الاختيار 3.. رسائل السييسي تعري ادعاءات تنظيم الإخوان
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي يعد بطل مسلسل الاختيار ، تحدث عنه -مساء الثلاثاء- في حفل إفطار الأسرة المصرية، قائلًا إنه يهدف للتسجيل بأمانة وإخلاص لما حدث في تلك الفترة من تاريخ مصر.

السياق
وسط مشهد سياسي وُصف في ذلك الوقت بـالغامض والمرتبك عاشه المصريون بأنفسهم، جاء مسلسل الاختيار ليكون شاهدًا وراصدًا لفترة حكم الإخوان، خلف الأبواب المغلقة.
العمل الدرامي، زلزلت حلقته السادسة والعشرون (ما زال يعرض) أركان تنظيم الإخوان المسلمين، لما تضمنه من تسريبات كشفت كيف كانت تلك الجماعة الإرهابية تدير البلاد، وتحيك المؤامرات للنيل من وحدة البلد الإفريقي.
وبينما بات الاختيار من أكثر الأعمال الدرامية مشاهدة في الوطن العربي، خلال شهر رمضان الحالي، حاول تنظيم الإخوان الإرهابي، التشكيك في الروايات التي يعرضها، لتخفيف وطأة الأزمة السياسية التي يعيشها، بعد أن فشلت محاولاته للصلح مع الدولة المصرية.
إلا أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي يعد بطل مسلسل الاختيار ذي الحلقات الثلاثين في جزئه الثالث، تحدث عنه -مساء الثلاثاء- في حفل إفطار الأسرة المصرية، قائلًا إنه يهدف للتسجيل بأمانة وإخلاص لما حدث في تلك الفترة من تاريخ مصر.
وأضاف السيسي: "الهدف أن نسجل بأمانة وإخلاص وشرف في وقت ينعدم فيه الشرف والصدق، كنا حريصين في هذه الفترة، وعلى الأقل كل كلمة اتقالت في الوقت دا مع الناس الكبار بمنتهى الدقة دا اللي حصل".
وقال: "لما آجي أقف الوقفة دي مع الرئيس مرسي -الله يرحمه- كنت بقف مع مصر، لو تآمرت عليه بعد ما تولى يبقى تآمرت على مصر وعلى 100 مليون وضيعت حياتهم ومستقبلهم".
تثقيف الجمهور
تصريحات الرئيس المصري التي كانت كاشفة، سلَّطت عليها وكالات الأنباء العالمية الضوء، مؤكدة أن العمل الدرامي الذي وثق فترة حكم الإخوان لمصر، يهدف إلى تثقيف الجمهور، ونجح في توصيل حقبة من تلك المشاهد السياسية إلى المواطن المصري والعربي.
ونقلت "فرانس برس" عن الكاتبة في صحيفة الجمهورية الحكومية سحر صلاح الدين، قولها: "بالمسلسل وغيره من المسلسلات الوطنية، تأكد نجاح الدولة في إعادة تشكيل وعي المواطن".
وأشارت الكاتبة الصحفية إلى "رسالة" يتحوّل من خلالها النجوم إلى "جنود في أرض معركة، الفن فيها هو أقوى سلاح، وهو قوتنا الناعمة".
ومثل ملايين المصريين، تتابع الكاتبة بعد الإفطار مسلسل الاختيار، مشيرة إلى أن "النجاح الذي حقّقه والتفاعل الكبير مع الشخصية المحورية، استفتاء جديد على حبّ الشعب لرئيسه".
تدوينات نقدية وكتاب تاريخ
بلهجة هادئة ونظرة متأملة، يجسِّد الممثل ياسر جلال شخصية الرئيس المصري بشكل بارع، بحسب "فرانس 24"، التي قالت إن المشاهد التي يظهر فيها "البطل" حازت كل الاهتمام.
وسبق أن قدمت السينما المصرية، التي يطلق عليها "هوليوود العرب"، أفلامًا أبطالها رؤساء، فعام 1996، عرض فيلم "ناصر 56" الذي يروي قصة تأميم جمال عبد الناصر قناة السويس، وعام 2001، تناول فيلم آخر حياة خليفته أنور السادات.
من جانبه، قال أحد كتاب مسلسل "الاختيار" باهر دويدار في تصريحات صحفية، إن المسلسل سيكون "كتابًا للتاريخ بعد 50 عامًا"، علمًا أنه يتجاهل شخصيات كانت في قلب الأحداث عام 2013.
تشكيل وعي الشباب
تقول الصحافة المحلية إن الهدف من المسلسل "تشكيل وعي الأجيال الجديدة"، في بلد يشكل الشباب أقل من 25 عامًا أكثر من نِصف سكانه البالغ عددهم 103 ملايين نسمة.
وبحسب "فرانس 24"، فإن المسلسل يجعل الشباب الذين لم يعيشوا أحداث عام 2013 على دراية "بجهود الدولة لحمايتهم من الإرهاب".
تسريبات الإخوان
على مدى 25حلقة -حتى الآن- عمر مسلسل الاختيار الذي ما زالت تعرض حلقاته في وسائل الإعلام المحلية والعربية، بث العمل الدرامي، تسريبات لقادة تنظيم الإخوان، كشفت كيف كانوا يتعاملون مع مصر، على أنها إحدى مقاطعات التنظيم وليست بلدًا مستقلًا مؤثرًا بشكل كبير في محيطيه الإقليمي والدولي.
آخر تلك التسريبات ذلك الذي بثه "الاختيار" في الحلقة25، للقيادي الإخواني خيرت الشاطر يتحدث فيه عن الإعلام، إلا أنه فوجئ برد حازم من الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، في ذلك الوقت.
وقال خيرت الشاطر موجهًا كلامه إلى السيسي: "أنا النهاردة القنوات الفضائية الرئيسية مملوكة لرجال أعمال، وحضرتك تعرف أكتر مني إن دول استفادوا من النظام السابق أكتر من أي حد، أنا في قناعتي الشخصية أنهم ليسوا أصحاب مصلحة في استقرار الأوضاع في البلاد، وأنهم من مصلحتهم إن الأمور تمشي في اتجاه الفوضى وعدم الاستقرار، لأنهم ممكن ملفاتهم تتفتح".
ليرد عليه وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي: بيقولك لا الإعلام الإسلامي مش كده، الإعلام الإسلامي مش كده ولا أنا مش واخد بالي؟! الإعلام الإسلامي مش كده يا باشمهندس من الكدب والتلفيق والفتنة، وهنظبطه دلوقتي، هو ده، ده اللي الناس كانت مستنياه تشوفه من القوة القادرة والفاعلة اللي جت واللي هي محسوبة على التيار، أول مرة تشوفهم بقى، فاللي هيقولوه هنقبله عشان كده أنا قولتله إيه؟ لوسمحت متتعاملش بأدبيات وثقافة الماضي يا دكتور كتاتني، وشوفوا الناس عايزة منكم إيه حقيقة عشان يدركوا وزنكم الحقيقى.
وسلَّطت الحلقة الخامسة والعشرون الضوء على محاولات تنظيم الإخوان لـ"أخونة" الثقافة المصرية، وما أثاره قرار الجماعة من إقالة إيناس عبدالدايم من رئاسة دار الأوبرا المصرية، بعد أن رفضت الأخيرة محاولات فرض رؤية التنظيم على ذلك المبنى العريق.
ووسط مشاحنات وغضب من قِبل المثقفين المصريين، الذين اعتصموا داخل أروقة دار الأوبرا مطالبين بإقالة الوزير الإخواني، حاول التنظيم الإرهابي فض ذلك الاعتصام من دون جدوى.
كما أشارت تلك الحلقة التي كانت حبلى بالأحداث، إلى الاجتماع الذي عقده الرئيس الإخواني محمد مرسي عام 2013، عن سد النهضة، الذي بثه عن عمد، وتسبب في أزمة سياسية بين مصر وإثيوبيا، خاصة بعد أن أشار الاجتماع إلى خطط لعرقلة بناء أديس أبابا سدها، عبر التدخل في شؤونها الداخلية، أو ضربها عسكريًا.
وفي محاولة من الإخوان لإصلاح ذلك الخلل، حضر مرسي مؤتمرًا شعبيًا تحت عنوان "حقوق مصر المائية"، قال فيه: "إن نقصت مياه النيل قطرة واحدة، فدماؤنا هي البديل"، في إشارة إلى تأثير سد النهضة في حصة مصر المائية.
كما بث "الاختيار 3"، في حلقات سابقة، تسريبًا للقاء جمع وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي، والقيادي في جماعة الإخوان خيرت الشاطر، طالب بشراكة بين الجيش والإخوان.
وأكد الشاطر أن جماعة الإخوان لديها أموال ضخمة وإمكانات كبيرة كما الجيش(...) لدينا عقيدة كفاحية، فلسنا كيانًا قليلًا، لدينا ثروة بشرية متنوعة وخبراء في كل المجالات.
وتابع: كل الكوادر الإخوانية ترى أن من مصلحة مصر، تحقيق التعاون المشترك بين الإخوان والجيش(...) رجال القوات المسلحة ستكون لديهم وظائف بعد الإحالة للتقاعد"، ليرد السيسي متجاهلًا عرض الشاطر: "أين الغداء؟!".
انقلاب الإخوان على السلفيين
كما تطرقت إلى تسريب لمرشد الإخوان محمد بديع ونائب المرشد خيرت الشاطر، ومحمد مرسي، عن غضب التنظيم الإخواني من إعلان السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل ترشيحه رئيسًا للجمهورية، وآلية تعامل الجماعة مع السلفيين بعد تلك الخطوة.
وبينما قال خيرت الشاطر إنه دفع بالسلفيين العقلاء -عن طريق الأصدقاء المشتركين- لإقناع حازم صلاح أبو إسماعيل بالتزام الهدوء، وإفهامه بأنه طبقًا للقانون لا يجوز ترشحه لأن والدته تتمتع أو يحتمل أنها تتمتع بجنسية أجنبية.
ليرد مرشد الإخوان محمد بديع قائلاً: "أنا عارف السلفيين كويس أكتر من أي حد(...) عاشرناهم قبل السجون وأثناء السجون وبعد السجون، فهم ليسوا يدًا واحدة ولا اتجاهًا واحدًا(...) إنهم شراذم وقيادتهم لا تملك الأمر إلا على المجموعة اللي معاهم فقط".