معارك عنيفة في مأرب وتقهقر حوثي.. وتخوفات من زيادة وتيرة تجنيد الأطفال

استهدفت ميليشيا الحوثي الأحياء السكنية في المحافظة، بصاروخ بالستي أوقع إصابات عدة بين المدنيين، في حادث دفع طائرات تحالف دعم الشرعية في اليمن، إلى شن ضربات على تجمعات للميليشيا في مواقع متفرقة جنوب المحافظة، أدت إلى تدمير طقمين وعربة للحوثيين

معارك عنيفة في مأرب وتقهقر حوثي.. وتخوفات من زيادة وتيرة تجنيد الأطفال

السياق

في محاولة بائسة، من المليشيا الحوثية، للتغطية على خسائرها المستمرة، وتراجعها أمام قوات الجيش اليمني والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أطلقت صاروخًا على حي سكني شمال مأرب، أدى إلى إصابة 15 مدنيًا.

ونشبت معارك عنيفة، بين قوات الجيش اليمني مدعومة بالمقاومة الشعبية، في مواجهة الحوثيين، جنوب محافظة مأرب، تمكنت خلالها القوات المسلحة اليمنية، من دحر المليشيات من مواقع عدة جنوب المحافظة الاستراتيجية، شمالي البلاد، ما كبدها خسائر فادحة في العتاد والأرواح.

إلا أن المليشيا الحوثية، في محاولة منها لرفع الروح المعنوية لمسلحيها، استهدفت الأحياء السكنية في المحافظة، بصاروخ بالستي أوقع إصابات عدة بين المدنيين، في حادث دفع طائرات تحالف دعم الشرعية في اليمن، إلى شن ضربات على تجمعات للميليشيا في مواقع متفرقة جنوب المحافظة، أدت إلى تدمير طقمين وعربة للحوثيين.

 

استعادة مواقع عسكرية

تطورات تأتي بعد ساعات من إعلان الجيش اليمني تحرير واستعادة مواقع عسكرية استراتيجية جنوب مأرب، إثر معارك عسكرية ضارية خاضها ضد الميليشيا المدعومة من إيران.

وقال قيادي عسكري في تصريحات لموقع «سبتمبر نت»، التابع للجيش اليمني، إن القوات المسلحة نفذت عملية عسكرية عكسية، تمكنت خلالها من استعادة وتحرير مواقع استراتيجية في جبهات جنوبي محافظة مأرب، وسط انهيارات ميدانية واسعة في صفوف مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

وأكد القيادي العسكري، أن مليشيا السلالة والكهنوت الإمامية، مُنيت بخسائر بشرية ومادية كبيرة في الأرواح والعتاد، إلى جانب تسليم مجموعة من مسلحي المليشيا الحوثية نفسها إلى الجيش اليمني بعدتها وعتادها العسكري، مشيدًا بـ«الدور الكبير» والمباشر لطائرات التحالف، التي استهدفت تعزيزات وتجمعات مليشيا الحوثي الإرهابية القادمة إلى الجبهة ذاتها.

كان التحالف أعلن أنه نفَّذ 14 عملية استهدفت الميليشيات في المحافظة، لاسيما في الجوبة والكسارة، مشيرًا إلى تدمير 6 آليات عسكرية ومقتل 48 حوثياً.

 

تجنيد الأطفال

خسائر المليشيا الحوثية في جبهة مأرب، كشفت عن تخوفات من لجوء «الانقلابيين» إلى تكثيف عمليات تجنيد الأطفال، وهو ما حذَّر منه معمر الإرياني وزير الاعلام والثقافة والسياحة اليمني، قائلًا إن مليشيا الحوثي تقتاد الأطفال بالقوة والإكراه من منازلهم وأحيائهم والمدارس والأسواق، وتزج بهم في هجمات انتحارية على خطوط النار مع افتقادهم لأي خبرة قتالية، ليقعوا بين قتيل وجريح وأسير.

وأوضح الإرياني، في تصريحات لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، أن تصعيد مليشيا الحوثي الإرهابية، عمليات تجنيد الأطفال، في المناطق الخاضعة لسيطرتها هي الأوسع، مع ارتفاع فاتورة خسائرها البشرية، جراء تصعيدها العسكري المستمر، ونفاد مخزونها البشري من المقاتلين إثر الخسائر الفادحة التي تتكبدها في مختلف جبهات القتال بمحافظة مأرب.

وأشار الوزير اليمني، إلى أن المجتمع الدولي في موقف المشاهد لجرائم الإبادة الجماعية، التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق الأطفال في اليمن، وذلك يشجع تلك الميليشيا على تكثيف عمليات استدراج الأطفال وتجنيدهم، واستخدامهم وقودا لمعاركها العبثية، وخدمة المخططات الإيرانية وسياساتها التدميرية في المنطقة.

 

جرائم حرب

وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وحماية الأطفال، باتخاذ مواقف حازمة لوقف تجنيد مليشيا الحوثي للأطفال واستخدامهم في عمليات قتالية، وملاحقة المسؤولين عنها، باعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية.

 

النازحون الجدد

من جانبه، دعا وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح، شركاء العمل الإنساني إلی التحرك العاجل لإنقاذ حياة آلاف الأسر من النازحين الجدد الذين شردتهم مليشيات الحوثي، والعمل على توفير الاحتياجات الضرورية من مأوی وغذاء وخدمات أساسية.

وأكد مفتاح، خلال لقائه، مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بمأرب، سانتوس أزيكو وممثلي كتلتي الغذاء والمأوی، ضرورة تفعيل الكتل الإنسانية، وإيجاد آلية للاستجابة السريعة والتحقق العاجل واتخاذ التدابير اللازمة، وفق معايير إنسانية تحفظ كرامة الأسر النازحة، وعدم تركها في العراء.

وقال وكيل مأرب: «علی جميع المنظمات الدولية وهيئات الإغاثة الإنسانية، أن تتحمَّل مسؤوليتها الإنسانية، وتوفِّر المخزون الكافي لمواجهة أي ظروف طارئة»، مشيرًا إلى أن «السلطة المحلية بالمحافظة مستعدة لتوفير مخازن للمنظمات، حتی لا تتكرر المأساة الإنسانية، التي وقعت للمدنيين في مديرية العبدية، بسبب تباطؤ بعض المنظمات وعدم توفر المخزون من الغذاء والمأوی، وارتباط بعض المنظمات بإدارات تخضع قراراتها لإرادة المليشيات الحوثية في صنعاء، التي لم تسمح لها بالتحرك إلا بعد أن نفذت انتهاكاتها ضد المدنيين وصفَّت الجرحی، ولاحقت واختطفت المواطنين الأبرياء».

 

انتصارات أخرى

التقدُّم العسكري الذي أحرزته القوات اليمنية مدعومة بالتحالف، لم يكن في جبهة مأرب وحدها، بل إن قوات الجيش، نفَّذت قبل ساعات، عمليات إغارة على مواقع مليشيا الحوثي، غرب مديرية قعطبة، في محافظة الضالع جنوبي البلاد.

واستهدفت عمليات الجيش، مواقع المليشيا في جبهات الفاخر، وباب غلق الفاخر، وباب غلق، بمنطقة العود شمالي وغرب مديرية قعطبة، تمكنت خلالها القوات المسلحة، من اقتحام عدد من مواقع المليشيا، منها تبتا «الهواء، والقراعد، في قطاع باب غلق، وكذلك قرن ابكر، وتبتا التراب، والعمدان، وسوق الفاخر في قطاع الفاخر وصولًا إلى مفرق بيت الشرجي»، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى، إضافة إلى تدمير آليات تابعة لها.