خامس أطول عملية انتخاب... هل ينجح مكارثي في حسم رئاسة مجلس النواب؟

معركة كيفن مكارثي لتولي منصب رئيس مجلس النواب تستمر لليوم الرابع

خامس أطول عملية انتخاب... هل ينجح مكارثي في حسم رئاسة مجلس النواب؟

ترجمات - السياق

يستمر السباق لانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب الأمريكي -لليوم الرابع- بعد أن صوّت المشرِّعون على تأجيل الإجراءات مساء الخميس، عقب هزيمة تاريخية في الاقتراع الحادي عشر للجمهوري كيفن مكارثي، وسط مأزق في واشنطن.

وفشل زعيم الحزب الجمهوري كيفن مكارثي بكل جولة في الحصول على الـ 218 صوتًا اللازمة للفوز، ومن ثمّ سيجري مجلس النواب الجولة الثانية عشرة من التصويت ظهر الجمعة.

وتعني الخسارة أن السباق أصبح خاضعًا لخامس أطول عملية اختيار للمتحدثين -رئيس مجلس النواب- في التاريخ، وهي الانتخابات التي جرت قبل أكثر من 200 عام، في 1821.

وبينّت الصحيفة، أنه رغم الجهود الأخيرة التي بذلها مكارثي لقمع المعارضة وتأمين الأصوات التي يحتاجها لانتخابه رئيسًا لمجلس النواب، فإن 20 جمهوريًا صوّتوا ضده مرارًا وتكرارًا، ما حرمه الأغلبية البسيطة اللازمة للفوز برئاسة مجلس النواب.

 

توترات جمهورية

وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أن الجمود الذي طال أمده كشف التوترات المستمرة منذ فترة طويلة داخل الحزب الجمهوري، وأثار تساؤلات عن كيفية تمكن المشرِّعين من رسم مسار للمضي قدمًا.

ونوهت إلى أن مكارثي قاوم الدعوات للتنحي لصالح جمهوري آخر، بينما رفض الديمقراطيون الاقتراحات بأن بإمكانهم دعم مكارثي أو العمل مع الجمهوريين لاختيار رئيس آخر.

ووافقت أغلبية ضئيلة من المشرِّعين على تأجيل الجلسة، الخميس، ما يمهد الطريق لجولة جديدة من التصويت عند استئنافها ظهر الجمعة.

كان أعضاء مجلس النواب بدأوا التصويت، الثلاثاء ، لكنهم لم يتمكنوا من التوصل إلى توافق في الآراء.

يذكر أنه يُطلب من مجلس النواب -المجلس الأدنى للكونغرس- بموجب الدستور، انتخاب رئيس، ولا يمكنه المضي في التشريع حتى يتم تسليم شخص ما المنصب رسميًا.

ورأت "فايننشال تايمز" أن مكارثي دخل التاريخ، الثلاثاء، عندما أصبح أول زعيم لحزب الأغلبية يخسر في أول اقتراع منذ قرن من الزمان، مشيرة إلى أنه عام 1923، استغرق الأمر تسع جولات من التصويت، قبل انتخاب رئيس مجلس النواب.

 

شكاوى الرافضين

وكشفت "فايننشال تايمز" أنه لدى بعض المتمردين الجمهوريين -الرافضين لانتخاب مكارثي رئيسًا للبرلمان- شكاوى شخصية من مكارثي، بينما طالب آخرون بتغييرات في القواعد، من شأنها أن تسهل إطاحة رئيس مجلس النواب.

وأشارت إلى أنه بعد أشهر من المفاوضات، بدا كأن مكارثي قد أذعن لتلك المطالب، ووافق على تغيير القواعد بحيث يمكن لعضو واحد فقط في مجلس النواب، المطالبة بالتصويت على سحب الثقة، لكن هذه التغييرات لم تجعله يقترب أكثر من الحصول على 218 صوتًا لازمة لتأمين أغلبية بسيطة في الغرفة.

كان الجمهوريون استعادوا السيطرة على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي لنوفمبر، لكن مكارثي يجد نفسه في هذا الموقف الصعب لأن "الموجة الحمراء" التي توقعها لم تتحقق، إذ سيطر الجمهوريون على الغرفة بهامش ضئيل للغاية، ما جعله بحاجة لأصوات عدد ضئيل من المتمردين ضده، للفوز بالمنصب، ولو بأغلبية ضئيلة.

وفي وقت متأخر من الأربعاء، قال نادي النمو، وهو مجموعة ضرائب منخفضة، وصندوق قيادة الكونغرس، وهو وسيلة لجمع التبرعات متحالفة مع مكارثي، إنهم توصلوا إلى اتفاق بعدم إنفاق الأموال في الانتخابات التمهيدية الجمهورية المفتوحة في مقاعد آمنة، بينما عد الاتفاق انتصارًا للجمهوريين اليمينيين الذين عارضوا جهود مكارثي لدعم المزيد من المرشحين الوسطيين.

بينما تلقى مكارثي دعمًا واضحًا الأربعاء، عندما أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تأييده الشديد لترشيحه، قائلاً في رسالة على منصته تروث سوشيال: "لقد حان الوقت لجميع أعضاء مجلس النواب الجمهوريين الكبار للتصويت لصالح كيفن، وإبرام الصفقة، وتحقيق الفوز".

لكن تأييد ترامب لم يفعل شيئًا يذكر للتأثير في المعارضين، وهي أحدث إشارة إلى أن نفوذه على الحزب آخذ في التضاؤل.

وقد وصفت لورين بوبيرت، إحدى المتمردين الجمهوريين، ترامب برئيسها المفضل، لكنها قالت إنه ينبغي أن يحث مكارثي على الانسحاب.

وقالت إن ترامب تحدث معها ومع نواب آخرين "ليطلب منا إنهاء هذا الأمر".

وأكدت لورين أنه على ترامب بدلًا من المطالبة بدعم مكارثي، أن يتصل به ويخبره بأنه "حان وقت الانسحاب".

ووجَّه ترامب دعوته -صباح الأربعاء- بعد أن فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس جديد له، في جلسته الافتتاحية لأول مرة منذ 100 عام.

وقال على منصته للتواصل الاجتماعي: "لا تحوّلوا انتصارًا كبيرًا إلى هزيمة هائلة... حان الوقت للاحتفال، أنتم تستحقون ذلك! كيفن مكارثي سوف يقوم بعمل جيد".

إلا أن بويبرت، والمتمردين الآخرين ألقوا بثقلهم وراء بايرون دونالدز من فلوريدا كمرشح لرئاسة المجلس، وبالفعل حصل على ما لا يقل عن اثني عشر صوتًا داعمًا له.

وبينما دعا بعض حلفاء مكارثي بهدوء عضو الكونغرس في كاليفورنيا إلى التنحي لصالح مرشح توافقي، يمكنه توحيد الفصائل المتحاربة في الحزب، اقترح عديد الأعضاء علنًا وسرًا، ستيف سكاليس، عضو الكونغرس من لويزيانا ونائب مكارثي، كبديل.

في الوقت نفسه، أظهر القادة الديمقراطيون قليلًا من الاهتمام بالمساعدة في إنهاء المأزق، رغم الاقتراحات بأن الديمقراطيين يمكن أن يوحدوا قواهم مع مجموعة من الجمهوريين، لدعم مرشح بديل لمنصب رئيس مجلس النواب، وبدلاً من ذلك، احتشد الديمقراطيون خلف حكيم جيفريز، الذي تولى رئاسة الحزب في مجلس النواب، بعد إعلان نانسي بيلوسي أنها ستتنحى من منصبها رئيسة للمجلس.