رحلة مؤسس ويكليكس تصل المحطة النهائية... قرار بريطاني بتسليمه لأمريكا

يخوض مؤسس موقع ويكيليكس معركة قانونية منذ سنوات لتجنب إرساله إلى الولايات المتحدة حيث سيواجه 18 تهمة، بما في ذلك خرق قوانين التجسس، فيما أمضى السنوات الثلاث الماضية في سجن بلمارش بلندن في انتظار معرفة ما إذا كان سيتم تسليمه

رحلة مؤسس ويكليكس تصل المحطة النهائية... قرار بريطاني بتسليمه لأمريكا

السياق

معركة قانونية بدأت قبل سنوات، خسرها  مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، بعد إعلان المملكة المتحدة -اليوم الجمعة- موافقتها على تسليمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

ورغم أن مؤسس «ويكيليكس» لديه 14 يومًا للاستئناف على قرار الحكومة البريطانية، فإن إعلان لندن اليوم، يعد خطوة حاسمة لإحالة أسانج إلى المحاكمة بتهمة التجسس.

وقالت وزارة الداخلية في المملكة المتحدة -في بيان- إنه جرى توقيع أمر تسليم أسانج، ما يمنحه 14 يومًا لاستئناف القرار، مؤكدة أن محاكم بريطانيا لم تجد أن تسليم أسانج سيكون قمعيًا أو غير عادل أو إساءة استخدام للإجراءات.

ويخوض مؤسس موقع ويكيليكس معركة قانونية منذ سنوات لتجنُّب إرساله إلى الولايات المتحدة، حيث يواجه 18 تهمة، بما في ذلك خرق قوانين التجسس، بينما أمضى السنوات الثلاث الماضية في سجن بلمارش بلندن في انتظار معرفة ما إذا كان سيتم تسليمه.

 

حقوق الإنسان

قال المتحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية: لم تجد محاكم بريطانيا أن التسليم غير متوافق مع حقوق الإنسان الخاصة به.

وكان قرار تسليم أسانج متوقعًا من وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل، بعد حكم محكمة بريطانية في أبريل بإمكانية إرساله إلى الولايات المتحدة.

ونفى مؤسس موقع ويكيليكس ارتكاب أي مخالفات، في ما يتعلق بالإفراج عن آلاف الملفات السرية الأمريكية عام 2010، وفي حال إدانته، قد يواجه أسانج (50 عامًا)، عقوبة تصل إلى السجن 175 عامًا.

وتعهدت عائلته بمواصلة القتال من أجله، بحسب ستيلا، زوجة أسانج، التي قالت: «اليوم ليس نهاية القتال. إنه فقط بداية معركة قانونية جديدة، بحسب وكالة أسوشيتيد برس».

وأوضحت أن قرار حكومة المملكة المتحدة يمثل «يومًا أسود لحرية الصحافة والديمقراطية البريطانية»، مضيفة: «جوليان لم يرتكب أي خطأ. لم يرتكب أي جريمة وليس مجرمًا. إنه صحفي وناشر، ويعاقَب على قيامه بعمله».

 

حجة الدفاع

قال فريق الدفاع عن أسانج، إن المعلومات التي نشرها مؤسس «ويكيليكس»، عن انتهاكات مارسها الجنود الأمريكيون، في العراق، وأفغانستان، كانت تصب في المصلحة العامة.

وربحت واشنطن معركة قضائية، في ديسمبر الماضي، بعد أن فازت في استئناف، قضت فيه محكمة بريطانية بأن القرار السابق ضد تسليم أسانج إلى الولايات المتحدة، قد يكون مختلفًا، في ضوء التأكيدات الجديدة بأنه لن يحتجز في ظل ظروف شديدة التقييد، حال تسليمه.

وحذرت عائلته وفريقه القانوني -مرارًا وتكرارًا- من تدهور صحته العقلية، التي قالوا إنها ستتعرض لخطر أكبر إذا جرى تسليمه إلى الولايات المتحدة.

وقبل فترة وجوده في بيلمارش، أمضى أسانج سبع سنوات بسفارة الإكوادور في لندن، لتجنُّب تسليمه إلى السويد، بسبب مزاعم الاغتصاب والاعتداء الجنسي.

 

العائلة تعيش في خوف

وفي مقابلة مع NBC News في ديسمبر، قال شقيق أسانج، جابرييل شيبتون، إن عائلته تخشى ألا ينجو أسانج من تسليمه إلى الولايات المتحدة.

وأضاف شيبتون: «نحن نعيش في خوف من أن جوليان لن ينجو من هذا (...) لقد تم سحقه ويمكنك أن ترى الخسائر التي لحقت به على مر السنين».

من جانبه، أصدر موقع ويكيليكس بيانًا، وصف فيه القرار البريطاني بـ«يوم أسود، في تاريخ حرية الصحافة، والديمقراطية في بريطانيا»، مؤكدًا أن جوليان لم يرتكب أي خطأ، أو جريمة، وليس مجرمًا، إنه صحفي وناشر، يتعرض للعقاب، فقط لقيامه بعمله».

وقال الموقع، في بيانه على "تويتر": «أي شخص في هذه البلاد يهتم بأمر الديمقراطية والحريات، ينبغي أن يشعر بالعار، بعدما وافقت الداخلية البريطانية على تسليم جوليان أسانج للبلد الذي حاول اغتياله».

وأضاف: «من سلطات وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل، اتخاذ القرار الصائب، لكنها ستُذكر في التاريخ، كشريكة للولايات المتحدة، في تنفيذ أجندتها، بتحويل الصحفيين الاستقصائيين إلى مجرمين».

 

من هو أسانج؟

وسلطت الأضواء الدولية على أسانج و"ويكيليكس" بعد نشر لقطات من غارة جوية في بغداد عام 2007 أسفرت عن قتل اثنين من صحفيي «رويترز» وآخرين.

وأثار الفيديو الذي صدر بعنوان «القتل الجماعي» انزعاجاً واسعاً بين الأمريكيين، بشأن الحربين في العراق وأفغانستان.

ثم اكتسب موقع ويكيليكس مزيدًا من الاهتمام عام 2010 بعد نشر مجموعة من الوثائق الدفاعية السرية عن حربي العراق وأفغانستان، وكذلك عن المعتقلين في خليج غوانتانامو، في تصرف قال مسؤولون أمريكيون إنه يعرِّض حياة الناس للخطر.

ولم تدن إدارة أوباما حينها أسانج. وبدلاً من ذلك، وجهت إليه تهمة انتهاك قانون التجسس في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وقضى تشيلسي مانينغ، العضو السابق في الجيش -الذي شارك المعلومات مع "ويكيليكس"- سنوات خلف القضبان، بعد أن رفض الإدلاء بشهادته، أمام هيئة محلفين كبرى تحقق في أسانج، وأطلق سراحه بينما كانت إدارة أوباما لا تزال في منصبها.