مطاردة ماراثونية ونهاية درامية... هل انتحر قاتل إيمان إرشيد؟

تفاصيل ساعات من المطاردة الماراثونية.. انتحار قاتل إيمان إرشيد يسدل الستار على القضية الأبرز في الأردن

مطاردة ماراثونية ونهاية درامية... هل انتحر قاتل إيمان إرشيد؟

السياق

 بعد ساعات من الكر والفر وبيانات ومقاطع تكشف ملابسات ضبط قاتل الطالبة الأردنية إيمان إرشيد، أسدل الستار على القضية التي نالت اهتمامًا محليًا وعربيًا كبيرين.

تلك القضية التي كانت حديث الأردنيين والوطن العربي خلال الأيام الماضية، انتهت نهاية درامية، فبعد ساعات من عمليات أمنية لضبط القاتل، وبين فشل أولي في ضبطه، وقع أخيرًا في قبضة قوات الأمن، ولكن.

بعد أن كشفت مديرية الأمن العام هوية القاتل، الذي يدعى عدي خالد عبدالله حسان، من مواليد 1985، انطلقت في اقتفاء أثره، ونجحت في حصاره بمزرعة اختبأ بها في منطقة بلعما بمحافظة المفرق في الأردن.

وقال المتحدث الإعلامي باسم مديرية الأمن العام- في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه- إن الجهود التي باشرتها فرق التحقيق توصلت لمعلومات قادتها إلى تحديد مكان اختباء قاتل فتاة الجامعة، مشيرًا إلى أن قوة أمنية تحركت على الفور لتداهم الموقع.

 

حصار القاتل

وأوضح أن القوة حاصرت القاتل الذي أشهر سلاحه باتجاه رأسه، رافضاً تسليم نفسه ومهدداً بالانتحار، مشيرًا إلى أن محاولات التفاوض معه لتسليم نفسه فشلت، ما دفعه إلى إطلاق النار على نفسه في الجانب الأيمن من الرأس، بحسب التقرير الطبي الأولي.

وبينما أكدت السلطات المحلية نقله إلى المستشفى مساء الأحد، فاقداً للوعي والعلامات الحيوية، قال الناطق الإعلامي في بيان لاحق، إن قاتل إيمان إرشيد توفي متأثرًا بإصابته بعد إطلاقه النار على نفسه.

وعن ملابسات ضبط الجاني، قال الناطق الإعلامي لمديرية الأمن الأردنية، إن السلطات شكلت فريق تحقيق من الوحدات المختصة، انتهى إلى الوصول لهوية القاتل، الذي أخفى هويته وأثره ظنًا منه أنه سيفلت من يد العدالة .

وأوضح أن القاتل توارى عن الأنظار فور ارتكابه للجريمة، من دون أن يتواصل مع أيٍ من معارفه أو ذويه، إلا أن السلطات الأمنية تمكنت من تحديد هويته، وسكنه، وجرت مداهمته في عدد من المواقع التي تردد إليها قبل ارتكاب الجريمة وبعدها.

وأشار إلى أن عملية البحث استمرت طوال الأيام الماضية بشكل مكثف، حتى مداهمة مكان اختباء القاتل ومحاصرته، وضبط السلاح الناري الذي كان بحوزته.

 

رسالة من والد الطالبة

وبينما تقدمت مديرية الأمن العام بالعزاء لذوي الضحية وزملائها والمجتمع الأردني، أكدت أن يد العدالة ستمسك بكل «مجرم»، مهما حاول التضليل، وأنها ستضرب على كل من تسول له نفسه الاعتداء على أرواح الآمنين وتهديدهم.

من جانبه، قال والد الطالبة إيمان إرشيد، إنه تعرف إلى هوية القاتل، مشيرًا إلى أن صورته تطابقت مع صوره أثناء ارتكابه جريمته داخل جامعة العلوم التطبيقية.

وأشاد والد الطالبة بالسلطات الأمنية، وجهودها في إلقاء القبض على القاتل «رغم الظروف الصعبة وغموض تفاصيل الجريمة التي استمرت 4 أيام»، على حد قوله.

من جانبها، دعت كلية التمريض بجامعة العلوم التطبيقية الخاصة، طلابها إلى وقفة في الحادية عشرة من صباح الثلاثاء، أمام مبنى الكلية، لتأبين الضحية.

 

قتل إيمان إرشيد

«بعد سويعات من حديث والدة إيمان إرشيد إلى ابنتها، الذي أخبرتها فيه بأن موعد انتهاء الامتحان سيكون في العاشرة صباح الخميس الماضي، وبعد وعد من الأم لابنتها بلقاء هاتفي قريب في العاشرة والنصف، دق جرس الهاتف في الحادية عشرة، وكانت المفاجأة»، تقول والدة الطالبة.

وأضافت: في العاشرة والنصف، ردت على هاتف ابنتي ممرضة من المستشفى، تقول لي إن ابنتك أطلق عليها النار في الجامعة ونقلت إلى مستشفى ابن الهيثم»، وبينما ظنت الوالدة المكلومة أن صديقة ابنتها حنين، تمزح معها، طالبتها بإعطاء الهاتف لابنتها، إلا أن الواقع كان أشد إيلامًا، فلم تكن هناك إيمان، ولم تكن هناك مزحة، بل فقط الصدمة...!

والدة إيمان إرشيد تقول: "الممرضة قالت إنها ليست حنين ولا تمزح، بل إنها ممرضة في مستشفى ابن الهيثم (...) حكيت لزوجي وأولادي وتوجهنا إلى المستشفى، إلا أننا لم نرها... فقط دمها... رأيت ابنتي ميتة في طوارئ مستشفى ابن الهيثم".

وعن ابنتها، تقول الأم المكلومة، إنها كانت مؤدبة، ضحوكًا، لا تزعل أحدًا»، متسائلة: أريد أن أعرف لم أطلق عليها النار، وكيف دخل الجامعة؟

وتابعت: "ابنتي لا تخفي عنا شيئًا، وتخبر أباها وإخوانها بكل شيء، ولم يأتِ الجاني ليطلبها للزواج.. أريد أن أراه، كي أحرق قلب أمه، كما حرق قلبي على ابنتي الصغيرة المدللة في العائلة".

وطالبت بإعدام قاتل ابنتها على أبواب الجامعة كما فعل مع ابنتها، قائلة: "ابنتي ماتت بين صاحباتها في الجامعة، يعدم على أبواب الجامعة، أريد أن أراه يعذب، كما عذبني فيها".

ومن حديث الأم المكلومة إلى رواية شهود العيان، الذين أشاروا إلى أن الجاني الذي دخل الجامعة متنكراً، أطلق 5 رصاصات على الطالبة، أصابت إحداها رأسها، بينما أصابت 4 رصاصات أخرى جسدها.