بعد قتل والي غرب دارفور... أي مسار للحرب في السودان؟
أوضحت الخبيرة في الشأن السوداني، أسماء الحسيني، أن الحرب في دارفور تأخذ أبعادًا أخرى، إذ يستهدف خلالها الناس على أسس عِرقية وإثنية، ما أثار مخاوف من انزلاق السودان نحو حرب أهلية شاملة ذات أبعاد إقليمية.

السياق "خاص"
على طريق السودان الطويل والمعقد، نحو الاستقرار أو الانجرار إلى أتون دوامة العنف، كان النزاع الدائر على أراضيه بين الجيش وقوات الدعم السريع، على موعد مع تطورات وُصفت بـ«الخطيرة».
فالمخاوف من انزلاق السودان إلى حرب شاملة أو إقليمية، لم تعد كذلك، بل إنها باتت حقيقة تجسدت ملامحها في قتل والي غرب دارفور خميس أبكر، وسط اتهامات بالمسؤول عن قتله.
تلك الواقعة أدانتها أطراف محلية ودولية، واستدعت دق جرس إنذار من السيناريوهات «الخطيرة»، التي بات السودان على مشارفها.
فماذا يعني ذلك؟
الخبيرة في الشأن السوداني، مديرة تحرير صحيفة الأهرام الحكومية في مصر أسماء الحسيني، قالت في تصريحات لـ«السياق»، إن قتل والى ولاية غرب دارفور مؤشر سلبي للغاية، وينذر بمزيد من تدهور الأوضاع في دارفور واشتداد حدة القتال.
وأوضحت الخبيرة في الشأن السوداني، أن الحرب في دارفور تأخذ أبعادًا أخرى، إذ يستهدف خلالها الناس على أسس عِرقية وإثنية، ما أثار مخاوف من انزلاق السودان نحو حرب أهلية شاملة ذات أبعاد إقليمية.
وتسببت الحرب، في أكثر من ألف قتيل، إضافة إلى أعداد كبيرة لم تُدرج في السجلات الرسمية، لأنها لم تصل إلى المستشفيات، إلى جانب نزوح وتشرد قرابة مليوني سوداني.
وأشارت إلى أن دارفور إقليم كبير جدًا مترامي الأطراف، ما يعني أن القتال الذي يجرى غربه وفي الجنينة، قد يتمدد إلى مناطق أخرى مثل نيالا وزالنجي وغيرها من الأماكن، بشكل يفاقم الأزمة.
في السياق نفسه، قال الباحث والمحلل السياسي المختص في الشأن السوداني محمد عبد الكريم، في تصريحات لـ«السياق»، إن قتل والى غرب دارفور أحد الموقعين على الاتفاق الإطاري، يعني أن من تورط في قتله، فقد قناعته بأهمية القوى السياسية والمدنية، كما كشف صعوبة احتشاد هذه القوى خلال الفترة المقبلة.
وأوضح المحلل السياسي، أن قتل والى دارفور، يعني أنه لا عودة إلى المسار السياسي، وأن المحك الأساسي في مستقبل البلاد، القوة المسلحة، ما يفتح الباب أمام تدخل القوى الإقليمية، متوقعًا تصعيدًا كبيرًا للأزمة، خاصة مع فشل مبادرات وقف الحرب.
وبحسب المحلل السياسي، رغم إعلان الولايات المتحدة مقاربة جديدة للضغط على طرفي الصراع (قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو) فإن الأجواء مهيئة لتصعيد الصراع بشكل كبير جدًا، والابتعاد عن أي مسار سياسي لتسوية الأزمة.
وأشار إلى أن من تورط في قتل خميس أبكر، يسعى إلى إرهاب الشخصيات السياسية البارزة في دارفور، ومنعها من اتخاذ موقف حتى لو كان محايدًا من الأزمة.
أسباب انتقال الصراع إلى دارفور
تقول الخبيرة في الشأن السوداني، مديرة تحرير صحيفة الأهرام الحكومية في مصر أسماء الحسيني، إن كلًا من الطرفين يريد السيطرة على دارفور، خاصة الجنينة أو ولاية غرب دارفور الحدودي المجاور لتشاد وإفريقيا الوسطى، لعرقلة الإمدادات للطرف الآخر، مؤكدة أن هناك ضرورة ملحة للتوصل إلى تسوية بأسرع ما يمكن.
وأشارت إلى أن حدة الصراع تزداد على أسس عِرقية، ما يقرع أجراس الخطر بأن طول أمدها قد يؤدي إلى تمددها وتوسعها، وربما إلى صعوبات كبيرة في القدرة على وقفها، إن لم تُتدارك من الآن.
الخبيرة في الشأن السوداني، حذرت من أن إطالة أمد الصراع وتمدده وتحوله إلى صراع عِرقي، من شأنه أن يفتح بابًا كبيرًا للتدخلات الدولية، في تكرار لسيناريو 2003.
وشددت على أن القتال يفتح الباب أمام عقوبات مماثلة عاناها السودان، مطالبة بضرورة معالجة الأوضاع والاستجابة النداءات والوساطات لوقف الحرب فورًا في الخرطوم والسودان كله، وحمايته من هذا العنف الوحشي الذي يحصد أرواح المئات من السودان، ويدمر الأحياء والمدن.