خطوة في اتجاه تطبيع العلاقات.. ماذا تعني إعادة الطيران بين دمشق وعمّان؟
الأردن أعلن، على لسان وزير النقل وجيه عزايزة، أن شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية، ستباشر رحلاتها إلى سوريا، الأحد المقبل، مؤكدًا التزام البلدين بالشروط التي تتوافق مع البرتوكولات الصحية.

السياق
بعد أيام من خطوة مصرية أردنية لبنانية، لاستخدام الأراضي السورية ممرًا لغاز القاهرة وكهرباء عمّان إلى بيروت، جاءت خطوة جديدة من الأردن، لفك الحصار المفروض على سوريا، في محاولة لإعادتها إلى الحضن العربي.
الأردن أعلن، على لسان وزير النقل وجيه عزايزة، أن شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية، ستباشر رحلاتها إلى سوريا، الأحد المقبل، مؤكدًا التزام البلدين بالشروط التي تتوافق مع البرتوكولات الصحية.
وأضاف عزايزة، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، أن على المسافر إحضار فحص «بي سي آر» من المختبرات السورية المعتمدة قبل 72 ساعة بنتيجة سلبية، إضافة إلى إجراء الفحص لدى وصوله إلى مطار الملكة علياء الدولي، وعدم مغادرته أرض المطار، إلا بعد ظهور نتيجة سلبية لفحص كورونا.
اجتماعات حكومية
بيان الأردن، يأتي في ختام يومين من اجتماعات وزراء البليدن، في العاصمة الأردنية عمّان، لتعزيز التعاون الثنائي في العديد من المجالات الاقتصادية.
وقالت وكالة الأنباء السورية، إن الجانبين توصلا إلى رؤى مشتركة وتفاهمات، لتعزيز التعاون الاقتصادي في التجارة والطاقة والزراعة والمياه والنقل، بالشكل الذي يعود بالفائدة على البلدين.
وأشارت إلى أن مسؤولي البلدين، أكدا أهمية وضع تصور لرفع مستوى التعاون الاقتصادي، ومعالجة أي صعوبات تواجه حركة التبادل التجاري والنقل، وتعزيز الشراكة في الطاقة والمياه والزراعة، خدمة لمصالح الطرفين.
وعن الجانب التجاري بين البلدين، قالت وكالة الأنباء السورية، إن الجانبين السوري والأردني، اتفقا على تبادل قوائم السلع ذات الأولوية، لتعزيز التبادل التجاري لتتم دراستها، بما يحقق المنفعة المشتركة، مشيرة إلى أنه تم بحث الإجراءات التنفيذية لإعادة عمل المنطقة الحرة الأردنية السورية.
ملف المياه
ملف المياه كان حاضرًا على طاولة اجتماعات مسؤولي البلدين، الذين توافقوا على إعادة تفعيل لجنة المياه المشتركة، لمتابعة تنفيذ الاتفاقية الموقَّعة بين البلدين عام 1987، إضافة إلى تفعيل اللجان المشتركة في أقرب وقت، والتعاون لتطوير الاستفادة من مياه حوض اليرموك.
وأوضحت الوكالة السورية، أن مجال النقل بين البلدين شهد تحركات إيجابية، مشيرة إلى أن المسؤولين ناقشوا سبل انسياب السلع وتسهيل حركة الشحن ونقل البضائع والركاب بين البلدين، ودراسة الرسوم المقررة على الشاحنات، إضافة إلى بحث أوضاع الشركة الأردنية السورية للنقل، لإيجاد حلول للمشكلات التي تواجهها.
مجال الطاقة والكهرباء لم يكن بعيدًا عن تلك المباحثات، التي تطرَّقت إلى سبل إعادة تشغيل خط الربط الكهربائي الأردني السوري، وضرورة وضع خريطة طريق واضحة، لإعادة تأهيل الشبكة الكهربائية المتضررة على الجانب السوري.
واتفق الجانبان على استكمال اللجنة الفنية السورية الأردنية المشتركة، المشكلة من وزارة الكهرباء السورية ووزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية أعمالها، التي بدأت أغسطس الماضي.
«تبادل الوثائق لتطوير اتفاقية التعاون العِلمي والفني والزراعي في كل المجالات البحثية والصحة النباتية والحيوانية»، كان أحد الاتفاقات التي أبرمت خلال مباحثات اليومين الماضية، إضافة إلى الاتفاق على تبادل قوائم السلع الزراعية والأجندة الزراعية بين البلدين، تمهيدًا لتنظيم التبادل السلعي التجاري الزراعي.
الثمرة الأولى
وفي أول نتيجة لاجتماعات مسؤولي البلدين، أعلنت وزارة الداخلية الأردنية إعادة فتح مركز جابر – نصيب على الحدود الأردنية السورية، صباح الأربعاء المقبل، وفق الإجراءات الفنية واللوجستية الخاصة بإعادة فتحه أمام حركة الشحن والمسافرين.
وقالت الوزارة، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن قرار فتح المعبر لتنشيط الحركة التجارية والسياحية بين البلدين.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، خلال لقائه اليوم الوفد الوزاري السوري الذي يزور عمّان، أهمية تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين الأردن وسوريا، في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين.
الخصاونة أشار إلى ضرورة أن تترجم اللقاءات والزيارات المتبادلة بين البلدين في الآونة الأخيرة، إلى مشاريع تعود بالنفع والفائدة على الشعبين، وتسهم في تعزيز أواصر الأخوة التي تجمع بين الأردن وسوريا.
الغاز المصري
وناقش المسؤول الأردني مع الوفد السوري، إمكانية تسريع وتيرة نقل الغاز المصري والكهرباء إلى لبنان، من خلال الأردن وسوريا، عبر تأهيل الشبكة الكهربائية في الأراضي السورية، مؤكداً أن الأردن حريص على دعم وإسناد لبنان في الظروف الاقتصادية التي وصفها بـ«الصعبة» التي يمر بها.
اجتماعات مسؤولي البلدين، تزامنت مع مباحثات روسية أردنية، بين الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف والسفير الأردني لدى روسيا خالد شوابقه، بشأن تطور الأوضاع في سوريا، إضافة إلى التنسيق في مكافحة الإرهاب.
وقالت الخارجية الروسية، في بيان، إن اللقاء تناول أيضًا آفاق حل القضية الفلسطينية، إضافة إلى التعاون الروسي الأردني متعدد الأوجه.
قانون قيصر
المباحثات السورية الأردنية، تأتي وسط قانون قيصر، الذي يفرض عقوبات اقتصادية على سوريا، إلا أن محللين أكدوا أن زيارة ملك الأردن عبدالله الثاني إلى واشنطن في يوليو الماضي، استطاع خلالها الأول الحصول على استثناء من الرئيس الأمريكي جو بايدن، من تطبيق القانون على بلاده، وبدء إعادة علاقاته تدريجيًا مع سوريا.
وقالت وسائل إعلام أردنية، إن تجارًا أردنيين يطمحون إلى أن تسهم الخطوات الأردنية السورية، في حلحة الأزمات التي يمرون بها، إثر إغلاق الحدود بين البلدين.
المحلل السياسي الأردني حمادة فراعنة، قال: إن سوريا كانت من القضايا الحيوية على جدول أعمال القمة الأمريكية الأردنية في يوليو الماضي، مشيرًا إلى أن الأردن سعى ويسعى إلى حل أزمة المقاطعة السياسية والاقتصادية، ورفع اسمه من البلدان التي ينطبق عليها قانون قيصر.
وأقر القانون في 20 يناير 2020، باسم «قانون قيصر سوريا للحماية المدنية»، وأصبح نافذاً من 17 يونيو 2020، لمدة 5 سنوات.
وبهدف إلى حرمان الرئيس السوري بشار الأسد، من أي فرصة لتحويل النصر العسكري الذي حققه على الأرض، إلى رأسمال سياسي لتكريس وتعزيز فرص بقائه في السُّلطة إلى أجل غير مسمى، كما يهدف إلى زيادة العزلة المالية والاقتصادية والسياسية التي يعانيها الأسد، ومحاصرة ومعاقبة حلفائه، لإجباره على القبول بالحل السياسي للأزمة السورية، على أساس قرار مجلس الأمن 2254.
المحلل السياسي الأردني منذر الحوارات، قال إن ملك الأردن عبدالله الثاني يحاول «إعادة تأهيل سوريا والنظام السوري، وإعادتها إلى الجامعة العربية، إضافة لحصول الأردن على استثناء من قانون قيصر، على غرار ما حدث مع إيران بالنسبة للعراق».