واشنطن تدرس فرض عقوبات جديدة على الحوثيين

بدا مسؤولو إدارة بايدن متفاجئين ومحبطين من تصميم الحوثيين المدعومين من إيران على مواصلة القتال للسيطرة على المزيد من المناطق في اليمن، ولكن الحوثيين استهانوا بالدبلوماسيين الأمريكيين ومبادرتهم لمحادثات السلام، وصعدوا هجماتهم

واشنطن تدرس فرض عقوبات جديدة على الحوثيين
الرئيس الأمريكي جو بايدن

السياق

انتكاسة أخرى في السياسة الخارجية، تعرَّضت لها الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن، بعد أن شنت المليشيات الحوثية ضربات -بطائرات من دون طيار وصواريخ بالستية- على الإمارات والسعودية، بحسب وكالة أسوشيتد برس.

تلك الانتكاسة، دفعت المسؤولين الأمريكيين إلى دراسة فرض إجراءات عقابية مالية، تستهدف المليشيات الحوثية وكبار الشخصيات في الجماعة الانقلابية، مع احتمال فرض عقوبات جديدة، في أقرب وقت هذا الأسبوع.

وقالت الوكالة الأمريكية، إن تلك الإجراءات «العقابية»، أحدث محاولة حتى الآن من إدارة بايدن، لإدخال قادة الحوثيين في محادثات سلام وإنهاء حرب استمرت ثماني سنوات، وتسببت بخسائر فادحة في اليمن.

وذكرت أن التصعيد في اليمن يجبر إدارة بايدن وجيشه على الاستمرار في الانخراط بعمق في المنطقة، هذا على الرغم من تعهد بايدن بتحويل تركيز الولايات المتحدة إلى ما تعتبره إدارته تحديات أساسية للولايات المتحدة، بما في ذلك التعامل مع صعود الصين.

طمأنة الحلفاء

وأشارت أسوشيتد برس، إلى أن إدارة بايدن تسعى إلى طمأنة الحلفاء الاستراتيجيين الخليجيين، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بأنهم سيقدمون الدعم الدفاعي.

وأضافت الوكالة "بدا مسؤولو إدارة بايدن متفاجئين ومحبطين من تصميم الحوثيين المدعومين من إيران على مواصلة القتال للسيطرة على المزيد من المناطق في اليمن، ولكن الحوثيين استهانوا بالدبلوماسيين الأمريكيين ومبادرتهم لمحادثات السلام، وصعدوا هجماتهم".

ونقلت الوكلاة عن السفير الأمريكي السابق في اليمن جيرالد فيرستين قوله، إن "ما أتمناه هو أن الإدارة أدركت الآن أن الإستراتيجية، سواء كانت صحيحة أو خاطئة في فبراير/ شباط 2021، لم تنجح، ولن تنجح، وبالتالي فهم بحاجة إلى تغيير نهجهم".

وكان بايدن قد أعلن بعد أن بدأ الحوثيون اعتداءاتهم الشهر الماضي، على الإمارات إنه "يفكر في إعادة الحوثيين إلى قائمة الجماعات الإرهابية الأجنبية"، وهو التصنيف الذي فرضه الرئيس السابق دونالد ترامب في أيامه الأخيرة في منصبه، قبل أن يخرجهم بايدن من القائمة في بداية فترته الرئاسية.

أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، نشر طائرة مقاتلة من الجيل الخامس في المنطقة، لإرسال رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة تقف بجانب دولة الإمارات.
 
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الدفاع في وقت مبكر من صباح الأربعاء، مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.

وضع كارثي

وتقول «أسوشتيد برس»: المشكلة الآن، إنه بعد أن أحرزت الدبلوماسية تقدمًا طفيفًا، لا يبدو أن هناك أفكارًا قابلة للتطبيق لكيفية وقف عنف المليشيات الحوثية.

وقالت فاطمة أبو الأسرار، محللة شؤون اليمن والخليج بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، عن الحوثيين: «هم يشعرون بأنهم يستطيعون الإفلات مما يمكنهم فعله الآن، لأن الوضع سيكون كارثيًا إذا تدخلت الولايات المتحدة أو دول أخرى».

وبحسب فيرستين ومسؤولين آخرين، يمكن لإدارة بايدن صياغة تصنيف جديد للإرهاب، لتقليل التأثير على الجماعات الإنسانية وغيرها من وسائل إيصال السلع الحيوية.

ضغط دبلوماسي

من جهة أخرى، طالب سفير الإمارات لدى أمريكا يوسف العتيبة، والمندوبة الدائمة لأبوظبي في الأمم المتحدة لانا زكي النسيبة، في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست، بفرض ضغط دبلوماسي، وتطبيق عقوبات اقتصادية رادعة على المليشيات الحوثية، وإعادة تصنيفهم منظمة أجنبية إرهابية، بعد الهجمات الأخيرة على الأراضي الإماراتية.

كما طالبا الإدارة الأمريكية بتعزيز القدرات الدفاعية المضادة للصواريخ والطائرات المسيّرة لحلفاء أمريكا في المنطقة لصد هجمات مليشيا الحوثي، مشيرين إلى أن خطوة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ستقطع عملية توريد الأسلحة لهم، وستحد من قدراتهم العسكرية، من دون أن تؤثر في المساعدات الإنسانية للشعب اليمني.

الدبلوماسيان الإماراتيان، أشارا إلى الأعمال العدوانية للمليشيا الحوثية، من اقتحام مجمع السفارة الأمريكية في صنعاء وخطف عدد من موظفيها، وتفجير مستودع إغاثات إنسانية واحتجاز سفينة كانت تحمل مساعدات طبية في البحر الأحمر.

قائمة الإرهاب

وأكد الدبلوماسيان أن المليشيات الحوثية استفادت برفعها من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية في فبراير الماضي، عبر تكثيف هجماتها على أهداف مدنية، مشيرين إلى أن الانقلابيين رفضوا الدخول في العملية السياسية السلمية، وضاعفوا هجماتهم على المدن والبلدات السعودية.

وطالب الدبلوماسيان الإماراتيان، بضرورة تزويد الإمارات بقدرات دفاعية أفضل، عبر تقديم منظومات مضادة للصواريخ والطائرات المسيرة بفاعلية أكبر، مؤكدين أن الدولة الخليجية تعمل على تخفيف التوترات وبناء أمل بالمستقبل، في الوقت الذي تلتزم فيه بالدفاع عن نفسها.

كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمر وزير الدفاع لويد أوستن، بفعل كل ما لديه لإيصال الدعم الأمريكي للإمارات والسعودية، وفي جميع أنحاء منطقة الخليج.