وصفهم بالأبطال.. وزير داخلية طالبان يكرم عائلات الانتحاريين بالمال والأراضي
وزع سراج الدين حقاني 125 دولارًا على أسر الانتحاريين ووعد بقطعة أرض لكل أسرة

ترجمات - السياق
كشف موقع صوت أمريكا، أن القائم بأعمال وزير الداخلية في حركة طالبان، سراج الدين حقاني، الذي أدرجته الولايات المتحدة على قائمة الإرهابيين العالميين، نظم احتفالًا في كابل، لتكريم أسر الانتحاريين، المسؤولين عن مقتل الآلاف من القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها، في أفغانستان.
ونقل الموقع، عن المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، قاري سعيد خوستي، قوله: إن حقاني، الذي تضع الولايات المتحدة 10 ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بأي معلومات تؤدي إلى اعتقاله، التقى عائلات بعض الانتحاريين، بحفل في أحد الفنادق الفخمة بالعاصمة الأفغانية.
ونشر خوستي صورًا على "تويتر" لحقاني ووجهه غير واضح، وهو يعانق أسر الانتحاريين في قاعة مزدحمة، وقال إن الوزير أشاد بالانتحاريين ووصفهم بأنهم "أبطال الإسلام والبلاد".
ولم يظهر حقاني علنًا في السنوات الأخيرة، حتى بعد عودة طالبان إلى السلطة.
وأشار الموقع الأمريكي، إلى أنه، رغم استعادة حركة طالبان السيطرة على البلاد منتصف أغسطس الماضي، بعد نحو 20 عامًا من إسقاط حُكمها على يد قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، فإن المجتمع الدولي تجاهل دعوات الحركة، للاعتراف بحكومتها المؤقتة في كابل، مستشهدة بتراجع حقوق الإنسان ومخاوف أخرى.
تصريحات متطرفة
وحسب الموقع الأمريكي، تضمن الحفل، تصريحات متطرفة على لسان حقاني الذي يقود (شبكة مسلحي حقاني)، بعد وفاة زعيمها السابق، والده الشيخ جلال الدين حقاني عام 2018، وهي الشبكة التي تحمِّلها الولايات المتحدة مسؤولية الهجمات الانتحارية، ضد القوات الأجنبية، خلال العقدين الماضيين.
وقال حقاني: "ظهور النظام الإسلامي نتيجة دماء شهدائنا، الآن يجب أن نمتنع عن خيانة تطلعات شهدائنا".
وفي تحدٍ واستفزاز واضح للمجتمع الدولي، أشاد حقاني، في كلمة أمام الحشد، بما سماها "تضحيات" مَنْ وصفهم بـ "الفدائيين وأبطال الوطن والدين"، في إشارة إلى المقاتلين الذين لقوا حتفهم في هجمات انتحارية.
وكشف خوستي أن حقاني وزَّع 125 دولارًا على أسر الانتحاريين ووعد بقطعة أرض لكل أسرة.
ودافع خوستي -لشبكة تلفزيون أفغانية- عن حقاني لإشادته بالعمليات الانتحارية، قائلًا إن الهجمات جزء من "جهاد" طالبان ضد احتلال القوات الأمريكية والقوات المتحالفة لأفغانستان، كما دافع عن تغطية صور حقاني، متذرِّعا بأسباب أمنية.
وترى "صوت أمريكا" أنه رغم أن القوة المالية والعسكرية لشبكة حقاني، لعبت دورًا رئيسًا في مساعدة طالبان للحفاظ على تمردها وتوسيع نطاقها، فإن مسؤولي الحركة يرفضون وجود الشبكة، ويصفونها بأنها دعاية غربية، مشيرين إلى أن حقاني يعمل نائبًا للملا هبة الله أخوندزاده ، زعيم طالبان المنعزل.
الاعتراف الدولي
يأتي هذا الحدث، في الوقت الذي تحاول فيه طالبان، فتح قنوات دبلوماسية مع المجتمع الدولي، المتردد في الاعتراف بحُكمها في أفغانستان، ومن ثم فإنه مما لاشك فيه أن مكافأة أسر الانتحاريين، تعني استمرار الحركة في النهج القديم الداعي إلى العنف، حسب إذاعة صوت أمريكا.
وأمام ذلك، استبعد محللون تحدثوا للإذاعة الأمريكية، أن يسهم هذا الحفل، في سعي طالبان للحصول على اعتراف دولي بحكومتهم، التي تتعرَّض لانتقادات بسبب افتقارها إلى الشمولية.
وقال جوناثان شرودن، محلل العمليات العسكرية في مركز التحليلات البحرية ومقره الولايات المتحدة، إن "تعيين سراج حقاني في منصب وزير الداخلية بالوكالة، جعل من الصعب على الدول، لاسيما الولايات المتحدة، التعامل مع حكومة طالبان".
وأضاف شرودن، في تصريحات لموقع "صوت أميركا"، أن "أفعال حقاني -حفل التكريم- ستجعل الأمر أكثر صعوبة للاعتراف بحكومة طالبان في المستقبل".
وقال إن من المرجَّح أن يواصل المجتمع الدولي، التعامل مع بعض أعضاء طالبان غير حقاني، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية مباشرة إلى الشعب الأفغاني، لكن ليس هناك شك في أن هذه الإجراءات تجعل من غير المقبول بالنسبة لتلك الدول، التفكير في إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع حكومة طالبان.
من جانبه، أوضح المحلل العسكري توريك فرهادي، وهو مستشار سابق للحكومة الأفغانية، أن التحدي الرئيس الذي يواجه الحركة، محاولة إقناع صفوف طالبان بأن الحرب مع أمريكا انتهت، ومن ثم "يجب عليهم جميعًا أن يركزوا على كسب الحرب الاقتصادية" لمنع الفقر من الانتشار في البلاد.
وأشار فرهادي إلى أن طالبان "تتكون من أطراف وجماعات، يريد بعضها تذكير الآخر باستمرار بالتضحيات التي قدَّموها للوصول إلى هذه النقطة، التي يسيطرون فيها على الدولة".
وأضاف في تصريح لـ "صوت أمريكا": "الأطراف الأخرى تعرف أنه من أجل الحصول على الاعتراف الدولي، يجب عليهم خفض خطاب العنف"... إلا أن فرهادي عاد ليحذر من أن "نسيان مدى شدة عقدين من الحرب، قد يتسبب في ترك بعض المقاتلين الساخطين لصفوفهم، والانضمام إلى الجماعات العنيفة مثل داعش خراسان".
اجتماع روسي
وكشف الموقع الأمريكي، أنه من المقرر أن يحضر مندوبو طالبان اجتماعًا في موسكو الأربعاء مع مبعوثين من روسيا والصين وباكستان، ومن المتوقَّع أن تثير طالبان الاعتراف بالحكومة الجديدة في كابل.
وأشارت إلى أن مندوبي روسيا والصين وباكستان، أجروا محادثات ثلاثية الثلاثاء، قبل الاجتماع مع طالبان، ووافقوا على تقديم مساعدات إنسانية واقتصادية لأفغانستان.
وأوضح موقع صوت أمريكا، أنه تمت دعوة وفد أمريكي لحضور الاجتماع ، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس، أشار إلى "أسباب لوجستية" لعدم حضور المحادثات التي تستضيفها موسكو ، وقال إن وفداً سينضم إلى مثل هذه الجلسة في المستقبل.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن موسكو ترفض الاعتراف بطالبان حاليًا، بينما تنتظر منهم الوفاء بالوعود التي قطعوها عند توليهم السلطة، بما في ذلك ما يتعلق بالشمولية السياسية والعِرقية للحكومة الجديدة.
وأضاف لافروف للصحفيين، أن الاعتراف الرسمي بطالبان، ليس قيد المناقشة في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن بلاده مثل أغلبية الدول المؤثرة الأخرى في المنطقة على اتصال بهم، لحثهم على الوفاء بالوعود التي قطعوها، عندما وصلوا إلى السلطة، لكن ليس لبحث مسألة الاعتراف الدولي.
كانت واشنطن جمَّدت ما يقرب من 10 مليارات دولار من الأصول الأفغانية، معظمها متوقفة في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، منذ استيلاء طالبان على البلاد.
وتصر الإدارة الأمريكية، على أنها تريد محاسبة الجماعة على التعهدات، بأنها ستحمي حقوق الأفغان، وتحديداً النساء، وتنصيب حكومة شاملة، لتحكم الدولة المنكوبة بالاضطرابات.