سريلانكا... فرار الرئيس بعد احتجاجات تطالب باستقالته

تشهد سريلانكا أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1948، والأسبوع الماضي وجَّه الرئيس السريلانكي غوتابايا راجاباكسا رسالة إلى الرئيس الروسي، طلب فيها التعاون بين البلدين في مشتريات النفط

سريلانكا... فرار الرئيس بعد احتجاجات تطالب باستقالته
جانب من الاحتجاجات

ترجمات - السياق

تطورات سريعة تشهدها سريلانكا، على خلفية الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، التي تسببت في نقص حاد بالسلع الأساسية، فبعد الكشف عن لقطات تظهر محتجين يطالبون باستقالة الرئيس المحاصر، غوتابايا راجاباكسا، وهم يقتحمون المجمع الرئاسي، أعلنت وسائل إعلام أجنبية فراره من مقر إقامته الرسمي في العاصمة كولومبو.

وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، أن الرئيس انتقل إلى مكان آمن، مشيرة إلى أن القوات أطلقت النار في الهواء، لمنع الحشود الغاضبة من اجتياح قصر الرئيس.

تشهد سريلانكا أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1948، والأسبوع الماضي وجَّه الرئيس السريلانكي غوتابايا راجاباكسا رسالة إلى الرئيس الروسي، طلب فيها التعاون بين البلدين في مشتريات النفط.

تفاصيل الاحتجاجات

وذكرت صحيفة غارديان البريطانية، أن آلاف المتظاهرين في مدينة كولومبو السريلانكية اقتحموا مقر إقامة الرئيس، واستولوا على مكاتبه الإدارية وسط دعوات متزايدة له للاستقالة.

وأشارت إلى أنه مع استمرار الصراع في البلاد، خلال أسوأ أزمة اقتصادية منذ الاستقلال، تم تنظيم احتجاج كبير مناهض للحكومة، يطالب الرئيس غوتابايا راجاباكسا بالتنحي –السبت- حيث شارك عشرات الآلاف في تلك الاحتجاجات، رغم النقص المستمر في الوقود، ما يجعل السفر صعبًا.

واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد الحشود في بعض الأماكن، وأطلقت أعيرة نارية في الهواء، لكن مع استمرار الحشود والتحرك نحو المقر الرسمي للرئيس، تم كسر الحواجز واقتحموا المبنى الفخم، وكان العديد منهم يحملون الأعلام السريلانكية، ويرددون الشعارات المناهضة للرئيس والحكومة.

وأظهرت صور من مكان الحادث متظاهرين يتدفقون على الدرج الكبير لمبنى يعود إلى الحقبة الاستعمارية وهم يهتفون مطالبين برحيل الرئيس.

كشفت الصحيفة البريطانية، عن مشاهد من الفرح بين المتظاهرين، حيث استولى البعض على الأسرة، بينما قفز العشرات إلى المسبح في الهواء الطلق، واستلقوا على المساحات الخضراء الشاسعة في حديقة القصر.

وبحسب وزارة الدفاع، تم وضع راجاباكسا قيد الحماية العسكرية، بسبب مخاوف من تصاعد الاحتجاج المخطط له، ولم يُعرف مكانه حتى الآن، وسط شائعات عن فراره من البلاد.

كما استولى آلاف المتظاهرين -الذين خرقوا الأمن والحواجز واقتحموا المبنى- على مكتب الرئيس في جالي فيس بكولومبو.

وحسب الصحيفة، فإنه منذ أشهر، كانت جالي فيس موقعًا لمعسكر احتجاج مناهض للحكومة، حيث أقام المتظاهرون الخيام ورفضوا التحرك حتى يستقيل راجاباكسا.

اشتباكات

وكشفت "غارديان" عن إصابة ما لا يقل عن 20 شخصًا، بينهم ضباط شرطة، نُقلوا إلى المستشفى في احتجاجات السبت.

وبينت أن سريلانكا تستمر في ا"لنضال"، من خلال أزمة مدمرة انهار فيها الاقتصاد، ولم تعد الحكومة قادرة على تحمُّل تكاليف استيراد الغذاء والوقود والأدوية.

وأشارت إلى تعليق جميع مبيعات البنزين، وأُغلقت المدارس، وتأخرت الإجراءات الطبية والعمليات الجراحية أو ألغيت، بسبب نقص الأدوية والمعدات، مع تحذير الأمم المتحدة مؤخرًا من أن البلاد تواجه أزمة إنسانية.

وأوضحت، أن التضخم بلغ رقمًا قياسيًا بـ 54.6%، وارتفعت أسعار المواد الغذائية خمسة أضعاف، ما يعني أن ثلثي البلاد يكافحون لإطعام أنفسهم.

كان ماهيندا راجاباكسا، الرئيس السابق، قد أُجبر على التنحي من رئاسة الوزراء في مايو، وكذلك ثلاثة من أفراد الأسرة الذين شغلوا مناصب وزارية رفيعة، ورغم الاحتجاجات الجماهيرية والدعوات العامة المستمرة للرئيس للاستقالة، فقد رفض حتى الآن.

كما تم تعيين رئيس وزراء انتقالي، هو رانيل ويكرمسينغ، في مايو من قِبل الرئيس، لكنه يواجه أيضًا دعوات للاستقالة، بسبب اتهامات بأن الوضع استمر في التدهور، وأنه ساعد في دعم رئاسة راجاباكسا.

وحسب الصحيفة البريطانية، فبعد اقتحام مقر إقامة الرئيس السبت، دعا ويكرمسنغ إلى اجتماع طارئ لقادة الأحزاب السياسية، كما دعا إلى استدعاء عاجل للبرلمان.

وركب آلاف المتظاهرين، الذين يحملون الأعلام السريلانكية المركبات القليلة نسبيًا على الطرق، بسبب النقص الحاد في الوقود، بينما ركب آخرون دراجات والعديد منهم ساروا إلى مواقع الاحتجاج في العاصمة كولومبو من الضواحي، بعد أن رفعت الشرطة حظر تجول طوال الليل.

وفي 22 يونيو الماضي، أعلن رئيس وزراء سريلانكا، رانيل ويكرمسينغ، انهيار اقتصاد البلاد، وقال: "البلاد تواجه وضعًا خطيرًا للغاية بشكل يتجاوز مجرد النقص في الوقود والغاز والكهرباء والطعام"، مضيفًا: "اقتصادنا انهار".

بث مباشر

وأظهرت لقطات بث مباشر على "فيسبوك" من داخل المبنى الرئاسي، مئات المتظاهرين يتجمعون في الغرف والممرات، بينما يتجول المئات أيضًا حول الأراضي في الخارج.

وأظهرت اللقطات عشرات الأشخاص وهم يغطسون في مسبح القصر، بينما تمكن المتظاهرون في موقع مختلف أيضًا من دخول مكتب الرئيس، الذي كان محور المظاهرات منذ أشهر.

وقال متحدث باسم المستشفى لشبكة (بي بي سي) السنهالية، إن ما لا يقل عن 33 شخصًا، بينهم أفراد من قوات الأمن، أصيبوا ويتلقون العلاج في المستشفى الوطني لسريلانكا في كولومبو.

وحاولت السلطات وقف المظاهرة، من خلال فرض حظر التجول مساء الجمعة، لكن المتظاهرين لم يردعوا، وتم رفع حظر التجول، بعد أن اعترضت عليه جماعات المجتمع المدني وأحزاب المعارضة بشدة.