فاينانشال تايمز: 2021 عام الإجلاء

المهمة العاجلة لمساعدة الأفغان الفارين من انتقام حركة طالبان خلفت مشاهد مأساوية للغاية

فاينانشال تايمز: 2021 عام الإجلاء

ترجمات - السياق

لخَّص مقال في صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عام 2021 في كلمة واحدة هي "الإجلاء"، في إشارة إلى العملية التي قادتها الولايات المتحدة، للأفغان الراغبين في الفرار من كابل، بعد مغادرة قواتها للبلاد.

وقالت الكاتبة البريطانية إيمي كزمان، في المقال الذي نشرته الصحيفة: بعد الاستيلاء السريع لحركة طالبان على الحكم في أفغانستان 15 أغسطس الماضي، شعر أعضاء الحكومة الأفغانية السابقة، المدعومة من الولايات المتحدة والرعايا الأجانب، والأفغان المرتبطين بجهود بناء الديمقراطية في البلاد باليأس الشديد، وباتوا راغبين في الفرار خوفاً من التعرُّض لانتقام الميليشيات. 

وأضاف المقال أن الولايات المتحدة، قامت في أغسطس الماضي بأكبر عملية إجلاء جوي لها، إذ نقلت أكثر من 123 ألف شخص خارج البلاد في 18 يوماً فقط، واصفة العملية بأنها كانت "فوضوية" للغاية، مشيرًا إلى أنه يعكس فشل واشنطن في توقع سرعة استيلاء طالبان على السلطة، أو إدراكها لحجم الأفغان الذين قد يرغبون في مغادرة البلاد بشكل مكثف. 

وتابع: "لقد حاول الأفغان الذين كانوا في حالة من الذعر، شق طريقهم إلى مطار كابل، تحت حراسة مشددة من حركة طالبان، كما أنه في غضون ذلك، كافح الدبلوماسيون الأمريكيون والقوات البرية لتحديد المؤهلين للإجلاء، لإخراجهم من نقاط التفتيش من بين الحشود، والسماح لهم بدخول المطار". 

ولفت المقال، إلى أنه غالباً ما كانت الحافلات التي تعج بالأفغان، الذين تمت الموافقة على إجلائهم، تضطر للتحرك حول المطار 24 ساعة أو أكثر في انتظار الحصول على تصريح دخول المطار، فضلاً عن أنه أثناء الاضطرابات التي جرت هناك، انفصل بعض الأطفال عن آبائهم ونُقلوا خارج البلاد. 

وانتقد المقال ترك العديد من المعرَّضين لخطر الأعمال الانتقامية، مثل المترجمين السابقين للقوات الأمريكية، الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى المطار، رغم تدريبهم من قِبل قدامى المحاربين الأمريكيين عن بُعد، على كيفية التنقل في الطرق الخالية، وفقاً لكاتبة المقال.

وذكر المقال أن عملية الإجلاء شهدت عدداً من المآسي، قائلاً إنه في اليوم الأول للعملية، سقط لاعب كرة قدم مراهق وطبيب أسنان، بعد محاولتهما التشبث بطائرة عسكرية أمريكية مغادرة البلاد، كما أنه قبل أيام من الانسحاب النهائي، الذي كان مقرراً في 31 أغسطس الماضي، قتل انتحاري خارج أرض المطار 13 من مشاة البحرية الأمريكية، كانوا يساعدون في عمليات الإجلاء، بجانب 170 أفغانياً، كانوا يحاولون الفرار من طالبان. 

ونهاية المقال قالت الكاتبة: "لقد أقر الجنرال الأمريكي كينيث ماكنزي، بأن مهمة الإجلاء كانت مفجعة، كما قال بعض الديمقراطيين البارزين إنها تمت بشكل شديد السوء وفاضح، لكن يبدو أن المزاج العام للأمريكيين كان أكثر مباشرة، إذ إنه في أعقاب هذه الفوضى، انخفضت معدلات تأييد الرئيس جو بايدن بشكل حاد للغاية".