيار سوى الموت.
وقال الكاظمي، خلال إشرافه على عملية الإرادة الصلبة: «أقول للدواعش: لقد اختبرتمونا في مختلف المجالات، عسكرياً وأمنياً، الحمد لله إننا يومياً نسجل الانتصار تلو الانتصار، وأنتم تخسرون يوماً بعد يوم، ليس هناك خيار أمامكم سوى الموت، ولن نطمئن إلا بسحقكم، ولقد سحقنا أمراءكم، الواحد تلو الآخر، وسنسحق أميركم الجديد، وكل إرهابي ينتمي إلى عصاباتكم، أيها الدواعش ترهبوننا بالموت، أقول لكم سنرهبكم بالموت، ونذيقكم مرارة الهزيمة، وسنكتب التاريخ بانتصاراتنا وتضحياتنا».
أهداف العملية
قال المتحدث باسم قيادة قيادة العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي لوكالة الأنباء العراقية، إن العملية تهدف إلى بناء ثقة وتعاون بين القوات الأمنية والمواطنين، وإيقاف الدعم لعصابات داعش الارهابية والقضاء على الخلايا النائمة، مشيرًا إلى أنها تنفذ عمليات في مناطق الحدود الفاصلة بين قيادات العمليات، فضلاً عن تأمين الحدود الدولية لمحافظة الأنبار.
كما تهدف -بحسب الخفاجي- إلى منع عصابات داعش، من بناء قدراتها وتفعيل الجهد الاستخباري والأمني والتأكيد على قواتنا الأمنية بالوصول الى جميع المناطق، ومنع الإرهابيين وتحديد حركتهم، وكذلك مطاردتهم وقتلهم.
وأضاف الخفاجي، أن معظم هذه العصابات محليون ومطاردون من قواتنا الأمنية، ويومياً تنفذ بحقهم أوامر إلقاء قبض وقتل، ولم يبق منهم إلا القليل.
بدوره، أكد قائد عمليات غربي الأنبار للحشد الشعبي قاسم مصلح، أن عملية الإرادة الصلبة بمرحلتها الثانية، ستنهي عصابات داعش الإرهابية في مناطق شمال الرطبة.
وقال مصلح، إن عملية الارادة الصلبة الثانية تجرى بخطوات، وفق ما خُطط لها مع العمليات المشتركة والقوات الأمنية، مشيرًا إلى أن «العدو الداعشي جرى تطويقه من جميع الجهات في مناطق شمال الرطبة، ويعملون بشكل مفارز متفرقة ويستخدمون العبوات الناسفة، لإعاقة تقدم قواتنا للأهداف الموضوعة».
وشدد على أن الأيام المقبلة ستشهد إنهاء «العدو في مناطق شمال الرطبة مع استمرار عمليات الإرادة الصلبة».
نتائج العملية
في ثاني أيام العملية، أعلنت خلية الإعلام الأمني، نتائج «الإرادة الصلبة» في يوميها الأوليين، قائلة، إنها تمكنت من العثور على 12 وكرًا و22 عبوة ناسفة ومخبأ وراية لداعش و28 قنبرة هاون ومنزل مفخخ، وتدمير 3 نقاط رصد والعثور على مواد طبية مختلفة ودراجة نارية مفخخة وبندقية Ak وزرق، وإلقاء القبض على 3 مطلوبين.
وفي ثاني أيام العملية -كذلك- أحبطت قوات اللواء 24 بالحشد الشعبي، هجومين لتنظيم داعش الإرهابي في قضاء خانقين بمحافظة ديالى.
وقال الحشد الشعبي، إن فلول داعش الإرهابي شنوا هجومًا على إحدى النقاط التابعة للفوج الثالث في اللواء 24 بالحشد الشعبي بمنطقة سيد بهلول التابعة لناحية حمرين في قضاء خانقين، ما أدى إلى تدمير الكاميرا الحرارية التابعة للفوج.
وأضاف البيان أن قوة من اللواء 24 بالحشد الشعبي أحبطت هجومًا ثانيًا لفلول «داعش» قرب مجمع السد السكني في حمرين، ما أسفر عن إصابة مقاتلين اثنين باللواء بجروح طفيفة.
وفي ثالث أيام العملية، أعلنت خلية الإعلام الأمني، قتل إرهابيين اثنين، مشيرة إلى أن «قوة الكمين التابعة للفوج الثاني لواء مغاوير قيادة عمليات سامراء، شاهدت تحركات لتنظيم داعش الإرهابي في منطقة الجمهورية ضمن قضاء الدجيل».
وأضاف البيان: «جرى تطويقهم وتخصيص طائرة السيزنا كرفانا لمتابعة تحركاتهم»، مشيرة إلى أن «القوة هاجمت الإرهابيين وقتلت اثنين منهم».
وفي رابع أيام العملية، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، قتل عشرات الدواعش في نينوى، مؤكدًا القضاء على ما تسمى ولاية دجلة جنوبي الموصل.
وأكد اللواء رسول، قتل العديد من تنظيم داعش، بعملية نوعية لجهاز مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن الضربة كانت موجعة للتنظيم حيث كبدته أكثر من 43 قتيلًا، فضلًا عن مصادرة معداتهم وأسلحتهم.
وأشار إلى أن «ما تبقى في العراق، بعض الفلول من الدواعش هنا وهناك، يتمركزون في المناطق الصحراوية ذات المساحات الشاسعة التي تتخللها وديان وطبيعة جغرافية قاسية»، مؤكداً أن «ضمن هذه المناطق بضع مجموعات إرهابية من 2-3 وفي بعض الأحيان 6».
دحر داعش
وجرت المرحلة الأولى من العملية ضد تنظيم داعش الشهر الماضي، تمكنت فيها القوات العراقية من تدمير 19 مخبأ لداعش و6 أنفاق، وضبط كمية كبيرة من المواد المتفجرة.
وعام 2017، أعلن العراق الانتصار على "داعش" من خلال استعادة الأراضي التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي منذ صيف 2014 التي قُدرت بنحو ثلث أراضي البلاد.
إلا أنه مع ذلك، لا يزال التنظيم يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق، ويشن أحيانًا هجمات متفرقة، حيث تنشط فلول داعش بشكل خاص في أجزاء من شمالي العراق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد، بما في ذلك محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين.
وزعم تنظيم داعش -في مجلته الدعائية الخميس الماضي- أنه نفذ 28 هجومًا في العراق من 14 إلى 20 أبريل الجاري، ما أسفر عن قتل وإصابة 51 شخصًا.