جونسون يواجه تصويتًا بسحب الثقة... هل ينجو من اختبار فضيحة الحفلات؟

أبدى العشرات من نواب حزب المحافظين قلقهم مما إذا كان جونسون البالغ من العمر 57 عامًا، فقد صلاحيته لحكم بريطانيا، التي تواجه خطر الركود وارتفاع أسعار الوقود والغذاء وفوضى السفر التي أحدثتها إضرابات في العاصمة لندن

جونسون يواجه تصويتًا بسحب الثقة... هل ينجو من اختبار فضيحة الحفلات؟

السياق

فضيحة حفلات ليلية أثناء الإغلاق بسبب جائحة كورونا، باب انطلق منه حزب المحافظين البريطاني، لحجب الثقة عن رئيس الوزراء بوريس جونسون، الذي تم تعيينه في منصبه، قبل أعوام ثلاثة.

فالرجل الذي لم ينجح في تجاوز تقرير وثَّق الحفلات المليئة بالمشروبات الكحولية، التي شارك فيها كبار رجال السلطة، عندما كانت بريطانيا تخضع لإغلاق صارم، للتصدي لجائحة كورونا، يواجه أكبر عقبة قد تطيحه من السلطة.

وبينما شحذ حزب المحافظين البريطاني أسلحته لإقالة جونسون، قال المتحدث باسم مكتبه إن التصويت «فرصة لإنهاء تكهنات استمرت أشهرًا والسماح للحكومة بوضع حد للأمر والمضي قدمًا، والوفاء بأولويات الشعب».

وبحسب «رويترز»، فإن جراهام برادي، رئيس لجنة 1922 أبلِغ من أعضاء مجلس النواب، بأن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون سيواجه تصويتًا على حجب الثقة، من نواب في حزب المحافظين الحاكم، اليوم الاثنين.

وقال في مذكرة إلى نواب حزب المحافظين: «تم تخطي الحد البالغ 15 بالمئة من أعضاء الحزب في البرلمان، اللازم لإجراء تصويت على حجب الثقة عن زعيم حزب المحافظين»، مشيرًا إلى أن التصويت سيجرى بين 1700 و1900 بتوقيت جرينتش، الاثنين.

 

حزب المحافظين قلق

يأتي ذلك، بينما أبدى العشرات من نواب حزب المحافظين قلقهم مما إذا كان جونسون البالغ من العمر 57 عامًا، فقد صلاحيته لحكم بريطانيا، التي تواجه خطر الركود وارتفاع أسعار الوقود والغذاء وفوضى السفر التي أحدثتها إضرابات في العاصمة لندن، بحسب تقرير لـ«رويترز».

وتقول الوكالة: يتعين على أغلبية نواب حزب المحافظين، أو 180 نائبًا، التصويت لإقالة جونسون، وهو مستوى يقول بعض نواب المحافظين، إنه قد يكون من الصعب الوصول إليه، إلا أنه إن حدث فستكون هناك منافسة على القيادة لتحديد بديل لجونسون.

من جانبها، قالت وزيرة الخارجية ليز تراس، إنها تدعم جونسون في التصويت على حجب الثقة، مضيفة: «لقد أوفى بوعده وحقق تعافيًا من كورونا، ودعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي، وقد اعتذر عن الأخطاء التي ارتكبت، يجب علينا الآن التركيز على النمو الاقتصادي».

من جانبه، قال المتحدث باسم مكتب جونسون، إن التصويت فرصة لإنهاء تكهنات استمرت أشهرًا والسماح للحكومة بوضع حد للأمر والمضي قدمًا، والوفاء بأولويات الشعب، مضيفًا: «يرحب رئيس الوزراء بفرصة عرض قضيته على نواب البرلمان».

ومنذ إصدار التقرير في ما تسمى فضيحة «بارتي جيت»، الذي وثَّق مشاجرات وتناول المشروبات الكحولية، في حفلات تحدت قواعد الإغلاق في مكتبه ومقر إقامته في داوننج ستريت، حثَّ جونسون وحكومته النواب على تجاوز الأمر، إلا أن ذلك لم يحدث، بحسب «رويترز».

 

فضيحة بارتي

بدورها، قالت صحيفة صنداي تايمز البريطانية، إن مسؤولين في حزب المحافظين الحاكم، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء بوريس جونسون، يتوقعون أن يواجه تحديًا لقيادته، ويخططون لتصويت على هذا الأمر.

وقال عدد متزايد من النواب المنتمين لحزب المحافظين، إنهم فقدوا الثقة بحكومة جونسون بسبب فضيحة بارتي جيت، بينما قال بعضهم إنهم قدَّموا خطابات للدعوة رسميًا إلى اقتراع بحجب الثقة.

إلا أنه من أجل تفعيل اقتراع حجب الثقة، يجب أن يقدِّم 54 نائبًا محافظًا على الأقل طلبًا رسميًا لإجراء الاقتراع إلى رئيس لجنة 1922 بالحزب، في خطابات قالت عنها «صنداي تايمز»، إنها عادة ما تكون سرية ولا يعرف سوى رئيس اللجنة عدد من تقدَّموا بها.

وقالت الصحيفة إن مسؤولين بالحزب ونوابًا معارضين يعتقدون أنهم على وشك بلوغ 54 نائبًا، الحد المطلوب للإجراء، ويعتقد أحدهم أن هذا العدد جرى تخطيه بالفعل.

بدوره، قال وزير النقل البريطاني، جرانت شابس، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، إن الحكومات عادة ما تعاني تراجع شعبيتها قرب انتخابات التجديد النِّصفي، مشيرًا إلى أن جونسون سيفوز بالثقة في أي اقتراع.

وقال نورمان -عضو البرلمان عن دائرة هيريفورد وجنوب هيريفوردشاير، في خطاب إلى جونسون عبر وسائل التواصل الاجتماعي- إن رئيس الوزراء كان رئيسًا في «ثقافة اعتياد انتهاك القانون» بمقر الحكومة البريطانية، بحسب "بي بي سي".

 

آلية التصويت

يتعين لإجراء تصويت على الاستمرار في زعامة الحزب، أن تتقدَّم نسبة 15% من أعضاء الحزب في البرلمان (54 عضوًا في الوقت الراهن) بخطابات إلى رئيس لجنة خاصة تُعرف بلجنة 1922 (بقيادة السير غراهام باردي في الوقت الراهن)، يعبِّرون في تلك الخطابات عن رغبتهم في عدم استمرار رئيس الوزراء في منصبه.

وحال إجراء تصويت بحجب الثقة، يتعين تصويت أغلبية أعضاء حزب المحافظين ضد قائدهم، في اقتراع سريّ يُجرى بينهم، لكي تتم إطاحته، إلا أن تصويت 180 من أعضاء المحافظين ضد جونسون، شرط لحدوث ذلك.