وفاة رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي بعد تعرُّضه لإطلاق نار
دافع آبي بشدة عن إرث برنامجه الاقتصادي، وحثَّ الجمهور على دعم زيادة الإنفاق الدفاعي، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا

السياق
أطلق مسلح النار على رئيس الوزراء الأطول خدمة في البلاد مرتين، في هجوم أثناء الحملة الانتخابية.
قُتل شينزو آبي، أطول رئيس وزراء سابق بالمنصب في اليابان، بالرصاص خلال خطاب ألقاه في حملته الانتخابية، في واحد من أهم أعمال العنف السياسي التي هزت البلاد.
وأفادت محطة NHK الرسمية بوفاة آبي عن عمر ناهز 67 عامًا. وقالت إدارة الإطفاء إنه أصيب مرتين في رقبته وعظمة الترقوة اليسرى في الساعة 11:30 صباحًا بالتوقيت المحلي بمدينة نارا الغربية.
وأدى إطلاق النار على أحد أكثر القادة المعاصرين نفوذاً في اليابان، إلى صدمة في مجتمع يندر فيه العنف، وتمتلك فيه قلة قليلة من الناس أسلحة.
فوميو كيشيدا، رئيس الوزراء الحالي لليابان، قال قبل الإبلاغ عن وفاة آبي: "هذا عمل شنيع وحشي لا يغتفر على الإطلاق".
وألقت الشرطة القبض على مشتبه به يبلغ من العمر 41 عامًا في موقع إطلاق النار. وتشير الصور -الملتقطة من مكان الحادث- إلى أن المهاجم استخدم سلاحًا محلي الصنع.
وذكرت شرطة نارا أن المشتبه به هو تيتسويا ياماغامي، من سكان المدينة. ووفقًا لوزارة الدفاع، فقد خدم في قوة الدفاع الذاتي البحرية اليابانية من 2002 إلى 2005.
كان إينجيرو أسانوما، رئيس الحزب الاشتراكي الياباني السابق، آخر سياسي بارز يُقتل بعد طعن عام 1960. كذلك كانت هناك محاولة اغتيال لرئيس الوزراء السابق موريهيرو هوسوكاوا عام 1994.
ومنذ استقالته من منصب رئيس الوزراء قبل عامين، ظل آبي عضوًا مؤثرًا في البرلمان، كرئيس لأكبر فصيل في الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم.
وأظهرت مقاطع فيديو من مكان الحادث في نارا آبي، وهو يلقي خطابًا لدعم مرشح الحزب الديمقراطي الليبرالي المحلي، بالقرب من محطة ياماتو-سيداجي في ضواحي المدينة، ثم سُمعت طلقتان صاخبتان وشوهد دخان أبيض خلف رئيس الوزراء السابق.
طالبان شهدا إطلاق النار قالا لقناة NHK إنهما شاهدا شيئًا "يشبه لعبة بازوكا" وسمعا دويًا عاليًا عندما أصيب آبي بالرصاص في المرة الأولى.
وقال أحد الطلاب: "لم ينهر، سمعنا دويًا عاليًا جدًا، لكن لا يبدو أن شيئًا قد حدث له". قال إن الدخان "كان مرئيًا بوضوح بعد الطلقة الثانية" وأن "السيد آبي انهار لحظة إطلاق الطلقة الثانية".
وتتعامل الشرطة مع رجل يعتقد أنه مشتبه به في إطلاق النار على شينزو أبي في نارا يوم الجمعة.
قالت الشرطة إن مواطنًا يبلغ من العمر 41 عامًا ألقي القبض عليه في مكان الحادث.
وخلال فترتي توليه المنصب من 2006 إلى 2007 ومن 2012 إلى 2020، كان آبي معروفًا بخطته للإحياء الاقتصادي وآرائه المحافظة.
وأطلق برنامج التحفيز المعروف بـ Abenomics عام 2012، لانتشال الاقتصاد الياباني من الانكماش.
كما تبنى آبي آراء متشددة بشأن التاريخ وإصلاح الدستور السلمي لتوسيع دور اليابان العسكري، وهي أجندة واصل دعمها بعد استقالته، بسبب اعتلال صحته.
وقبل إطلاق النار يوم الجمعة، كان رئيس الوزراء السابق يخوض حملة انتخابات الأحد لمجلس الشيوخ في اليابان.
وصرح مسؤول بوزارة الشؤون الداخلية لصحيفة فاينانشيال تايمز بأن الانتخابات ستجرى كما هو مقرر.
وخلال الحملة، دافع آبي بشدة عن إرث برنامجه الاقتصادي، وحثَّ الجمهور على دعم زيادة الإنفاق الدفاعي، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
إلى جانب سياسته الاقتصادية، دافع آبي عن التجارة الحرة وعزز رؤيته لـ "منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة"، وهو موقف اتخذه كيشيدا والرئيس الأمريكي جو بايدن أثناء بنائهما سلسلة من التحالفات في المنطقة، لمواجهة تزايد نفوذ الصين.