حوار المنامة.. تحذيرات أمريكية وبريطانية شديدة اللهجة لإيران

انتصر الوزير الأمريكي للمملكة العربية السعودية، مؤكدًا دعم بلاده للرياض في مواجهة هجمات مليشيات الحوثي في اليمن.

حوار المنامة.. تحذيرات أمريكية وبريطانية شديدة اللهجة لإيران

السياق

«اتفاقيات أبراهام، ومواجهة التغلغل الإيراني في المنطقة، وتوحيد الجهود العالمية لمواجهة التحديات»، عناوين رئيسة لحوار المنامة الذي تستضيفه البحرين على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة 300 مسؤول ومفكر من مختلف دول العالم حضوريًا، في محاولة لإنقاذ المنطقة من شفا شرارة قد تعصف بها.

حوار المنامة الذي افتتحه الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، بالنيابة عن الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء، أكد خلاله أهمية استمرار العمل على توحيد الجهود الدولية للتعامل مع التحديات العالمية.

وقال الشيخ محمد بن مبارك، في كلمته الافتتاحية، إن تعزيز مساعي التنمية والأمن والاستقرار ودعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف، يأتي من خلال التنسيق الفاعل للمواقف الإقليمية والدولية، مؤكدًا دعم بلاده ومساندتها لكل جهد دولي لتعزيز الأمن والسلام العالمي.

المسؤول البحريني، قال إن مشاركة الوفود التي جاءت من كل حدب وصوب، ستثري جلسات حوار المنامة، وتعزز توجهاته نحو مناقشة القضايا الاستراتيجية، التي تشكل تحديات تتطلب تنسيقاً دولياً للتعامل معها.

وأكد أهمية الملتقيات الدولية، في تبادل الرؤى والأفكار بشأن التطورات والمستجدات الإقليمية ذات الأولوية، ورسم صورة متكاملة للعمل الدولي المشترك، في مواجهة التحديات الأمنية.

وأشار إلى الموضوعات التي سيناقشها منتدى حوار المنامة، الذي يستضيفه البلد الخليجي سنوياً عبر 17 عامًا، بينها أهم الأحداث على الساحة ومناقشة سبل تعزيز أسس الأمن والاستمرار.

انطلق حوار المنامة، بكلمة افتتاحية للرئيس التنفيذي للمنتدى الدولي للدراسات الاستراتيجية، جون تشيبمان، قال فيها إن فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 «محدودة»، مشيرًا إلى أن الملف النووي الإيراني سيكون موضوعًا محوريًا لمؤتمر حوار المنامة.

وأكد تشيبمان، أن «الشبكات الإيرانية لا تزال قادرة على التأثير السياسي في كثير من بلدان المنطقة»، مشيرًا إلى أن مليشيا الحرس الثوري تقدر كثيرًا شبكة نفوذها الدولية.

وبينما أكد أن البرنامج النووي الإيراني مستمر مع مخاوف الغرب من تسريع عمل أجهزة الطرد المركزي، قال إن الشرق الأوسط يواجه تحديات ضخمة مع إيران وبرنامجها النووي والصاروخي.

 

التزام أمريكي

من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في كلمته خلال «حوار المنامة 2021»، إن بلاده ملتزمة بالدفاع عن الشرق الأوسط أمنيًا في ظل التهديدات المشتركة التي تواجه المنطقة، والتي حددها في أربعة محاور: جائحة كورونا، وأزمة المناخ، الإرهاب، ودعم إيران للإرهاب.

وأكد الوزير الأمريكي الذي وصل إلى المنامة، الجمعة، للمشاركة في حوار المنامة 2021 ضمن جولة خليجية تشمل العاصمة الإماراتية أبوظبي، أن تهديدات إيران ووكلائها واسعة النطاق، مشددًا على ضرورة العمل معًا للدفاع المشترك عن أمن المنطقة.

وبينما وجَّه رسالة إلى إيران قائلًا، إنها يجب أن تعلم أنها لا تستطيع أن تقوِّض العلاقات الأمريكية في المنطقة، أكد أن واشنطن تؤيد جهود دول الخليج في محاولاتها لتحسين العلاقات مع إيران.

وشدد الوزير أوستن، على أن واشنطن لن تتخلى عن مصالحها في المنطقة، مشيرًا إلى أن «الخطر الإيراني لا يقتصر على البرنامج النووي، بل يشمل تحديات خطيرة، منها دعم وكلائها في المنطقة لزعزعة الاستقرار وبرنامج الطائرات المسيَّـرة الهجومية».

 

تهديدات أمريكية

وعن المفاوضات النووية الإيرانية، قال وزير الدفاع الأمريكي إن بلاده ستعود إلى طاولة المفاوضات بحُسن نية، مضيفًا أن واشنطن ملتزمة بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.

وأكد أنه إذا كانت إيران تريد العودة للمجتمع الدولي، عليها العودة للمعايير الدولية، مشيرًا إلى أن الخيارات الأمريكية ستكون مفتوحة، حال فشل الحلول الدبلوماسية.

وبينما قال الوزير الأمريكي، إن واشنطن قوة عالمية لديها شبكة من العلاقات الدولية ومصالح في أرجاء العالم، ملتزمة بحمايتها، أكد أنها لا يمكنها فعل ذلك من دون مساعدة الحلفاء والشركاء، مدللًا على تصريحاته بعمليات الإجلاء الواسعة التي قامت بها في أفغانستان، بعد مشاركة دول خليجية عدة في العمليات.

الفضاء السيبراني، كان أحد محاور كلمات الوزير أوستن، الذي اكتوت بلاده بنيرانه بعد هجمات سيبرانية من روسيا وإيران، قائلًا: "سنعمل مع الحلفاء لردع أي عدوان في الفضاء والفضاء السيبراني وفي الجو والبحر والأرض (..) إذا أجبرنا على ردع أي عدوان سننتصر بشكل حاسم".

وأكد الوزير الأمريكي دعم الولايات المتحدة لمعاهدة إبراهام، التي فتحت المجال لإقامة علاقات دبلوماسية متكاملة بين إسرائيل ودول عربية، مشيرًا إلى أن تلك العلاقات تفتح فرصًا للازدهار المشترك والتعاون الأمني.

 

دعم للسعودية

انتصر الوزير الأمريكي للمملكة العربية السعودية، مؤكدًا دعم بلاده للرياض في مواجهة هجمات مليشيات الحوثي في اليمن.

وأكد الوزير الأمريكي، أن الرياض قادرة على صد تلك التهديدات، قائلًا، إن «القوات الجوية السعودية تهزم 90% من المسيرات القادمة من اليمن»، كاشفًا نية بلاده لمساعدة المملكة، لصد الهجمات بنسبة 100%.

وكشف عن وضع واشنطن أنظمة في المنطقة، للتعامل مع مخاطر الطائرات من دون طيار، معبرًا عن تخوفاته من عودة تنظيم داعش الإرهابي إلى العراق، قائلًا: «مازلنا قلقين بشأن داعش وسنبذل قصارى جهدنا لدعم الحكومة العراقية، حتى لا يعود هذا التنظيم لإعادة تشكيل نفسه».

 

تحذير بريطاني

وإلى بريطانيا التي تشارك في الحوار بوفد رفيع المستوى يرأسه مستشار الأمن القومي البريطاني ستيفن لافغروف، ونائب رئيس هيئة الأركان البريطاني الأدميرال سيتام فريزر، وعدد من كبار الضباط البريطانيين، في وفد يمثل دعمًا كبيرًا لحوار المنامة وتأكيدًا لاهتمام البلد الإنجليزي بالشواغل الخليجية، التي تؤثر في المنطقة.

وقال مستشار الأمن القومي البريطاني ستيفن لافغروف، في اليوم الثاني من «حوار المنامة»، إن بلاده ملتزمة بالعمل لضمان حرية الملاحة في الخليج، محذرًا من أن لندن لن تقف مكتوفة اليدين أمام بعض الممارسات الإيرانية في مضيق هرمز، التي تهدد حركة الملاحة الدولية.

وأكد لافغروف، أن الروابط بين دول الخليج وجنوب شرق آسيا، ترقى إلى مستوى التعاضد القوي في الحرب ضد الإرهاب من أجل الأمن العالمي الأوسع، مشيرًا إلى أن بلاده تسعى لضمان حرية البحار والأمن البحري.

 

صعود الصين

صعود الصين كان من الشواغل البريطانية، التي سلَّط مستشار الأمن القومي البريطاني الضوء عليها، قائلًا، إن صعود الصين هو التطور الجيوسياسي الرئيسي للقرن الحادي والعشرين، مشيرًا إلى أن بلاده ليست لديها رغبة في خنق نموها الاقتصادي، لكنها ترغب في جعل التنمية ضمن القواعد والأطر.

وأكد المسؤول البريطاني، أن بلاده تدافع عن مصالحها، وسوف تدعم الحوار والتعاون، معبرًا عن آماله في عقد محادثات صينية أمريكية، كونهما قوتين كبيرتين، ولهما تأثير في العالم.

 

اتفاقية أوكوس

كانت إحدى محاور حديث المسؤول البريطاني، التي قال عنها، إنها «لا تعني السماح بوضع قوة نووية في البحار»، مؤكدًا أن الغواصات ستحمل الأسلحة نفسها التي كانت تطلبها أستراليا من الفرنسيين.

وشدد على أن الدفع بهذه الغواصات، سيكون بالطاقة النووية، مؤكدًا أن «الحكومة الأسترالية ملتزمة بالتأكد من اعتماد أهم المعايير المرتبطة بالصيانة».

 

التغير المناخي

مستشار الأمن القومي البريطاني، أكد -كذلك- أنه يجب عدم التقليل من التهديدات في مجال تغير المناخ، وطريقة تأمين استدامة المحيطات، مطالبًا بضرورة وضع إطار عمل ملزم، وتركيز مسؤول على توفير أنواع جديدة من التكنولوجيا تساعد البشرية، وتضمن حل المشكلات التي تواجهها.

وقال إن بلاده تفكر في هذه الأمور بجدية، كاشفًا عن تقديم المملكة المتحدة أول رؤية للتغير المناخي، مطالبًا الدول الأخرى بأن تحذو حذوها، كون التغير المناخي ستكون له تأثيرات جيوسياسية واضحة، بينها تغيير التدفق في مجال الهجرة.

إندونيسيا التي تتوسط النزاع بين الصين وأمريكا، كانت حاضرة في حوار المنامة، عبر وزير دفاعها برابوو سوبيانتو، الذي قال إن بلاده تقف في المنتصف بين واشنطن وبكين، في منطقة بحر الصين الجنوبي.

 

وصول آمن

وأشار إلى أن بلاده التي يمر قرابة 60% من إجمالي التجارة العالمي عبر مياهها الإقليمية، تقف في مفترق طرق، مؤكدًا مساعي جاكرتا للاستقرار في المنطقة، والحفاظ على الوصول الآمن للممرات البحرية والجوية.

وأضاف المسؤول الإندونيسي، أن بلاده تحترم أمريكا والصين، اللتين تعدان قوتين عظميين، قائلًا: «نعترف بحق الطرفين، هي ليست لعبة محصلتها صفر».

وأشار إلى أن المنطقة تعيش على شفا شرارة من الممكن أن تشعل الوضع، وتحديدًا في ما يتعلق بتايوان، مؤكدًا أن إندونيسيا مرتبطة بما يجري في الشرق الأوسط، كون التوترات في هذه المنطقة تؤثر بشكل كبير فيها.

وأكد أن الاستقرار في الشرق الأوسط محل ترحيب جاكرتا، مجددًا دعم بلاده لمبدأ حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي يشكل مصدر قلق للشعب الإندونيسي.