كيف وافق بايدن على الشراكة الأمريكية السعودية الجديدة وفقًا لرؤية محمد بن سلمان؟
تفاصيل كيفية توصل الإدارة الأمريكية إلى إدراك أن المملكة العربية السعودية دولة ذات قيمة عالية لا يمكن إبقاؤها بعيدة

ترجمات-السياق
سلَّطت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية الضوء على الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية، وعلى ما سمتها "الشراكة الأمريكية السعودية الجديدة"، كاشفة بعض التفاصيل التي جرت في الكواليس، لإصلاح العلاقة بين البلدين.
وقالت المجلة -في تقرير بموقعها الإلكتروني- إنه بعد أسابيع قليلة من رئاسته للولايات المتحدة، أرسل بايدن كبير مستشاريه للشرق الأوسط بريت ماكجورك إلى السعودية، مُحملاً برسالة شخصية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأشارت المجلة إلى أنه في خيمة داخل مدينة العُلا القديمة، أبلغ ماكجورك ولي العهد بأن علاقة البلاد الوثيقة تاريخياً مع واشنطن متزعزعة، وأطلعه على الخطوات التي كانت ستتخذها واشنطن في الفترة التالية، بما في ذلك إصدار تقييم استخباراتي عن قتل الصحفي جمال خاشقجي، ومع ذلك، فإن رسالة بايدن إلى ولي العهد اعترفت أيضاً بأن المصالح الأمريكية والسعودية تظل متشابكة، وأكد مستشار الرئيس الأمريكي أن الأخير يأمل أن يتمكن البلدان من المضي قدماً، على أسس جديدة، في شراكتهما خلال الثمانين عاماً المقبلة.
وتابعت: "ورداً على ذلك، أعرب ولي العهد السعودي عن أمله بكتابة الفصل التالي من التفاهم بشأن العلاقات الأمريكية السعودية، الذي توصل إليه الملك السعودي الراحل عبدالعزيز بن سعود مع الرئيس الأمريكي السابق فرانكلين روزفلت عام 1945 وهو اتفاق كوينسي".
وذكرت المجلة أنه كان لولي العهد السعودي بضع النقاط الخاصة به، إذ أخبر ماكجورك بأنه يعمل على تغيير بلاده، لكن وتيرة ونطاق هذا التغيير يجب أن يلبيا الاحتياجات السعودية، وليس الأمريكية، وأنه سيعمل على تعزيز السلام في المنطقة، لكنه كان بحاجة إلى التزام أمريكي بالدفاع عن المملكة، كما أكد الأمير محمد بن سلمان على أنه يتعين على واشنطن والرياض التعامل مع بعضهما بأمانة وشفافية.
ولفتت المجلة إلى أنه خلال هذا الأسبوع، أعلن بايدن خطوة كان المراقبون يتوقعونها منذ فترة طويلة، بزيارة رسمية إلى السعودية، وهو ما سيؤدي إلى إذابة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، كما أنه يمثل اعترافاً بأن معاملة الدولة النفطية القوية على أنها "منبوذة"، كما كان يرغب الرئيس الأمريكي، طريق مسدود.
ووفقاً لـ"بوليتيكو"، فإن المقابلات التي أجرتها مع العديد من المسؤولين الأمريكيين والسعوديين، المشاركين في المناقشات التي وصفتها بـ"الصريحة" و"المتوترة"، في كثير من الأحيان، بين الجانبين منذ تولى بايدن منصبه، تشير إلى أن رؤية ولي العهد السعودي، وليست رؤية بايدن، هي التي سترسم الطريق بين البلدين نهاية المطاف.
وأشارت المجلة إلى أن الإعلان الرسمي للزيارة، صباح الثلاثاء، لقي الكثير من الانتقادات من النقاد الأمريكيين، إدراكاً منهم لمدى تأثيرها السياسي المحتمل، وتحدث بيان السفارة السعودية في واشنطن عن "محادثات رسمية" بين الرئيس الأمريكي وولي العهد.
ورأت المجلة أنه بالنسبة لبايدن كانت هناك إعادة ترتيب للوضع العالمي، ناقلة عن كبار المسؤولين الأمريكيين، الذين لم تكشف هويتهم، قولهم إنه في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، فإن الرئيس الأمريكي ينظر إلى مشاركة أمريكا العالمية، ودورها كقائد عالمي، من خلال منظور مختلف عما كان عليه، عندما تولى منصبه في البداية، حيث الأولوية للواقعية السياسية.
ويقول مسؤول أمريكي كبير لـ"بوليتيكو": "إن أي شخص لم يعد النظر في النموذج الذي ننظر من خلاله إلى هذه المنطقة، وأهميتها بالنسبة لمصلحتنا الحيوية، يفتقد الصورة الأكبر".
ورغم موقف بايدن، الذي لا هوادة فيه، أثناء كونه مرشحاً للرئاسة، فقد بدأ رئاسته بإيماءة دبلوماسية معتادة تجاه السعودية، إذ إنه بمجرد توليه المنصب، اتصل بالملك سلمان، تم وصفه من الطرفين بأنه شهد "محادثة دافئة وبها العديد من التطلعات".
ومع ذلك، كان العديد من المشرِّعين الأمريكيين يأملون إبقاء بايدن على الجانب الأكثر صرامة من آرائه بشأن المملكة، إذ رأوا أن ذلك
يمثل تصحيحاً للصداقة القوية، التي شاركها الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهي العلاقة التي نتجت عنها نظرة سلبية، لدى نخبة السياسة الخارجية الديمقراطية، التي تولت السلطة في واشنطن تجاه السعودية، بشكل أكبر بكثير مما كانت عليه.
وأضافت المجلة أن سياسة بايدن الأولية كانت تتمثل باتخاذ موقف متشدد تجاه السعودية بشكل علني، بينما كان يحاول أيضاً الحفاظ على علاقة دبلوماسية في الكواليس، إذ دفع السعوديين لإنهاء الحرب في اليمن، ولعب دورًا بناءً في السياسة الإقليمية.
وتابعت: "رغم برودة العلاقات، فإن مسؤولي الإدارة يقرون بأن السعوديين تعاملوا بايجابية مع مطالب واشنطن".
وذكرت المجلة أن القادة السعوديين شعروا بأن فريق بايدن استغل جهودهم في الشراكة، ولم يقدم سوى القليل في المقابل، إذ يقول مسؤولون سعوديون، لم تكشف المجلة هويتهم، إن الإدارة كانت تثني على جهود المملكة بهدوء خلف أبواب مغلقة، حتى مع استمرار تعرضها للهجوم في الكونجرس.
ووفقاً لـ"بوليتيكو"، فقد أخبر الأمير محمد بن سلمان مساعديه بأن هناك حاجة إلى رؤية إيجابية، لإعادة صياغة العلاقة بين البلدين، وأنه كان يعتقد أن خطة بايدن لـ"إعادة البناء بشكل أفضل" تعكس خطته الاستراتيجية لرؤية 2030 لتحويل الاقتصاد السعودي، كما كان يقترح، في مناسبات عدة، أفكاراً لكيفية عمل البلدين معاً في مجالات من النفط والأمن الغذائي، إلى التعاون السيبراني والفضائي، قائلاً إن هذه الشراكة ستوفر الوظائف في السعودية، وستزيد القدرة التنافسية للولايات المتحدة على الصعيد العالمي.
ونقلت المجلة عن السفيرة السعودية ريما بنت بندر آل سعود قولها في مقابلة معها: "لقد أردنا خارطة طريق للشراكة بين البلدين خلال العقود المتبقية من هذا القرن".
ويقول المسؤولون السعوديون، رغم ذلك، فإنهم استمروا في تلقي مجموعة من الطلبات، مثل المساعدة في كبح عدم الاستقرار في العراق، ومساعدة الاقتصاد اللبناني المتعثر، إلى استقبال اللاجئين الأفغان، والتوسط في الصراعات بالسودان وإثيوبيا، ثم باتت هناك مشكلة النفط، إذ طلبت الولايات المتحدة من السعودية زيادة الإنتاج للحد من ارتفاع الأسعار، حسب "بوليتيكو".
من جانبها، رفضت الرياض ما اعتبرتها أنصاف إجراءات، رداً على التهديدات التي واجهتها من إيران ووكلائها، إذ شطبت واشنطن الحوثيين -المدعومين من إيران في اليمن- من قائمة المنظمات الإرهابية، وحرمت الرياض من الحصول على الذخيرة الدقيقة، اللازمة لمواجهة الهجمات الصاروخية المستمرة، التي عدَّتها الولايات المتحدة "أسلحة هجومية".
كما نقلت المجلة عن مسؤول استخباراتي أمريكي سابق مطلع على المناقشات الجارية قوله: "إن عملية إعادة بناء العلاقة ستستغرق وقتاً، إذ اعتقد السعوديون أن الأمر سيستغرق ستة أو سبعة أشهر، لكن لم يكن لدى الولايات المتحدة حد زمني، الأمر الذي يبدو أنه يتسبب في تراكم الإحباطات".
وبحلول الوقت الذي قام فيه مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان بأول رحلة له إلى السعودية في سبتمبر الماضي، بدأت الأمور الانهيار، إذ لم يكن الاجتماع بداية جيدة، حيث استقبل الأمير محمد بن سلمان سوليفان وفريقه في منتجع نيوم -المطل على البحر الأحمر- بزي غير رسمي، على أمل ظهور الاجتماع على أنه غير رسمي بين الأصدقاء، بينما ظهر الوفد الأمريكي بالزي الرسمي لإجراء محادثات رسمية، حيث قدَّم وقتها ولي العهد خياراً بين أن تستمر الولايات المتحدة بالعيش في الماضي، وتخفض علاقتها بالمملكة العربية السعودية لتصبح معاملات بحتة، وأن يعمل البلدان معاً لمعالجة عدد لا يحصى من مشكلات الأمن العالمي والتحديات الاقتصادية التي واجهاها، حسب المجلة.
وتابعت: "ومرة أخرى، وضع محمد بن سلمان رؤيته للتعاون عبر عدد من القطاعات التي -كما قال- ستحول الوجود العالمي للولايات المتحدة، وأصر على أن الأخيرة بحاجة إلى شريك مثل المملكة العربية السعودية، وبصفته مهندس السياسة الخارجية لبايدن، وإدراكاً لفرص تعزيز قدرة الولايات المتحدة على المنافسة في الساحة العالمية، وافق سوليفان على أنه من المهم التطلع إلى المضي قدماً، حتى بينما يعمل البلدان على حل القضايا العالقة بشأن اليمن وحقوق الإنسان".
وأضافت: "وفي غضون أسابيع من زيارة سوليفان، بدأ تدفق مستمر من الوزراء السعوديين إلى واشنطن، من الشؤون الخارجية والدفاع إلى التجارة والاستثمار والبيئة، وشهدت الرياض أيضاً زيارات عدة للوفود الأمريكية، حيث بدأ المسؤولون الأمريكيون إيصال رسائل إلى الشركات الأمريكية، تفيد بأنه لا بأس من القيام بأعمال تجارية في المملكة، كما عقد وزير المالية السعودي منتدى لمدة يومين في واشنطن مع قادة الأعمال، لكيفية إجراء البلاد تغييرات تنظيمية لاستيعاب الشركات الأمريكية والأجنبية".
ورغم التقدم الهائل الذي أحرزه الجانبان على مستوى العمل، فإن رفض بايدن المستمر لتطبيع العلاقات مع الأمير محمد بن سلمان كان له تأثير مهم، لاسيما على الجمهور السعودي، الذي شعر بعدم الاحترام، بسبب الهجمات الشخصية ضد ولي العهد، الذي يحظى بشعبية كبيرة في الداخل، وأعرب مسؤول سعودي عن أسفه قائلاً: "نحن أمم متحضرة، فهذه ليست حرباً على (تويتر) بين كيم كارداشيان وكاني ويست".
وقالت المجلة إن السفيرة السعودية ريما بنت بندر آل سعود رددت المشاعر نفسها، لكنها كانت أكثر دبلوماسية إذ أوضحت: "لم نستخف بزعيم أمريكي، صحيح أنه يمكننا أن نتفق أو نختلف في السياسة، لكن الأمر لا يمكن أن يصبح شخصياً".
وأشارت المجلة إلى تفاقم التوترات مرة أخرى، في فبراير الماضي، حيث ارتفعت أسعار الغاز بشكل كبير وبدأت روسيا حشد القوات على الحدود مع أوكرانيا، ورُفض طلب الوفود التي تسافر إلى الرياض للمطالبة بزيادة إنتاج النفط، كما أنه عندما طلب بايدن إجراء مكالمة مع الأمير محمد بن سلمان لمناقشة أزمة النفط، أحال ولي العهد المكالمة إلى والده الملك سلمان، لكن الأخير رفض تلقي المكالمة أيضاً.
وحسب المجلة، فإن الرسالة من الرياض كانت أن "هذه ليست مشكلتنا ونحن لسنا الأشرار، إذ إن أمريكا هي التي تسببت في أزمة الطاقة الخاصة بها، من خلال رفضها ضخ المزيد من نفطها، وقتل مشروع خط أنابيب Keystone XL الممتد من كندا إلى الولايات المتحدة، ولذلك، فإن الارتفاع قصير الأجل في الإنتاج السعودي، لن يحل احتياجات أمريكا طويلة الأجل من الطاقة، وأن الرياض تتمسك بسقف الإنتاج المتفق عليه مع موسكو كجزء من اتفاقية "أوبك بلس" لحماية استقرار السوق.
وكان الغزو الروسي لأوكرانيا عاملاً في تغيير قواعد اللعبة، فرغم توقيع المملكة العربية السعودية -نهاية المطاف- على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدين الحرب، فإنها كانت تقاوم الضغط الأمريكي، لفرض المزيد من الإجراءات، لعزل ومعاقبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أقام الأمير محمد بن سلمان علاقات جيدة معه، كما ينظر السعوديون إلى البصمة العسكرية المتزايدة لروسيا ونفوذها في الشرق الأوسط، على أنه وسيلة تحوط ضد واشنطن، حسب المجلة.
كان مساعدو البيت الأبيض يخشون أن تدفع المواجهة مع الأمير محمد بن سلمان بالشراكة -التي استمرت عقوداً مع المملكة- إلى حافة الهاوية، ويمكن أن تنهي التعاون مع الرياض، طوال الفترة المتبقية من ولاية بايدن، ما يدفع بالبلاد إلى أحضان روسيا والصين، التي يعد يتنامي علاقاتها بالمملكة أكثر قلقاً لواشنطن، من العلاقة السعودية بموسكو، إذ دعا الأمير محمد بن سلمان، مؤخراً، الرئيس الصيني شي جين بينج لزيارة الرياض، وبحسب ما ورد فإنه كان يفكر في ربط بعض مبيعات النفط باليوان الصيني، أما الأمر الأكثر إثارة للقلق، فكان خطط المملكة لشراء صواريخ بالستية من بكين، الأمر الذي أشار إليه مشرِّعون ديمقراطيون، في خطاب أرسلوه إلى بايدن.
ووفقاً لمسؤولين سعوديين وأمريكيين، لم تكشف المجلة هويتهم، فإن حلفاء الولايات المتحدة، من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكلاهما سافر إلى الرياض في الأشهر الأخيرة، وحتى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، يحثون بايدن على إنهاء الخلاف مع الأمير محمد بن سلمان، مشيرين إلى أن الضباب الذي كان يخيم على العلاقات بين البلدين، انقشع أخيراً في أبريل الماضي، بعد أن أرسل البيت الأبيض مدير وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) ويليام بيرنز، وهو شخصية تحظى بالاحترام في المملكة، إلى الرياض، والتقى بهدوء الأمير محمد بن سلمان في مدينة جدة، وأكد أهمية الحفاظ على الشراكة الأمريكية السعودية، كما أصبح احتمال زيارة بايدن إلى البلاد أكثر جدية، بعد زيارة الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع السعودي وشقيق الأمير محمد بن سلمان، إلى واشنطن الشهر الماضي.
وفي مقابلة مع "بوليتيكو"، قال الأمير خالد إن "زيارة بايدن سيكون لها تأثير قوي في المنطقة، وستؤدي إلى تعزيز علاقات العمل بيننا، وهناك اعتراف من حكومة الولايات المتحدة بأن المملكة العربية السعودية حليف مهم، وأنه من الصعب إنجاز أشياء كبيرة في المنطقة تتعلق بالأمن أو الاقتصاد العالمي من دوننا". وأضاف: "هذه العلاقة حجر الزاوية للاستقرار في الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي، ونحن في المملكة العربية السعودية نتطلع إلى تحديد الشكل الذي ستبدو عليه هذه العلاقة في هذا القرن".
ورأت المجلة أنه يبدو أن ذوبان الجليد قد بات رسمياً، إذ إنه تحسباً لرحلته المقبلة، اتخذ بايدن خطوة نادرة تتمثل في الإشادة بـ"القيادة الشجاعة" للمملكة بعد توقيع السعودية على تمديد الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة بين الفصائل المتحاربة في اليمن، التي أدت إلى فترة أكثر سلمية، بعد الحرب التي استمرت سبعة أعوام، وفي اليوم نفسه، أعلنت "أوبك بلس" اتفاقًا على زيادة أكبر من المتوقع في الإنتاج، وقال البيت الأبيض في بيان: "نحن ندرك دور المملكة العربية السعودية بصفتها رئيس (أوبك بلس) وأكبر منتج فيها بتحقيق هذا الإجماع"، وأخبر المسؤولون الأمريكيون "بوليتيكو" بأنهم يتوقعون زيادات كبيرة في الإنتاج خلال العام.
وأشارت المجلة إلى أنه سيكون من السذاجة الاعتقاد بأن النفط والضغوط الاقتصادية الأمريكية المباشرة، ليست عاملاً رئيساً في قرار بايدن السفر إلى المملكة العربية السعودية، لكن المسؤولين الأمريكيين والسعوديين يقولون إنه أثناء وجودهم في المملكة، سيكشف الجانبان أيضاً النقاب عن شراكة أوسع، تتضمن اتفاقيات في البنية التحتية والطاقة النظيفة والفضاء والاستثمار الاقتصادي والإنترنت مع مشاريع طموحة أخرى، مثل التنقيب عن المياه في القمر إلى تطوير شبكة الجيل السادس.
صحيح أن المسؤولين الأمريكيين لن يقولو علناً إن الأمر يتعلق بالمنافسة مع الصين، لكن خطط إنشاء مراكز إنتاج في عدد من القطاعات بجميع أنحاء الشرق الأوسط، ستجعل المنطقة والعالم أقل اعتماداً على سلاسل التوريد الصينية، إذ يقول مسؤول أمريكي كبير آخر لـ"بوليتيكو": "هذه هي الطريقة التي يمكننا بها امتلاك المستقبل".
وأضافت المجلة أنه مع الاستثمار السعودي والخبرة الأمريكية، فإن الأمل هو أن تشجع هذه المشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر، وتوفر فرص عمل تهيئ المملكة لاقتصاد ما وراء النفط، كما طورت الشركات الأمريكية قطاع النفط السعودي، منذ ما يقرب من 80 عاماً، مع تعزيز التنافسية العالمية للولايات المتحدة، وهي إحدى أولويات السياسة الخارجية للرئيس بايدن.
وتقول السفيرة ريما بنت بندر آل سعود لـ"بوليتيكو": "نحن نعلم ما فعلته الولايات المتحدة للسعودية، حيث ساعدت شركاتكم في بناء بلدنا، وإذا نظرنا إلى ما فعلناه معاً في الثمانين عاماً الماضية، فلنتخيل ما يمكننا القيام به في الثمانين عاماً المقبلة".