احتجاجات المياه تتوسع.. الأقليات الإيرانية تنتفض ضد خامنئي

الأقليات الإيرانية تنتفض تأييدًا لعطشى خوزستان... وروحاني يتعهد بفتح السدود

احتجاجات المياه تتوسع.. الأقليات الإيرانية تنتفض ضد خامنئي

السياق

لليوم العاشر على التوالي، تستمر احتجاجات المياه في خوزستان غربي إيران، إلا أنها اتخذت منعطفًا وُصف بـ«الخطير»، بانضمام الأقليات الإيرانية، في معظم أنحاء البلد الآسيوي، رافعة شعار «الموت لخامنئي».

من غرب البلاد إلى شرقها، اتسعت دائرة الاحتجاجات الشعبية، المتضامنة مع الأحواز، في عدد من المدن، وهتف المحتجون بشعارات مناهضة للنظام، في مدن أليكودرز وبوشهر ويزدان وتبريز وأورومية ومشكين، دعمًا لعطشى خوزستان.

 

انضمام الأقليات

أهالي أليكودرز بإقليم لرستان، التي يتحدَّث سكانها الكردية، نزلوا إلى الشوارع، دعمًا لاحتجاجات خوزستان، إلا أن قوات الأمن الإيرانية، أطلقت عليهم وابلًا من الرصاص الحي، بحسب موقع «إيران إنترنشنال».

وأضاف، أن التقارير الواردة من أليكودرز، تشير إلى أن قوات الأمن وإنفاذ القانون، أطلقت النار مباشرة على المتظاهرين، وعلى الأشخاص العاديين، منذ انطلاق المظاهرة الداعمة لأهالي خوزستان، ضد نقص المياه.

شاب من أليكودرز، أكد في مقطع فيديو، عبر «تويتر»، أن الشرطة أطلقت النار على المواطنين العاديين.

 

تعامل عنيف

يأتي ذلك بينما أفادت مصادر محلية، بأن عددًا من الأشخاص أصيبوا بجروح، خلال احتجاجات أليكودرز، بسبب إطلاق النار، من قوات الأمن ووحدة خاصة، بالأسلحة والذخيرة الحية.

مدينة سقز في إقليم كردستان بإيران، لم تكن أفضل حالًا، بل إن محتجين أغلقوا بعض طرق المدينة، ما استدعى تدخل القوات الخاصة، التي فرَّقت المحتجين، بينما تداول نشطاء مقاطع مصورة على شبكات التواصل الاجتماعي، تظهر انتشارًا واسعًا لقوات الأمن، في المدينة الكردية.

 

تلبية النداء

مواطنون أذربيجانيين في تبريزوأورومية ومشكين شهر شمال غربي إيران، لبوا نداءات التضامن مع التظاهرات، ونزلوا في احتجاجات حاشدة، رصدتها مقاطع فيديو نشرها ناشطون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وتظهر المقاطع آلاف الغاضبين، يهتفون بشعارات مندِّدة بالنظام الإيراني، بينها: "أذربيجان الأحواز، اتحاد اتحاد". 

يأتي ذلك، بينما شارك المئات في تظاهرات بمدينة بوجنورد في محافظة خراسان شمال شرقي إيران، كما انضمت مدينة الفلاحية إلى التظاهرات، التي تخلَّلتها اشتباكات مع قوات الأمن الإيرانية، أسفرت عن قتلى ومصابين.

 

أرقام رسمية

وبينما اعتقلت قوات الأمن الإيرانية، أكثر من 100 شخص، في الاشتباكات التي أوقعت عشرات القتلى والمصابين بين المتظاهرين، أعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل 4 من قواته، في منطقتي سيستان وبلوشستان بجنوب شرقي إيران.

واكتفى الحرس الثوري الإيراني بقوله، إن مسلحيه قُتلوا في اشتباك مع من وصفهم بـ«الأشرار» في منطقة جونيك خاش، على بعد 185 كيلومترًا إلى الجنوب من زاهدان، مركز محافظة سيستان وبلوشستان، رافضًا ذكر أي تفاصيل في الوقت الحالي، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا».

 

تعطل الإنترنت

وبينما تستمر الاحتجاجات المؤيدة لعطشى خوزستان، في مدن عدة بالبلد الآسيوي، وردت تقارير عن تعطل خدمة الإنترنت، في الإقليم الذي يعاني أزمة مياه، أدت إلى تظاهرات ليلية واسعة.

ناشطون إيرانيون، قالوا، إن المسؤولين الإيرانيين يحاولون منع المعلومة، من خلال قطع الخدمة والكهرباء في المدن الأحوازية، ما أدى إلى بطء تلقي المعلومات، من مراكز انتشار الاحتجاجات، إلا أن فصل الخدمات، تسبَّب في أزمات حياتية أخرى.

 

ظاهرة متكرِّرة

ورغم أن قطع الإنترنت عن تظاهرات إيران، ليس جديدًا، بل ظاهرة متكرِّرة في أي احتجاجات واسعة ضد النظام، فإن المدير العام لشركة الاتصالات في خوزستان، أكد -في تصريحات صحفية- أن العطل يعود إلى مشكلات فنية، في خدمة الإنترنت وشبكة الاتصالات.

وبينما أكد المسؤول الإيراني، أن الفنيين يعملون على إصلاح الخلل، قالت «نت بلاكس»، التي ترصد شبكات الاتصالات في أنحاء مختلفة من العالم، إن خدمة الإنترنت في إيران، تشهد خللاً ملحوظاً، منذ بدء الاحتجاجات في 15 يوليو الجاري.

 

تراجع رسمي

وفي محاولة لتهدئة غضب المحتجين، وقطع سلسلة التظاهرات، التي امتدت إلى المدن الإيرانية، اضطر الرئيس الإيراني المنتهية ولايته حسن روحاني، إلى التعهد بفتح سدود محافظة الأحواز.

تأتي هذه التطورات، في وقت التقى فيه نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، عدداً من شيوخ القبائل العربية في الأهواز جنوب غربي إيران، ووعد بتلبية مطالبهم وحل أزمة المياه.

 

وعود زائفة

وقال أحد حاضري الاجتماع، في مقطع فيديو بثته وكالة «فارس» للأنباء: "اخجلوا… نحن لا نقبل أن تضحكوا علينا"، بينما ردَّد آخر: "الشعب تعب من سماع كلامكم".

إلا أن جهانغيري حاول تبرير الأزمة في الاجتماع، قائلًا إن البلاد تشهد جفافاً، وإنه قدم من طهران إلى الأهواز، لتلبية مطالب المحتجين، معبِّـراً عن أمله بأن يتمكَّن سكان الإقليم من الزراعة بشكل أفضل من الفترات السابقة.

وأكد المسؤول الإيراني، أنه أشرف على فتح بوابات سد الكرخة، لإعادة نسبة من المياه إلى الأنهار.

 

إفراج عن المعتقلين

بدوره، وجَّه رئيس السُّلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إيجي، رئيس قضاة محافظة خوزستان جنوب إيران، صادق مرادي، بالإفراج عن جميع المعتقلين في المحافظة، على خلفية الاحتجاجات الأخيرة.

وقالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا": إن رئيس القضاء غلام حسين محسني إيجي، اتصل اليوم برئيس قضاة محافظة خوزستان صادق مرادي، وطلب منه الإفراج عن جميع المتظاهرين في المحافظة، الذين شاركوا بشكل سِلمي.

 

مطالب المظلومين

من جانبها، دعت زوجة شاه إيران السابق، الشاهبانو فرح بهلوي، القوات العسكرية وقوات إنفاذ القانون، إلى عدم الرد بالرصاص على مطالب «المظلومين» الذين خرجوا إلى الشوارع، لتحقيق أبسط المطالب الإنسانية.

وأشادت بهلوي، في بيان صادر عنها، بمقاومة الشعب لتحقيق مطالبه العادلة، متمنية له النصر، كما نصحت الشعب بتجنُّب العنف ضد القوات الحكومية قدر الإمكان، حتى لا يقدِّموا ذريعة لمَنْ هم في السُّلطة.

وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، اعتبر في تغريدة عبر حسابه بـ «تويتر»، أن «الشعور بالتمييز، أكثر إيلاماً من الجفاف وشح المياه».

وعبَّـر المسؤول الإيراني عن أسفه، لأن سكان المحافظة لم يستفيدوا من الشركات النفطية، والوحدات الصناعية الكبرى الموجودة فيها».

 

أزمة رهيبة

من جانبها، طالبت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ميشيل باشليه، السُّلطات الإيرانية، بمعالجة مشكلة شح المياه، جنوب غربي إيران، بدلاً من قمع الاحتجاجات بالعنف.

وطالبت المسؤولة الأممية، الحكومة الإيرانية، بالتركيز على تأثير الأزمة «الرهيبة» لندرة المياه، في حياة سكان خوزستان وصحتهم وازدهارهم، وعلى احتجاجات المواطنين اليائسين، بعد سنوات من الإهمال.

واتهمت باشليه، الحكومة الإيرانية، بالإهمال في مواجهة وضع كارثي، مؤكدة أن إطلاق النار على الناس وتوقيفهم، لن يؤديا إلا إلى زيادة الغضب واليأس.