لابيد في الأسبوع الأول من رئاسته للحكومة... رسائل صارمة لحزب الله وإيران
قال مسؤول إسرائيلي، إن لابيد سيناقش أيضًا القضية النووية الإيرانية مع ماكرون، وسيعمل على تزامن الضغط الإسرائيلي والغربي على إيران، وسيؤكد رغبة بلاده في صفقة نووية طويلة الأمد وفعالة

السياق
بعد أيام من توليه منصبه، وضع رئيس الحكومة الإسرائيلية السياسية الخارجية نصب عينيه، فأطلق رسائل صارمة لمليشيات حزب الله، ولإيران التي جعل تدمير برنامجها النووي هدفًا لن يحيد عنه.
رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، الذي توجه –الثلاثاء- إلى العاصمة الفرنسية باريس، للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يعد صديقًا مقربًا له، سيبحث توجيه رسالة صارمة إلى حزب الله، خلال الزيارة التي تستمر ساعات.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير، في تصريحات لصحيفة«تايمز أوف إسرائيل: «نريد من الرئيس الفرنسي أن يستخدم علاقاته، ليوضح للحكومة اللبنانية أننا نعتزم استكمال المفاوضات»، في إشارة إلى المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان بشأن الحدود البحرية.
وبينما أكد المسؤول الإسرائيلي أن بلاده تريد أن تفعل ذلك، قال إن تل أبيب لن تكون قادرة عليه في ظل تهديدات حزب الله، مضيفًا: «على حزب الله ألا يلعب بالنار(...) الهجوم على منصة غاز قد يكون عملًا خطيرًا للغاية».
إغراء الأوروبيين
وحاولت إسرائيل إغراء الأوروبيين بالتدخل في أزمة حقل كاريش مع لبنان، فأكدت -على لسان المسؤول الكبير الذي رفض الإفصاح عن هويته- أنه من خلال استغلال سعي دول الاتحاد الأوروبي لاستبدال روسيا كمورد للطاقة، فإن منصة كاريش بالقرب من الساحل اللبناني ستنتج الغاز للاتحاد الأوروبي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي –السبت- أنه نجح في اعتراض ثلاث طائرات من دون طيار أطلقها حزب الله كانت متجهة إلى حقل غاز كاريش، قبالة ساحل البحر المتوسط الإسرائيلي.
وتصاعدت التوترات بشأن الموقع في الأسابيع الأخيرة، بعد وصول سفينة لإنتاج الغاز إلى إسرائيل، لبدء عمليات استخراج في الحقل البحري، ما أثار إدانة من لبنان، الذي طالب بملكية أجزاء منه، بينما تقول إسرائيل إن كاريش جزء من منطقتها الاقتصادية الخالصة المعترف بها من الأمم المتحدة.
كانت فرنسا، التي منحتها عصبة الأمم ولاية إدارة لبنان عام 1923، لاعباً رئيساً في السياسة والاقتصاد اللبنانيين منذ ذلك الحين.
المسؤول الإسرائيلي الذي رفض كشف هويته، قال: «رئيس الوزراء لابيد سيقدم مواد جديدة تشرح كيف يهدد حزب الله أمن لبنان واستقراره»، مشيرًا إلى أنه إضافة إلى تحذير حزب الله، تأمل إسرائيل أن يرسل ماكرون رسالة أكثر تصالحية إلى الحكومة اللبنانية.
وقال المسؤول: «الرسالة التي نريد أن نوجهها إليهم، أنه سيكون من المفيد للغاية لهم الاستفادة من الفرصة الحالية»، مشددًا على المشاركة النشطة لمبعوث الطاقة الأمريكي عاموس هوشتاين في قضية الحدود البحرية.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي: «يمكننا التوصل إلى اتفاق، إذا لم يتركوا حزب الله يعيق الطريق»، محذرًا من أنه إذا استمرت الحركة المدعومة من إيران في تهديد حقول الغاز الإسرائيلية «فقد يتسبب ذلك في تدهور لا نهتم به».
نووي إيران
وقال المسؤول إن لابيد سيناقش أيضًا القضية النووية الإيرانية مع ماكرون، وسيعمل على تزامن الضغط الإسرائيلي والغربي على إيران، وسيؤكد رغبة بلاده في صفقة نووية طويلة الأمد وفعالة.
وسيؤكد المسؤولون الإسرائيليون أن الولايات المتحدة ومجموعة E3 - ألمانيا، والمملكة المتحدة، وفرنسا- لا يمكن أن تدع إيران تلعب بالوقت من خلال استخلاص المفاوضات، التي استؤنفت مؤخرًا في قطر بعد توقف دام شهورًا.
وبحسب وكالة رويترز، فإن مسؤولًا إسرائيليًا قال للصحفيين إن «الفرنسيين نشيطون للغاية في ما يتعلق بالقضية الايرانية»، مضيفًا: «من المهم بالنسبة لنا أن ندافع عن قضيتنا».
وأوضح المسؤول الإسرائيلي، أن تل أبيب تعارض العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي لعام 2015)، وفي الوقت نفسه، لا نعارض التوصل لاتفاق، وإنما نسعى إلى اتفاق قوي للغاية، على حد قوله.
وبينما قالت «رويترز»، إن إسرائيل ليست طرفًا في المفاوضات النووية، أكدت أن العواصم الغربية تضع في الحسبان مخاوفها بشأن عدوها اللدود، وتخشى أن تتخذ إجراءً عسكريًا استباقيًا إذا رأت الدبلوماسية طريقًا مسدودًا.
وأشار المسؤول الإسرائيلي، إلى أن بلاده تريد إنهاء المحادثات التي لا تنتهي، داعيًا إلى الضغط على إيران وعرض المساعدة في صياغة إطار مناسب لذلك، من دون تفاصيل.
صداقة لابيد وماكرون
تعود الصداقة بين لابيد وماكرون إلى ما كان قبل أن يكون أي منهما في موقعه الحالي، فلابيد اتخذ خطوة غير عادية بتأييد ماكرون في الانتخابات الرئاسية لعام 2017، وبدا أن ماكرون يرد الجميل باستضافته في قصر الإليزيه بباريس قبل أربعة أيام من انتخابات أبريل 2019 في إسرائيل.
وأواخر نوفمبر، زار لابيد باريس والتقى ماكرون، بنهاية رحلة استمرت ثلاثة أيام إلى أوروبا، يُنظر إليها -إلى حد كبير- على أنها تركز على المحادثات النووية الإيرانية في فيينا.
وبعد فوز ماكرون الانتخابي في أبريل الماضي، شارك لابيد صورة له وللرئيس الفرنسي وهما يتعانقان، معلقًا عليها بقوله: «صديقي العزيز».
وبحسب «تايمز أوف إسرائيل»، فإن هناك عددًا من الدلائل على أن ماكرون يعتزم -بعد الانتخابات- تحسين العلاقات مع إسرائيل، وهو ما أشار إليه السفير الفرنسي لدى إسرائيل إريك دانون للبرلمانيين الفرنسيين الزائرين في يوليو الماضي، قائلًا إن ماكرون يعتزم إعادة العلاقات مع إسرائيل إذا أعيد انتخابه عام 2022.
كان تعيين ماكرون لدانون -في حد ذاته- مؤشرًا مهمًا على المكان الذي يريد أن يأخذ فيه العلاقة، بحسب إيمانويل نافون من معهد القدس للاستراتيجية والأمن، الذي أكد أن دانون -المقرب من الزعيم الفرنسي- ليس دبلوماسيًا نموذجيًا، فهو «يميل جيدًا إلى إسرائيل».
كان هذا الموقف معروضًا في يوليو الماضي، عندما ألقى دانون خطابًا قويًا مفاجئًا في احتفالات يوم الباستيل، أكد فيه موقف باريس من الاتفاق النووي الإيراني، قائلًا إن «نظام الملالي في إيران، يجب ألا يمتلك القنبلة النووية».
الانفتاح على تركيا
لم تكن الرسائل الخارجية موجهة للبنان وإيران وحزب الله فقط، فإسرائيل اتخذت خطوة في طريق استعادة العلاقات الدبلوماسية المتوترة مع تركيا منذ أكثر من عقد، مؤكدة أنها ستعيد فتح مكتبها الاقتصادي والتجاري في أنقرة.
كانت الحكومتان طردتا السفراء عام 2018، إلا أنهما يتطلعان إلى إعادة التمثيل إلى مستوى السفراء، كما خفضت إسرائيل تمثيلها الاقتصادي عام 2019.
ورغم توتر العلاقات الذي استمر سنوات، فإن البلدين حافظا على التجارة، بينما ما زالت تركيا من أهم شركاء إسرائيل، بحجم تجارة بين البلدين ارتفع 30% عام 2021 ليصل إلى 7.7 مليار دولار.