آخرهم بوريس جونسون.. ماذا وراء زيارات زعماء أوروبا المكثفة لأوكرانيا؟

أسلحة وعضو مرشح وزيارات مكثفة... هل يمنح الدعم الأوروبي والغربي فرصة لأوكرانيا لهزيمة روسيا؟

آخرهم بوريس جونسون.. ماذا وراء زيارات زعماء أوروبا المكثفة لأوكرانيا؟

السياق

بينما لا تزال جبهات القتال في أوكرانيا مشتعلة، بعد قرابة أربعة أشهر من انطلاق الحملة العسكرية الروسية، وجدت كييف دعمًا أوروبيًا وغربيًا مكثفًا خلال الأيام الماضية، على مختلف الجبهات، وتحدثت تقارير عن أن أمريكا تخطط لحرب طويلة الأمد.

فمن توافد الأسلحة الثقيلة، مرورًا بتعهدات بإرسال المزيد، وتأييد المفوضية الأوروبية، منح أوكرانيا وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إلى توافد الزعماء الأوروبيين على البلد الأوراسي، تعددت أشكال الدعم لكييف.

آخر تلك الزيارات التي حملت رسائل عدة، كانت تلك التي قام بها رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون، التي تعد الثانية له منذ الهجوم الروسي، والتي ناقش خلالها إمدادات الأسلحة الثقيلة، وفرض مزيد من العقوبات على روسيا.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه وجونسون، اللذان أتيا إلى كييف في زيارة ثانية له منذ الهجوم الروسي لأوكرانيا نهاية فبراير الماضي، تبادلا رؤية كيفية تحقيق النصر.

زيلينسكي الذي نشر فيديو له وهو يحيي الزعيم البريطاني في القصر الرئاسي بكييف، قال عبر «تليجرام»: «لقد أثبتت أيام عدة من هذه الحرب أن دعم بريطانيا العظمى لأوكرانيا قوي وحازم. ويسعدني أن أرى صديق بلادنا العظيم بوريس جونسون في كييف مرة أخرى».

بدوره، نشر بوريس جونسون، الذي كان صريحًا في دعمه لزيلينسكي، صورة له مع الرئيس الأوكراني، مع عبارة: «سيدي الرئيس فولوديمير، من الجيد أن أكون في كييف مرة أخرى».

 

اجتماع سري

وظل الاجتماع محاطًا بالسرية بسبب مخاوف أمنية، وهو أحدث استعراض لجونسون لدعم زيلينسكي، منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير الماضي.

زيارة جونسون إلى أوكرانيا، تأتي بعد ساعات من تأييد المفوضية الأوروبية، منح أوكرانيا وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، في قرار عدَّه الرئيس زيلينسكي «نبأ إيجابيًا» للبلاد.

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إنه «يتوقع نتيجة إيجابية للقمة الأوروبية المقبلة»، مؤكدًا أن «هذه هي الخطوة الأولى على طريق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي».

وأكد زيلينسكي أن «أوكرانيا تستحق هذه الأخبار الإيجابية»، مشيدًا بـ«نجاح تاريخي لكل الذين يعملون من أجل دولتنا (...) تقاربنا مع الاتحاد الأوروبي ليس إيجابيًا لنا وحدنا».

من جانبه، قال ثورنيك جوردادزه، زميل أول في فن الحكم وشبكات التأثير، بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن التوصية بوضع مرشح لأوكرانيا «قرار تاريخي ونتيجة بالطبع، للوضع الحالي في أوكرانيا».

 

تفكير جيوسياسي

وأوضح أنه كنت هناك شروط لمنح وضع المرشح، إلا أنه في الحالة الحالية لأوكرانيا، تجرى الأمور بشكل مختلف، وهذا هو نوع التفكير الجيوسياسي السائد في الاتحاد الأوروبي، لأننا سمعنا أن أمام أوكرانيا طريقًا طويلاً، قبل أن تحصل على جميع الشروط، في ما يتعلق بمكافحة الفساد وسيادة القانون وما إلى ذلك، لكن هذا قرار رائع لأنه يعوِّض أوكرانيا».

كما تأتي بعد يومين من أول رحلة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أوكرانيا، منذ بدء الهجوم الروسي، لإلقاء مزيد من الزخم على الدفاعات الأوكرانية، وكذلك لتنقية الأجواء، بعد أن أثارت محادثته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حفيظة حلفاء أوكرانيا.

وتفاقم الإحباط الغربي من الرئيس الفرنسي، في مايو الماضي، عندما قال ماكرون إنه في طريق إنهاء الصراع يجب عدم إذلال روسيا، ما دفعه إلى رحلة بالتنسيق مع الزعيمين الألماني والإيطالي، أنهت الفصل المحرج.

وما إن انتهت الرحلة الثلاثية، حتى أكد المستشار الألماني أولاف شولتز -في مقابلة تلفزيونية- ضرورة التحدث مع الرئيسين الروسي بوتين والفرنسي ماكرون، مشيرًا إلى أنه من الضروري أيضًا أن تتسم هذه المحادثات مع بوتين بالوضوح.

وأضاف المستشار الألماني: «على سبيل المثال، أنا أقول عندما أتحدث مع بوتين الأشياء نفسها التي أقولها لك»، مؤكدًا أنه من المهم فهم أن روسيا لن تملي شروط التوصل لسلام مع أوكرانيا.

وطالب المستشار الألماني بوتين بسحب قواته من أوكرانيا والتوصل لاتفاق مع كييف، يكون مقبولًا وسليمًا للشعب الأوكراني، قائلًا: سأقول لبوتين إنه سيكون مخطئًا إذا اعتقد أنه يمكنه سرقة الأرض، ثم يراوده الأمل في أن تتغير الأزمان وأن تعود الأمور إلى طبيعتها.

 

حرب طويلة الأمد

تصريحات تتزامن مع تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، أكدوا فيه أن الولايات المتحدة وحلفاءها يستعدون لصراع طويل الأمد في أوكرانيا، مشيرين إلى أن قرار الغرب بتزويد أوكرانيا بأسلحة متطورة بشكل متزايد، مثل الصواريخ المضادة للسفن والمدفعية المتنقلة بعيدة المدى -القادرة على تدمير أصول عسكرية كبيرة أو ضرب عمق روسيا- يعكس استعدادًا متزايدًا في العواصم الغربية للمخاطرة بالتصعيد غير المقصود مع روسيا.

من جانبه، قال إيفو دالدر، السفير الأمريكي السابق لدى "الناتو" إن «تصاعد المعارك على الأرض يضع الولايات المتحدة أمام خيارين: إما الاستمرار في مساعدة أوكرانيا واستمرار مقاومتها وما يصحب ذلك من استمرار الحرب المدمرة شرقي البلاد وتأثيراتها في الاقتصاد العالمي، وإما وقف الدعم والسماح لموسكو بالانتصار».

وبينما قال الدبلوماسي الأمريكي إن سحب الدعم «يعني إطعام الذئاب في أوكرانيا»، أكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية أن مسؤولي إدارة بايدن ناقشوا احتمال نشوب صراع طويل الأمد مع تداعيات عالمية، حتى قبل بداية الهجوم الروسي.

 

أسلحة جديدة

وأوضح المسؤول الروسي، أن إدارة بايدن تأمل أن تعمل الأسلحة الجديدة التي وجهتها إلى أوكرانيا، إضافة إلى العقوبات المتتالية والعزلة الدبلوماسية لروسيا على إحداث فارق في المعركة، والوصول إلى نتيجة تفاوضية تنهي الحرب.

إلا أن الأميرال البحري المتقاعد جيمس ستافريديس، قال إن بوتين أو زيلينسكي لا يمكنهما الاستمرار في المستوى القتالي الحالي سنوات، مؤكدًا أن الاستمرار أشهرًا أخرى ممكن، لكن لسنوات فإنه أمر غير مرجح.

يأتي ذلك، بينما توقع الرئيس الأمريكي جو بايدن، في تصريحات لوكالة أسوشييتد برس السبت، أن تشهد أوروبا فوضى إذا واصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوغل في القارة، قائلًا: "كان يجب أن نتصدى للهجوم الروسي رغم التداعيات علينا".

وأوضح الرئيس الأمريكي أن الهجوم الروسي على أوكرانيا شجع الصين لمهاجمة تايوان، بينما أصبحت كوريا الشمالية شرسة، مؤكدًا أن فرض العقوبات لا يتعلق ببقائه رئيسًا لأمريكا سياسيًا بل بالتصدي لهجوم بوتين.

كانت إدارة الرئيس بايدن أعلنت تقديم مليار دولار إضافي مساعدات أمنية لكييف، في أكبر شريحة من المساعدات الأمريكية حتى الآن، ما يعد أحدث دليل على تصميم واشنطن على ضمان استمرار المقاومة الأوكرانية في دونباس.

بدورها أعلنت ألمانيا وسلوفاكيا تقديم شحنات من الأسلحة المتطورة لأوكرانيا، منها طائرات هليكوبتر وأنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق، بينما تعهد حلف الناتو بتقديم دعم أكبر لكييف.