تحليلات مُعمَّقة.. وتقارير حصرية وحوارات.. حصاد السياق في 2022

كيف غيرت 2022 وجه العالم؟.. رؤية -السياق- الاستباقية تسبر أغوار العام الاستثنائي

تحليلات مُعمَّقة.. وتقارير حصرية وحوارات.. حصاد السياق في 2022

السياق

سويعات ويطوي عام 2022 أوراقه، بعد أن جفَّ الحبر الذي سطر به صفحاته، التي كانت مُتخمة بالتحديات والآمال، ما جعله «عامًا استثنائيًا» بامتياز، لن يمحو ذكراه، طول الزمن.

تلك التحديات لم تكن منصة «السياق» بعيدة عنها، فعايشتها بتغطية لم تكن أقل استثناءً من ذلك العام الاستثنائي، فسبرت أغوار أحداثه المتلاحقة، لتقدِّم للقارئ وجبة نهمة، تضعه في الصورة الكاملة للحدث وما وراءه، والسياق الذي ورد فيه بزوايا حصرية لم تقتصر على الجانب الخبري، وإن كانت رائدة فيه.

فبالتفتيش في الماضي، لاستلهام دروس الحاضر منه واستشراف المستقبل، كانت «السياق» حاضرة برؤية انفردت بها في تغطياتها للأحداث، التي تنوعت بين الأزمات المتلاحقة التي «أدمت» العالم ونكأت جراحًا لم تندمل، مرورًا بقصص نجاح تخطت الطرق المُليئة بالأشواك، إلى تحديات جسام يحملها عام 2023 لدول، تعثرت خطواتها في العام المنصرم.

وكما سطر البعض عام 2022 قصص نجاح «منقطعة النظير»، تخطت «السياق» مرحلة النشأة إلى «منافسة الكبار»، بشهادةٍ سطرها خبراء الإعلام والصحافة، على حساباتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي أعادوا فيها «تغريد»، الموضوعات التي «تميزت» المنصة بنشرها خلال العام.

فمن مصر، فليبيا، فتونس، فالمغرب، فدول القرن الإفريقي، مرورًا بالسعودية والإمارات واليمن وإيران، إلى أمريكا وأوروبا وروسيا وأوكرانيا والصين، وغيرها الكثير... محطات عدة، توقف عندها قطار «السياق»، بتحليل وتمحيص، واستشراف لواقع تحديات وأزمات عايشتها تلك الدول.

أزمات تلك البلدان وغيرها، وضعتها «السياق» على أجندتها اليومية والأسبوعية والشهرية، بترجمات وتحقيقات وتحليلات، استشرفت من خلالها الأسباب التي دفعت إلى «تعقد» الكثير منها، التي كانت تقف خلفها تنظيمات «إرهابية» تشرذم عقدها مثل «الإخوان»، وأخرى حاولت العودة من جديد إلى عصرها الذهبي، بينها «داعش»، و«القاعدة».

وإلى التقارير والتحليلات الأبرز، التي سبرت «السياق» أغوارها عام 2022.

 

كورونا... الغائب الحاضر

رغم أن جائحة كورونا، عرفها العالم قبل ولادة «السياق»، فإن المنصة تتبعت في تقاريرها الإخبارية، كيف غيَّـر الفيروس العالم، والتحديات التي فرضها هذا «الضيف الثقيل» على جميع الدول، التي لن تنتهي بطي عام 2022 أوراقه.

ورغم أن الصين أنهت -قبل أيام- العمل ببعض التدابير الاحترازية المشددة، التي سنتها مع انتشار فيروس كورونا عام 2019 مدفوعة باحتجاجات شعبية نادرة، فإن تقريرًا لصحيفة ذا ناشيونال إنترست، ترجمته «السياق»، دق ناقوس الخطر من استمرار الجائحة، العام المقبل، بل توقع ظهور عدد من الفيروسات الأخرى، والجوائح الصحية.

تلك التوقعات دفعت «السياق»، إلى رصد مخاوف بعض الدول، من عودة تفشي الفيروس في أرجاء الصين، ذلك المكان، الذي من المرجح أن يكون انطلق منه «كورونا» إلى العالم.

بعد تخلي الصين عن سياسية صفر كورونا... هل يعود الفيروس إلى التفشي؟ 

 

حرب أوكرانيا... موعد مع المعاناة وأزمة لا تنتهي

من جائحة كورونا إلى أزمة أوكرانيا، كان العالم على موعد مع تحد هو الأصعب من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية، فالحرب التي اندلعت على أبواب أوروبا، مرت بالكثير من التحديات والمنعطفات، التي كانت تنذر بين الفينة والأخرى باندلاع حرب نووية أو عالمية ثالثة.

ومع استمرار الأزمة الأوكرانية، التي حرمت مواطني البلد الأوراسي النوم، لم يستطع العالم التقاط أنفاسه، بسبب آثارها التي وُصفت بـ«الكارثية»، على معظم البلدان.

وما إن انطلقت شرارة الحرب في 24 فبراير 2022، حتى كانت «السياق» حاضرة في الميدان، محاولة استشراف سيناريوهات الأزمة وكواليسها، وأسباب اندلاعها، ومستقبلها، عبر تقارير كانت أقرب إلى الميدانية، وترجمات ومحللين حضروا بآرائهم على شاشة وصفحات المنصة.

بين تلك التقارير، ما استبقت فيه «السياق» الحرب الأوكرانية، بتغطيتها كلمة الرئيس الأمريكي جو بايدن، مطلع 2022 التي تطرق فيها إلى خطر نهاية العالم، على خلفية تهديدات أطلقتها روسيا باستخدام الأسلحة النووية، في عمليتها العسكرية بأوكرانيا.

وفي تقرير ترجمته «السياق» لصحيفة ذا ناشيونال إنترست، تحدثت فيه، عن حرب أوكرانيا، التي لا تزال كيفية نهايتها محل لغز –حتى الآن- متوقعة أن يعمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال عام 2023، على تكثيف استراتيجيته القائمة على الاستنزاف، بمهاجمة البنية التحتية للطاقة والمياه في أوكرانيا، ساعيًا إلى جعلها تنهار كدولة فاعلة، قبل أن تجبره خسائره على قبول درجة معينة من الهزيمة.

10 مخاطر تهدد العالم في 2023 

ذلك التحليل، الذي نشرته «السياق»، قبل قرابة شهر، بدأت تفاصيله ترى النور، فبوتين أعلن رفض روسيا خطة السلام الأوكرانية، ليواصل استراتيجية قصف البنى التحتية في البلد الأوراسي، وهو ما تابعته «السياق» كذلك.

هجوم نوعي جديد... روسيا تمطر أوكرانيا بأكثر من 120 صاروخًا وتدمر مراكز قيادة  

وتوقع الموقع الأمريكي، إرسال أمريكا وحلف شمال الأطلسي، المزيد من الأسلحة المتقدمة، بما في ذلك الأسلحة بعيدة المدى، مثل أنظمة الصواريخ التكتيكية والدفاعات الصاروخية لأوكرانيا، محذرًا من أن الحرب تولد مخاطر عدة، تشمل صراعًا متوقفًا ومستمرًا.

ورغم تلك الأسلحة، فإن الحرب التي تخطت يومها الـ300، كانت «السياق» توقعت في يومها الـ100، عدم نهاية قريبة لها، مشيرة إلى أن قرار إنهائها بيد الرئيس الروسي وحده، لا أوكرانيا التي فرضت شروطها، آملة في استجابة لها على أرض الواقع.

من يملك قرار إنهاء الحرب في أوكرانيا... الغرب أم بوتين؟ 

ولم تكتفِ «السياق» بذلك، بل حاولت التنقيب داخل أروقة السياسة الروسية، عمن سيخلف سيد الكرملين، ففي تقرير نشرته في يوليو 2022، قالت إنه رئيس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، أحد مستشاري الرئيس الروسي المقربين، المرشح لخلافة الرئيس الروسي.

أذن بوتين وكاتم أسراره... من يخلف سيد الكرملين؟

تلك الحرب وما خلفته من آثار «كارثية» على العالم، من رفع للتضخم مرورًا برفع أسعار الفائدة إلى أزمات غذائية غير مسبوقة، لم تغفلها «السياق»، بل استشرفت ذلك المستقبل، في تقرير سبرت فيه أغوار الأزمة، وحاولت سرد السيناريوهات المستقبلية.

فـ«زيادة الأسعار أصابت كل شيء في كل مكان دفعة واحدة»، كانت تلك الكلمات جزءًا من تقرير نشرته «السياق»، أكدت فيه أن عام 2022 الذي وُصف بـ«عام التضخم»، غيَّـر فيه التضخم وارتفاع الأسعار كل شيء، من الحالة المزاجية إلى الأسواق.

2022... العام الذي غيَّـر فيه التضخم كل شيء

 

سياسات عقابية... وآثار فورية

آثار تلك الأزمة، التي ضربت العالم، من دون استثناء، كانت أوروبا تلك القارة العجوز التي حضرت الحرب على أبوابها، الأكثر تأثرًا، جراء السياسات العقابية التي اتخذتها بحق روسيا، وهو ما أشارت إليه «السياق»، في تقارير عدة، كان آخرها الذي رصدت فيه تكلفة الحرب على أوروبا، التي قدرت فاتورتها بقرابة تريليون دولار.

ففي تقرير نشرته «السياق»، قبل أيام، قالت فيه إن أوروبا ستشهد أزمة لا مثيل لها، بعد أن تكبدت فاتورة بلغت قيمتها نحو تريليون دولار، جراء ارتفاع تكاليف الطاقة، الناجم عن تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا، لتبدأ أعمق أزمة تعيشها منذ عقود.

بداية الأزمة الأوروبية... فاتورة طاقة بتريليون دولار

ورغم الآثار الكارثية لأزمة أوكرانيا، فإنها لم تكن الخطر الوحيد الذي حضرت أشباحه في العام المنصرم، فتنظيم داعش الإرهابي حاول العودة من جديد إلى عصره «الذهبي»، ليطل برأسه بعدد من التفجيرات والعمليات الإرهابية، إلا أن سياسة قطف الرؤوس، كانت عند الموعد، إذ كبدت التنظيم الإرهابي خسائر فادحة على مستوى القيادات.

ففي تحليل لـ«السياق»، رصدت فيه كيف حاول «داعش»، استخدام تطبيقات المواعدة، والفضاء الإلكتروني، لتعويض خسائره عبر تجنيد أتباع جدد، واستقطاب ممولين، لضمان استمراره، بعد ملاحقات قياداته والتضييق الأمني على الأموال التي كانت تُحول إليه.

إلا أن اتجاه التنظيم إلى الفضاء الإلكتروني، لم يكن عبر المواقع التقليدية، التي شهدت ظهوره الأول مثل «تويتر» و«فيسبوك»، بل اتجه إلى تطبيقات «المواعدة»، للاحتيال على روادها من الشباب والفتيات، واستغلالهم للحصول على أموالٍ كمصدرٍ لتمويل أنشطة التنظيم الإرهابية، بحسب تحليل «السياق».

من الخلافة المكانية إلى الإلكترونية... ما سر تحول داعش إلى مواقع المواعدة؟

ولم تكتفِ «السياق» بتتبع مسار «داعش» وخططه لجلب مصادر تمويل جديدة، بل عرجت في تقرير آخر على محاولات التنظيم الإرهابي الازدهار مجددًا، عبر تكتيك «المناطقية» في تحديد أساليب التجنيد وتوفير موارد، تتفق مع فكر وأيديولوجية التنظيم الإرهابي، في وحدة الهدف الاستراتيجي، والمستمدة من مجلس شورى وفتاوى يطلقها «داعش» لدعم تحركات وخطط زعماء وقيادات الأفرع.

ذلك التكتيك، قالت عنه «السياق»، إنه مكن التنظيم من أن يصبح خطرًا كبيرًا ينتظر الفرصة لينقض على جسد المنطقة، مستمدًا قواه من انقسام خصومه والصراعات الإثنية والمظالم المحلية في بلدان عدة، إضافة إلى انسداد الأفق السياسي وسوء الأوضاع الاقتصادية، في بعض البلدان التي وضعها نصب عينيه، مرتكزًا لإعادة تموضعه.

تفاصيل التكتيك الجديد... 5 عوامل تساعد في ازدهار داعش

 

إيران.. جسد مترهل ومستقبل مظلم

تلك «المظالم» التي كانت الساحة الإيرانية أبرز مثال لها عام 2022، بالاحتجاجات التي وُصفت بـ«التحدي الأكبر» للنظام منذ ثورة 1989، مكنت التنظيم من تنفيذ عملية إرهابية في ذلك البلد الآسيوي، على ضريح شيراز، في أكتوبر 2022.

ذلك التفجير الذي تبناه التنظيم مخلفًا قتلى وجرحى، دفع النظام الإيراني إلى الادعاء بأن الاحتجاجات كانت السبب فيه، بدلًا من معالجة الخلل الأمني، الذي مكن «داعش» من ضرب أوصال البلد الآسيوي.

أحداث كانت «السياق» في القلب منها، منذ أن اندلعت شرارة احتجاجات مهسا أميني، تلك الشابة الكردية التي قُتلت على يد ما تعرف بـ«شرطة الأخلاق»، في 16 سبتمبر الماضي.

ففي تقرير نشرته «السياق»، بعد أيام من اندلاع الاحتجاجات، قالت إن وفاة مهسا أميني، قد تكون لحظة الحسم للنظام الإيراني، في إشارة إلى تزايد الاحتجاجات في مدن عدة، بينها العاصمة طهران، وهو ما كانت الأيام اللاحقة شاهدة عليه.

وفاة مهسا أميني.. كيف ألقى إيران في المياه الراكدة؟

ولم تقتصر «السياق» على متابعة الاحتجاجات الإيرانية وتحليل أسبابها وسيناريوهاتها، بل حاولت التنقيب عن مستقبل النظام الإيراني نفسه، والتحدي الوجودي الذي ينتظره، بعد وفاة مرشده الطاعن في السن، من دون خليفة له.

ما مصير إيران بعد خامنئي؟

ومن إيران إلى المملكة العربية السعودية التي «أذهلت» العالم عام 2022، بسياستها المعتدلة والمنفتحة، حتى باتت الرياض وجهة  العالم، في العام الذي يطوي أوراقه.

السعودية... تحديات وآمال

من القمم الخليجية والصينية والعربية الصينية مرورًا بالقمم الأمريكية السعودية والعربية الأمريكية، إلى الوفود التي حضرت من أوروبا، كانت المملكة العربية السعودية، الوجهة التي ولى معظم قادة العالم وجوههم شطرها.

أحداث كانت «السياق» في القلب منها، برؤية «استثنائية»، استشرفت مبكرًا مستقبل المملكة التي يقودها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان الطموح الجريء.

ففي تقرير نشرته «السياق» في نوفمبر الماضي، بعد نجاح تلك القمم، حاولت الرؤية من العدسات السعودية، لتستنبط، كيف ترى الرياض العالم.

وقالت «السياق»، في تقريرها المترجم من صحيفة فورين أفيرز، إن بعض المحللين الأمريكيين قالوا إن قرار المملكة العربية السعودية بخفض إنتاج النفط مليوني برميل، بعد تحول بايدن، دليل على أن الرياض لن تكون شريكًا مطيعًا، مشيرة إلى أن المملكة تستعد، تحت إشراف الأمير محمد بن سلمان، لاقتصاد سياسي عالمي، يختلف بشكل ملحوظ عن ذلك الذي تتصوره إدارة بايدن.

كيف ترى المملكة العربية السعودية العالم؟ 

الإمارات.. علم وتخطيط وإنجازات استثنائية

من السعودية إلى الإمارات، كان البلد الخليجي حاضرًا بالعديد من الإنجازات التي جعلت من 2022 عامًا استثنائيًا بامتياز، ففي أوله (يناير/كانون الثاني) انضمت الإمارات إلى مجلس الأمن الدولي، وفي منتصفه، وتحديدًا في مايو/أيار الماضي، انتخب المجلس الأعلى للاتحاد في الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً للدولة، وفي آخره، وتحديدًا في ديسمبر/كانون الأول الجاري، انطلق المستكشف الفضائي الإماراتي «راشد» نحو القمر، في رحلة تستغرق 5 أشهر، تعد الأولى عربيا والرابعة عالميا.

محطات عدة كانت «السياق» شاهدة عليها، وموثقة إياها بلحظة بلحظة، في تقاريرها التي كانت استباقية في بعض الأحيان، ومقتفية آثار البلد الخليجي في أحايين أخرى.

ففي تقرير نشرته «السياق»، في أغسطس/آب الماضي، قالت إن دولة الإمارات العربية المتحدة تتجه إلى برنامجها الفضائي، لتضع نفسها كمركز للتكنولوجيا المتقدمة، وتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط، وإحياء ثقافة الفضاء بين الشباب الإماراتي.

تقارير استباقية كانت الأيام شاهدة على حدوثها بأغلب تفاصيلها؛ فالبلد الخليجي أطلق في 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري المستكشف الفضائي الإماراتي «راشد» الذي من المقرر أن يهبط على سطح القمر، في أبريل/نيسان 2023.

بالعلم والتخطيط... الإمارات تتطلع إلى الفضاء

مصر تختتم عام العثرات بنجاحات قياسية

من الإمارات إلى مصر، كانت «السياق» في الموعد، برؤيتها التحليلية للأوضاع الاقتصادية والسياسية، التي تمكنت القاهرة من تذليلها، إلى الجمهورية الجديدة.

آخر تلك التحديات التي تخطتها القاهرة عام 2022، كانت ترسيم الحدود من جانب واحد مع ليبيا، في قرار جمهوري جعلها تحصد 5 مكاسب، وجنبها الكثير من الأزمات مع ليبيا وتركيا، ووضعها على طريق الاكتشافات الواعدة شرقي المتوسط.

وفي تحليل نشرته «السياق»، قالت المنصة، إن ذلك القرار وإن كان من طرف واحد (مصر)، إلا أن مراقبين عدوه خطوة استراتيجية للحفاظ على ثروات الغاز في منطقة البحر المتوسط، وسط الاكتشافات المتتالية لشركات النفط، مشيرين إلى أنه يتيح لمصر التنقيب عن الغاز، ما يعود عليها بمكاسب كبيرة، خاصة بعد إعلان شركة شيفرون اكتشاف حقل غاز جديد في البحر المتوسط أمام العريش.

قرار مصر ترسيم حدودها البحرية مع ليبيا... 5 مكاسب ورسائل على محاور عدة

من مصر إلى جارتها الغربية ليبيا، التي مرت بتحديات عدة، كان عنوانها الرئيس المليشيات المسلحة وتعنت رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة في تسليم السلطة، إضافة إلى تنظيم الإخوان الليبي، الذي حاول خلال العام المنصرم، عرقلة مسار الانتخابات، أملًا بالبقاء في السلطة.

 

ليبيا... تحديات وآمال

محطات عدة مرت بها ليبيا، كانت «السياق» في القلب منها، بتحليلات حصرية وبمصادرها التي كانت في الميدان، توثق وترصد الحدث لحظة بلحظة حتى تقريرها الأخير، الذي عرجت فيه على المحطات التي مر بها البلد الإفريقي طوال العام المنصرم.

ليبيا 2022... محطات وتحديات وألغام على الطريق 

 

تونس... مستقبل بلا إخوان

من ليبيا إلى جارتها تونس، التي مرت بمخاض عسير، كان تنظيم الإخوان العقبة الكأداء فيه، إلا أن البلد الإفريقي تمكن من تحييد ذلك التنظيم، وقطع شرايينه وأذرعه التخربية التي امتدت إلى معظم مفاصل تونس.

وخطا البلد الإفريقي في ذلك المسار خطوات هائلة، كانت «السياق» شاهدة عليها وموثقة لها، بتقاريرها وتحليلاتها التي لم تترك كبيرة ولا صغيرة، من دون وضعها تحت «الميكروسكوب التحليلي»، لكشف تبعاتها وآثارها الآنية والمستقبلية.

ففي تقرير نشرته عن الأزمة الاقتصادية في البلد تونس، استشرفت «السياق»، تلك الثغرة التي قد يعود منها تنظيم الإخوان، وهو ما بدا واقعًا تجسد بشعارات واحتجاجات التنظيم، التي رفعت شعارات اقتصادية، محاولة الدخول منها إلى عالم السياسة مجددًا.

تونس توصد أبوابها أمام الإخوان... فهل يعود التنظيم من ثغرة الأزمة الاقتصادية؟

إلا أن تلك الشعارات والاحتجاجات تحطمت على وعي التونسيين وإرادة البلد الإفريقي، لمحاكمة قيادات ذلك التنظيم الإرهابي، على ما اقترفته أيديهم بحق الدولة في العشرية السوداء، التي تقلدوا فيها زمام الأمور، وهو ما كانت الأيام شاهدة عليه، ببدء التحقيق مع قيادات النهضة في ملف تسفير التونسيين إلى بؤر الإرهاب والتوتر.

ملف تسفير التونسيين لبؤر التوتر يقض مضاجع الإخوان... توقيف قيادات من حركة النهضة

الإخوان... اندثار وانكسار وانحسار

على وقع ذكر تنظيم الإخوان، ومحاولاته اليائسة للعودة من جديد، كانت «السياق» بمصادرها وتحليلاتها الحصرية، في قلب غرف التنظيم السرية، موثقة الصراعات التي اندلعت بين التنظيم وشطرته إلى جبهات عدة، تنذر بضياع إرث حسن البنا.

ففي تقرير نشرته قبل أيام، كشفت «السياق»، كيف يدار التنظيم الإرهابي من الداخل، وكيف أن قيادة التنظيم الممثلة في المرشد، ليست إلا واجهة تحركها أطراف داخلية كثيرة.

فشل محاولة الصلح يكشف أسرارًا عن كيفية قيادة الإخوان... من يحسم الصراع؟

إلا أنها لم تكتفِ بذلك، بل حاولت تقفي آثار التنظيم في بلدان حاول اتخاذها بديلًا لتلك التي اندثر فيها، فطرحت «السياق» مناطق عدة، توقعت أن يتخذها «الإخوان»، موطنًا بديلًا، بينها القارة السمراء.

بعد الحصار الإقليمي... ما الموطن الجديد لجماعة الإخوان؟

إلى أوروبا حيث «السياق» حاضرة بتقاريرها التي رصدت كيف كانت القارة العجوز موطنًا مثاليًا لتنظيم الإخوان، وكيف يؤثر صعود اليمين المتطرف في لفظ أوروبا لتنظيم الإخوان.

صعود اليمين المتطرف.. هل تلفظ أوروبا الإخوان؟

في الهند، كانت «السياق» حاضرة بتقاريرها التي سلَّطت فيها الضوء على التهديد الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين، خلال الفترة الأخيرة، مؤكدة أن الذراع المحلية للتنظيم، تعمل على انتشار الفوضى في الشوارع، وتحاول إشعال حرب أهلية دينية، مستفيدة من التمويل الذي يوفره لها محور (قطر وتركيا وباكستان)، لإطاحة حكومة ناريندرا مودي.

لماذا أصبحت جماعة الإخوان تهديدًا متناميًا في الهند؟

قصص نجاح مبهرة

من الأزمات إلى قصص النجاح، حيث حضرت «السياق»، بتسليطها الضوء في العام المنصرم، على قصص النجاح التي أبهرت العالم، في ظل عام كان «التعثر» مزاجه العام.

إحدى قصص النجاح تلك، كانت التي سلَّطت فيها «السياق» الضوء على قصة المغربية بهيجة جلال، التي تمكنت من تحويل شركة أدوية متعثرة إلى رائدة دوليًا في علاج السرطان.

تقول «السياق»، إن شركة Immunocore  التي ترأسها المغربية بهيجة جلال، استطاعت بقيادة تلك السيدة النهوض من كبوتها، بعد أن أثبت العقار الذي تعمل عليه فعاليته، وأنه ينقذ المريض، في تحول كانت بهيجة جلال كلمة السر فيه، بعد نجاحها في التغلب على هذه «البداية المشؤومة».

كيف تمكنت المغربية بهيجة جلال من تحويل شركة أدوية متعثرة إلى رائدة في علاج السرطان؟

مقابلات «السياق»... رؤية استثنائية لعالم متغير

القصص الخبرية والتقارير الحصرية والتحليلات الاستثنائية حضرت جنبًا إلى جنب، مع الحوارات التي أجرتها السياق في العام المنصرم، مع شخصيات عرجت على العديد من الملفات التي شغلت العالم خلال 2022، محاولة كشف سيناريوهاتها وعناوينها المستقبلية.

فبينما كانت أمريكا تحاول تطبيق مشروع «نوبك» المثير للجدل، مستهدفة المملكة العربية السعودية ودول الخليج، بعد قرار أوبك بلس خفض الإنتاج مليوني برميل يوميًا، حضرت «السياق»، بحوار مع محمد الصبان المستشار الاقتصادي والنفطي السعودي، عن ذلك المشروع المثير للجدل.

وفي حواره مع «السياق»، قال محمد الصبان إن لجوء الولايات المتحدة لقانون نوبك، يعكس تخبط الإدارة الأمريكية مع ارتفاع أسعار الوقود، التي جلعت المستهلكين يئنون منها، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة حاولت -بمختلف الأساليب- أن تضغط على دول تحالف أوبك بلس، أبرزها السعودية ودولة الإمارات إلا أنها لم تفلح.

من قانون «نوبك»، إلى الأزمة السياسية في العراق، التي كانت على موعد مع حل جزئي، بانتخاب رئيس واختيار رئيس حكومة، كانت السياق حاضرة بمقابلاتها التي سبرت أغوار الأزمة منذ بدايتها.

إحدى تلك المقابلات، تلك التي أجرتها الأستاذة حسينة أوشان مع الكاتب والباحث غيث التميمي، عن الأزمة السياسية في العراق، ومطلب حلّ البرلمان، واحتمالات المواجهة المسلحة، وسط دعوات إلى حوار وطني شامل.

ولم تغفل «السياق» في مقابلاتها الأزمة الأوكرانية التي كانت صداعًا في رأس العالم، فبثت حوارًا أجرته الأستاذة حسينة أوشان، مع الباحث السياسي جون والش عن أسباب وقوف أغلبية الدول إلى جانب روسيا بحربها على أوكرانيا.

وفي رؤية استشرافية لوضع العالم ما بعد العقوبات، قال الباحث السياسي جون والش، إن أغلبية الدول لا تدعم العقوبات الأمريكية على روسيا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة منعزلة عن العالم، في ما يتعلق بمسألة العقوبات ضد موسكو.

رؤية قرأتها «السياق» مبكرًا وترجمها الواقع، بتقارير أكدت أن دولًا عدة بدأت التنقيب في مدى جدوى ثلاث طرق للتهرب من العقوبات الأمريكية، بينها العملات المحلية، والاستغناء عن النظام المصرفي الدولي «سويفت»، إضافة إلى استخدام العملات المشفرة، ما يفقد أمريكا، ذلك السلاح المهم، الذي تعده استثنائيًا في الضغط على الدول.

المسيرات الإيرانية... وجه آخر لحرب أوكرانيا

وجه آخر للحرب الأوكرانية، أججته الطائرات المسيرة الإيرانية، التي كانت تصل من كل حدب وصوب إلى روسيا، كي تمكن الأخيرة من ضرب البنى التحتية في أوكرانيا.

وعن تأثير ذلك السلاح، حضرت «السياق»، بمقابلاتها التي أجرتها الأستاذة حسينة أوشان، مع العديد من السياسيين، بينهم ريتشارد وايتز مدير مركز التحليل السياسي والعسكري في معهد هدسون، قائلًا إن الأوكرانيين يواجهوان تحديًا في كيفية التعامل مع الطائرات المسيرة الإيرانية، لصغر حجمها وتحليقها على مستويات منخفضة.

وحاول مدير مركز التحليل السياسي في معهد هدسون، تحليل أسباب لجوء روسيا إلى ذلك السلاح، قائلًا إن هناك أسبابًا أربعة لتلك السياسة الجديدة، بينها خسارتها المعركة التقليدية والأرض لصالح أوكرانيا، إلا أنه قال إن الطائرات المسيرة الإيرانية ليست مؤثرة عسكريًا، فما تحاول فعله هو تدمير البنية التحتية للطاقة القليلة في أوكرانيا وشبكات الكهرباء، والعمل بشكل أساسي على جعل الحياة بائسة بالنسبة للأوكرانيين.

ورغم ذلك، فإنه قال إن تلك المسيرات كانت لها فوائد لأوكرانيا، فعملت على تقوية دفاعات كييف ضد الصواريخ والهجمات الجوية، ودفعت "الناتو" لإمداد الأوكرانيين بأنظمة دفاع جوي أكثر تعزيزًا.

 

إلا أن ارتدادات الأزمة الأوكرانية على الشرق الأوسط، كان لها نصيب من التغطية الحصرية لـ«السياق»، التي استضافت دونالد جنسن الدبلوماسي الأمريكي السابق، في حوار أجرته حسينة أوشان، عن ارتدادات الأزمة الأوكرانية على الشرق الأوسط، أشارت فيه المنصة إلى الآثار السلبية لتلك الأزمة في بلدان الشرق الأوسط.

 

وثائقيات السياق... رؤية مستقبلية ترجمها الواقع

من مقابلات «السياق» إلى سلسلة الوثائقيات، كانت المنصة حاضرة بثقلها، كاشفة عن جذور الصراع في إثيوبيا، من أين بدأ وكيف انطلق، وسيناريوهاته، التي استشرفتها مبكرًا، وترجم رؤيتها الواقع.

 إثيوبيا... سياق الحرب وجذور الصراع

 

من وثائقيات إثيوبيا إلى وثائقيات «تويتر» والصفقة التي أبرمها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، للاستحواذ على منصة التواصل الاجتماعي، كانت «السياق»، شاهدت على تفاصيلها، موثقة أحداثها، متتبعة مسارها لحظة بلحظة.

فبينما قالت «السياق»، إن كل الشواهِد تقولُ إنَ إيلون ماسك المالِكَ الجديد، في طريقهِ لقلبِ سياسةِ «تويتر» رأسًا على عَقِب، بسياسات أبرزُها عودةُ تفعيلِ حِسابِ دونالد ترامب، بعدَ أيامٍ فقط مِنْ إعلانِ ترشُحِهِ لانتخاباتِ رئاسةِ أمريكا ألفين وأربعةٍ وعِشْرين، والجدل بشأنِ تحصيلِ الرُسوم، مِنَ الحِساباتِ الموثَقة.

رؤية طرحتها «السياق» في الوثائقي الذي نشرته أوائل ديسمبر الجاري، وترجمه الواقع، بتغيرات هائلة طرأت على موقع التدوينات القصيرة خلال الأيام المنصرمة.

 ماذا يريد إيلون ماسك مالك تويتر الجديد؟