عبر منظومة صواريخ هيمارس... أمريكا تقلب حسابات الحرب في أوكرانيا

ذكرت صحيفة واشنطن بوست، أن الأسلحة الجديدة التي حصلت عليها أوكرانيا، يصعب تحديدها على الرادار، ما يجعلها بعيدة عن استهدافها من قِبل القوات الروسية

عبر منظومة صواريخ هيمارس... أمريكا تقلب حسابات الحرب في أوكرانيا

ترجمات - السياق

رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن أنظمة الصواريخ الأمريكية الجديدة (إم 142 هيمارس) التي حصلت عليها أوكرانيا مؤخرًا، تغير حسابات القوات الأوكرانية في الخطوط الأمامية، مشيرة إلى أن كييف مازالت تطلب المزيد، لصد هجمات القوات الروسية في الشرق.

وذكرت الصحيفة -في تقرير- أن الأسلحة الجديدة التي حصلت عليها أوكرانيا، يصعب تحديدها على الرادار، ما يجعلها بعيدة عن استهدافها من قِبل القوات الروسية، مشيرة إلى أنه يتم إخفاؤها بين الأغصان داخل حقول دوار الشمس، لحمايتها من الطائرات الروسية من دون طيار.

كانت الولايات المتحدة أعلنت مساعدات عسكرية بـ 820 مليون دولار تقدمها لأوكرانيا، بما فيها منظومات صواريخ أرض – جو جديدة ورادارات مضادة للمدفعية، لمواجهة اعتماد روسيا المكثف على الغارات طويلة المدى في الحرب.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) تزويد أوكرانيا بنحو 150 ألف طلقة من ذخيرة مدفعية عيار 155 ملم، تعد هذه الحزمة الـ14 من الأسلحة والمعدات العسكرية التي تنقل إلى أوكرانيا من مخزونات وزارة الدفاع الأمريكية منذ أغسطس 2021.

وإجمالًا، قدمت الولايات المتحدة أكثر من 8.8 مليار دولار من الأسلحة والتدريب العسكري لأوكرانيا.

وتوفر وزارة الدفاع الأمريكية أيضًا ذخيرة إضافية لمنظومات صواريخ متوسطة المدى، قدمتها لأوكرانيا في يونيو، تعرف بمنظومات مدفعية الصواريخ عالية الحركة "هيمارس".

 

حزمة مساعدات

وبينت "واشنطن بوست" أن نظام الصواريخ المدفعية عالي الحركة (إم 142) المعروف بهيمارس، يُعد واحدًا من أربعة أنظمة تلقاها الأوكرانيون -الشهر الماضي- من الولايات المتحدة، كجزء من حزمة مساعدات عسكرية بـ 700 مليون دولار.

وكشفت أن الجنود الأوكرانيين استقبلوا المنظومة الجديدة بترحاب شديد، لدرجة أن أحدهم زينها من الداخل بصورة لامرأة ترتدي ملابس سباحة، ومعطر جو.

ونقلت الصحيفة عن القائد الأوكراني الذي يقود هذه المنظومة، قوله: "بدأنا باستخدام واحد من هذه الأنظمة، إذ لم تتح لنا الفرصة لإضافة الثلاثة الأخرى حتى الآن".

ويُعد "إم 142 هيمارس"، وهو نظام صاروخي مدفعي عالي الحركة، إصدارًا حديثًا وأخف وزنًا مثبتًا على العجلات من راجمة الصواريخ المتعددة M270 المثبتة على الجنزير التي تم تطويرها في السبعينيات للقوات الأمريكية والحليفة.

وتتمتع الراجمة "هيمارس" بمدى يبلغ 80 كيلومترًا، ويمكنها حمل كبسولة واحدة محملة مسبقًا تحتوي على 6 صواريخ موجَّهة عيار 227 ميلليمترًا، أو كبسولة واحدة ضخمة محملة بصاروخ تكتيكي من نظام الصواريخ التكتيكية للجيش.

 

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه بعد الإحباط العام من تأخر الغرب في نقل الأسلحة الثقيلة إليهم، وتحديدًا أنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق مثل هيمارس، سارع الأوكرانيون إلى تشغيل أجهزتهم الجديدة، بعد أكثر من أربعة أشهر من شن روسيا غزوها الشامل.

ويقول القائد الأوكراني -الذي أشارت إليه الصحيفة باسم كوزيا- إن أهدافهم تركز حتى الآن، على مراكز القيادة الروسية والمستودعات، التي يتمركز فيها ضباط العدو وأسلحته.

 

فرق كبير

ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤولين أوكرانيين، تأكيدهم أن المعدات الغربية الجديدة أحدثت فرقًا في ساحة المعركة، وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك يُعد شهادة على أهمية استمرار المساعدة الأمنية والتكلفة المؤلمة للتسليم بطيء الحركة، حيث يوسع الجيش الروسي سيطرته في منطقة دونباس الشرقية بأوكرانيا.

 

وفي أول تأثيرات هذه الأنظمة في مجريات الحرب، ورد -حسب الصحيفة الأمريكية- أن قصفًا مدفعيًا من مدافع هاوتزر الفرنسية ذاتية الدفع المتمركزة في مدينة أوديسا الساحلية، أجبر الروس على الانسحاب الخميس الماضي، من جزيرة الأفعى ذات الأهمية الاستراتيجية في البحر الأسود.

ويُعد (هيمارس) النظام الأكثر تقدمًا الذي قدمته الولايات المتحدة لأوكرانيا، إذ يملك مدى يقرب من 50 ميلًا، ما يمكّن قواتها من ضرب أهداف عسكرية روسية بدقة من دون تعريض المدنيين للخطر في الأراضي المحتلة.

وكشفت الصحيفة الأمريكية، أن أوكرانيا ظلت نحو شهرين تطلب هذه الأسلحة، بينما واشنطن لم توافق على ذلك، إلا بعد أن أكدت كييف لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أنها لن تستخدمها لشن هجمات عبر الحدود على روسيا.

ووفقًا لمتحدث باسم البنتاغون، تم تمركز أنظمة الصواريخ  الجديدة في أوروبا لتدريب الأوكرانيين عليها، قبل استخدامها في ساحة المعركة.

 

أكثر راحة

ونقلت "واشنطن بوست" عن أحد جنود الفريق المكون من أربعة أشخاص، الذي يتمثل دوره في إدخال إحداثيات الهدف -وأشارت إليه باسم موروز- قوله: الأسلحة السابقة كانت تثير قلقنا لأنها كانت مرهقة في استخدامها، بينما هيمارس أكثر راحة من حيث الاستخدام، ودقة التصويب وإصابة الهدف.

وقال موروز: "ليس لديّ الآن أي شك في ما نضربه، لأنني أعلم أن الصاروخ سيصيب هدفه، لأنه يتحرك عبر الأقمار الاصطناعية".

كان النظام الذي استخدمته هذه الوحدة من قبل هو (أوراغان) من الحقبة السوفيتية، وهي قاذفة صواريخ ذاتية الدفع يبلغ أقصى مدى لها نحو 20 ميلاً، كما كان به هامش خطأ يبلغ قرابة نصف ميل، ويسهل استهدافه من خلال طائرات من دون طيار روسية.

 وتحمل القاذفة هيمارس -حسب الصحيفة الأمريكية- ستة صواريخ متصلة بإطار شاحنة أخضر غامق، مشيرة إلى أن العمليات تتم في الغالب ليلاً، مشددة على أن السرعة ضرورية للحفاظ على نظام هيمارس آمنًا، لأن الروس يمكنهم تحديد مصدر إطلاق النار والرد.

ويؤكد الجنود الأوكرانيون أن سهولة نقل المنظومة أمر مثير للإعجاب، إذ إنه رغم صخامتها، فإنها تتحرك بسرعة تصل إلى 60 ميلاً في الساعة.

ويقول كوزيا: "لقد فوجئنا بأن هذا السلاح عالي الدقة يمكن أن يطلق بهدوء شديد"، في إشارة إلى صعوبة تعقبه من أنظمة الرادار الروسية أو طائرات من دون طيار.

وطالب كوزيا بضرورة موافقة الولايات المتحدة على منح بلاده 50 هيمارس جديدة، مشيرًا إلى أن التباطؤ في تسليم هذه المنظومة منح أفضلية للقوات الروسية، خصوصًا على الجبهة الشرقية.

وأوضح، أنه كان من الأفضل أن تمتلك أوكرانيا هذه المنظومة المهمة بداية الحرب، قبل أن تسيطر قوات روسيا على معظم منطقة لوهانسك، مضيفًا: "أعتقد أن الأمر استغرق وقتًا طويلاً للوصول بهذه المنظومة إلى هنا، ولو كانت هنا قبل ذلك بكثير، أعتقد أننا كنا قد انتهينا من هذه الحرب سريعًا".