ضغوط على رئيسة بيرو الجديدة... وكاستيو يطلب اللجوء إلى المكسيك
أعلن وزير الخارجيّة المكسيكي مارسيلو إبرارد، أنّ الرئيس بيرو السابق كاستيو قدّم طلبًا رسميًا للحصول على حقّ اللجوء في المكسيك، التي باشرت التشاور مع الحكومة البيروفيّة في هذا الشأن

السياق
بعد ساعات من أدائها اليمين الدستورية، تعرَّضت رئيسة بيرو الجديدة دينا بولوارتي، لضغوط لتهدئة الاضطرابات السياسيّة التي تعصف بالبلاد، عقب عزل سلفها بيدرو كاستيو وتوقيفه.
ودعت أوّل امرأة تتولّى رئاسة البلد الواقع في أمريكا اللاتينيّة، إلى هدنة مع المعارضة "لتشكيل حكومة وحدة وطنيّة"، بينما هناك شكّ في قدرتها على النجاة من العاصفة السياسيّة التي أطلقها كاستيو، حليفها السابق الذي حاول –الأربعاء- تنفيذ "انقلاب" سارعت إلى التنديد به.
وداهمت القوّات الأمنيّة فجرًا رئاسة الجمهوريّة وبعض الوزارات في ليما، بحثًا عن أدلّة ضدّ الرئيس السابق، الذي يجرى التحقيق معه بتهمة التمرّد والتآمر غداة محاولته حلّ البرلمان والحكم بالمراسيم.
وبعد توقيفه، نُقِل كاستيو إلى مركز للشرطة في ليما.
واستمعت إليه المحكمة العليا -الخميس عبر الفيديو- بسياق النظر في طلب للنيابة بحبسه "سبعة أيّام".
وارتدى الرئيس المعزول، البالغ 53 عامًا، السترة الزرقاء نفسها، التي ظهر بها الأربعاء، وبدا عليه التوتّر، مفضّلًا ترك المجال لمحامييه ومن بينهم أنيبال توريس، الذي كان وزيرًا للعدل.
لجوء إلى المكسيك
إلى ذلك، قال المحامون: "جريمة التمرّد لم تُرتكَب، لأنّها لم تتحقّق، وطالبوا بإعلان أنّ طلب المدّعي العام لا أساس له".
وأعلنت المحكمة أنّ قرارها سيصدر "في أقرب مهلة قانونيّة ممكنة".
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجيّة المكسيكي مارسيلو إبرارد –الخميس- أنّ الرئيس بيرو السابق كاستيو قدّم طلبًا رسميًا للحصول على حقّ اللجوء في المكسيك، التي باشرت التشاور مع الحكومة البيروفيّة في هذا الشأن.
وقال الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور إنّ كاستيو اتّصل به، لطلب اللجوء في المكسيك، ويرى الرئيس المكسيكي، أنّ كاستيو ضحيّة "النخب الاقتصاديّة والسياسيّة" في بيرو.
دعوات إلى الحوار
وتلقّت بولوارتي، المحامية البالغة 60 عامًا، المنتمية إلى حزب كاستيو الماركسي (بيرو الحرّة)، الخميس، دعمًا من الاتّحاد الأوروبّي في "الجهود لاستعادة الحوار وتعزيز دولة القانون والمؤسّسات الديمقراطيّة في بيرو".
وقالت الولايات المتحدة من جهتها، إنّها "تدعم بيرو وحكومة الوحدة التي وعدت الرئيسة بولوارتي بتشكيلها".
بدورها، دعت الخارجيّة الفرنسيّة إلى "حوار يضمن استقرار الإطار المؤسّساتي".
محلّيًا، قدَّر الرئيس البيروفي السابق أولانتا هومالا (2011-2016) أنّ دينا بولوارتي "ليس لديها أعضاء من حزبها في الكونغرس: إنّها وحدها، وليست لديها الوسائل للحكم، ويجب أن تدعو إلى انتخابات مبكرة".
لكنّ كيكو فوجيموري، مرشّحة اليمين الشعبوي في الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة، حثّتها على تشكيل "حكومة منفتحة، حكومة جيّدة جدًّا. وعلينا أن نفعل كل شيء لجعلها تعمل على أكمل وجه".
عجز معنوي
نجحت –الأربعاء- ثالث محاولة لعزل الرئيس اليساري الراديكالي، رغم سعيه إلى تجنّب الإجراء بإعلانه حلّ البرلمان، الذي كان يحاول إسقاطه.
لكن كاستيو لم يلقَ دعمًا من مؤسّسات الدولة، ما يعكس العزلة التي واجهها.
وتجاهل البرلمان إعلانه للأمة وصوَّت لصالح إقالته "بسبب عجزه المعنوي"، وقد بثّت جلسة التصويت على الهواء مباشرة عبر التلفزيون، ووافق على الإجراء 101 من أصل 130 برلمانيًّا، 80 منهم من المعارضة.
من جانبه، أكّد الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور –الخميس- الشائعات التي تفيد بأنّ كاستيو طلب منحه اللجوء السياسي بسفارة بلاده في ليما، قبل توقيفه.
وقال لوبيز أوبرادور في خطابه اليومي: "أخبرني بأنّه في طريقه إلى السفارة، لكن ربما تمّ التنصّت على هاتفه. قال إنّه سيُقدّم طلب لجوء".
وأوضح أنّه طلب من وزير خارجيّته إعطاء تعليمات للبعثة الدبلوماسية في ليما لاستقبال كاستيو "وفق تقاليد اللجوء"، لكنّه أضاف أنّه "لم يستطع المضيّ قدمًا، إذ إنّ كاستيو اعتُقِل فورًا".
وتولّى كاستيو منصبه في يوليو 2021، ما يعني أنه قاد بيرو سبعة عشر شهرًا فقط.
وتُضاف تُهم التمرّد والتآمر إلى ستّة تحقيقات سابقة في قضايا فساد واستغلال نفوذ، اتُّهم فيها أيضًا أفراد من عائلته وأوساطه السياسيّة.
إغلاق الكونغرس
ولم تبرز مظاهر احتجاج كبيرة لأنصار هذا المعلم السابق في منطقة ريفيّة، المولود لعائلة من المزارعين شمالي بيرو.
كان مئات منهم قد تجمّعوا -الأربعاء- بعد إعلان عزله أمام مقرّ الشرطة في العاصمة، وواجهوا شرطة مكافحة الشغب التي فرّقتهم بالغاز المسيل للدموع. وكُتب على إحدى لافتات المحتجين: "أغلقوا الكونغرس، حِجر الجرذان!".
من جهتهم، تجمّع معارضو الرئيس المعزول سلميًّا أمام البرلمان، قائلين إنّهم "سئموا هذه الحكومة الفاسدة".
الخميس والجمعة يوما عطلة في بيرو، وشوهدت بعض التجمّعات الصغيرة في ضواحي ليما وخارج مركز الشرطة، حيث يُحتجز كاستيو.