خلايا إيرانية تبحث عنكم في اسطنبول... تحذيرات رسمية والإسرائيليون يختبؤون في الفنادق
تصاعدت التوترات بين إسرائيل وإيران في الأسابيع الأخيرة، بعد اغتيال ضابط إيراني كبير في طهران الشهر الماضي، وعدد آخر من القتلى من رجال الأمن داخل إيران، وضربات جوية على أهداف مرتبطة بإيران في سوريا.

السياق
تحذير رسمي جديد، بعد أيام من إصدار مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تعليمات نادرة ومحددة للإسرائيليين في تركيا، تطالبهم بعدم فتح أبواب غرفهم الفندقية لموظفي التوصيل، وعدم نشر خطط سفرهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم الذهاب إلى الفخاخ السياحية مثل كل الإسرائيليين.
تلك التحذيرات الرسمية، التي تحدثت عن خلايا من الإيرانيين والمرتزقة تبحث عن إسرائيليين بأي ثمن، كشفت تصاعد حرب الظل بين إيران وإسرائيل، التي اتخذت من الأراضي التركية مسرحًا لعملياتها.
وقالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، إن العديد من الإسرائيليين استجابوا -ليلة الجمعة- لنداءات للاحتماء بغرفهم الفندقية في اسطنبول، وسط تحذيرات من أن إيران تسعى لقتل أو اختطاف إسرائيليين، بينما قال آخرون إن كل شيء على ما يرام، وإنهم يواصلون رحلاتهم إلى تركيا كما هو مخطط.
وحذر مسؤولون إسرائيليون كبار من تهديدات «ملموسة» بأن إيران كانت تحاول شن هجوم إرهابي على إسرائيليين في اسطنبول، نهاية هذا الأسبوع، وحثوا المواطنين على مغادرة تركيا على الفور، بينما على الذين لا يستطيعون المغادرة حبس أنفسهم في غرفهم بالفندق.
خوف إسرائيلي
إسرائيلية تدعى إيتي أتياس قالت، في تصريحات لـ«تايمز أوف إسرائيل»: "أنا قلقة للغاية، لكنني أتيت إلى هنا للحصول على علاج، لا يمكنني التوقف عنه. أنا خائفة حقًا، لذا فأنا آكل فقط في الغرفة ولن أخرج... لماذا المجازفة؟".
وأضافت أتياس (55 سنة)، أنها ما كانت لتسافر إلى تركيا لولا العلاج، مشيرة إلى أنه «حتى لو لم يكن هناك هجوم، فهذه ليست أشياء تلعب بها، عندما أخذوني إلى العيادة سألت: ألا يكون ذلك في سيارة تبدو كأنها للسائحين"؟.
وقالت أتياس إنها كانت ترتدي قناع وجه في الأماكن العامة، ولا تتحدث العبرية على الإطلاق، مضيفة أن هناك أعدادًا كبيرة من الشرطة التركية السرية في الشوارع، ساعدت في بث الشعور بالأمن.
من جانبه، قال نتانيل أزولاي، 18 عامًا، إنه ومجموعة من أصدقائه قرروا عدم الخروج إلى حفلة في ضوء التحذيرات، مضيفًا: "في الوقت الحالي قررنا أن ننغلق على أنفسنا في الغرفة".
أزولاي، الذي زار تركيا مرات عدة، قال إنه شعر بأن التحذيرات الإسرائيلية مبالغ فيها، ورغم ذلك قرر البقاء في غرفة الفندق، مضيفًا: «إذا رأينا أن الوضع هادئ وشعرنا بالأمان للتجول بالخارج، فقد لا نزال نخرج ونقضي بعض الوقت في النوادي. في غضون ذلك، دعونا بعض الإسرائيليين المعروفين إلى الغرفة».
مثل أتياس، قال أزولاي إنه شعر بأن السلطات التركية تبحث عن زوار إسرائيليين، مضيفًا: «بالطبع هناك أشياء لا نعرفها ولا يمكن الكشف عنها، لكنني لا أشعر بأي قلق هنا».
وردد إسرائيليون آخرون هذا الشعور، بينما أقروا بأنهم يتخذون أيضًا بعض الإجراءات الاحترازية.
وِجهات سياحية
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن امرأة ذكرت اسمها الأول هيروت، قولها: «بالنسبة لنا كل شيء طبيعي، لا أشعر بأي شيء غير عادي هنا»، مضيفة أنها كانت تتجنب الوِجهات السياحية، لكنها أصرت على ألا تبدو إسرائيلية، وهذا «يخدم مصلحتي».
جاكي ليفي، الذي كان عائدًا إلى منزله من اسطنبول، مساء الجمعة، قال إنه شعر بالأمان أثناء وجوده في تركيا وقرر عدم تقصير رحلاته، رغم أنه قال إنه اتخذ بعض الاحتياطات أثناء وجوده في الأماكن العامة.
جاءت التحذيرات الأخيرة، بعد أسبوع حثت فيه إسرائيل مواطنيها في تركيا على العودة فورًا إلى ديارهم، وأصدرت أعلى تحذير أمني ممكن لاسطنبول، بسبب مخاوف من أن عملاء إيرانيين يخططون لقتل أو اختطاف إسرائيليين.
وجاءت التحذيرات وسط تقارير صحفية لم يُتحقق منها، تفيد بأن المخابرات الإسرائيلية والتركية أحبطت هجمات مخططة لشبكة واسعة من العملاء الإيرانيين، واعتقلت بعض المشتبه بهم.
ونقلت القناة 12 عن مسؤولين لم تسمهم، أن عملاء إسرائيليين كانوا في تركيا يعملون مع نظرائهم الأتراك، في محاولة لإحباط الهجمات، مشيرين إلى تعاون ممتاز مع المسؤولين المحليين.
تعليقات رسمية
وقال مسؤول إسرائيلي كبير: «الوجود في اسطنبول الآن بالنسبة لإسرائيلي، يشبه لعب الروليت الروسي، وهو مصير مغرٍ. إذا تمكنا من نشر الصورة الكاملة، سيهرب الإسرائيليون كما لو أنهم سيشعلون حريقًا».
وقال مسؤول أمني كبير لموقع Ynet العبري: «نحن في خضم حدث متجدد باسطنبول (...) خلايا من الإيرانيين والمرتزقة الأتراك تبحث عن إسرائيليين بأي ثمن».
وبحسب التقرير، فإن الإيرانيين يخططون لهجمات منذ أشهر، على ما يبدو انتقامًا لقتل ضباط كبار وآخرين، بينما ألقي اللوم على إسرائيل.
وحذر مسؤولون إسرائيليون، من أنه إذا نجحت إيران في ضرب الإسرائيليين، سيكون هناك رد قاس.
ورفع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي –الاثنين- مستوى التحذير من السفر إلى اسطنبول لأعلى مستوياته، واضعًا إياها إلى جانب العراق واليمن وأفغانستان وإيران، كأماكن يتعين على الإسرائيليين مغادرتها على الفور وقد لا يزورونها.
وتصاعدت التوترات بين إسرائيل وإيران في الأسابيع الأخيرة، بعد اغتيال ضابط إيراني كبير في طهران الشهر الماضي، وعدد آخر من القتلى من رجال الأمن داخل إيران، وضربات جوية على أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، وتهديد تصريحات القادة الإيرانيين.