فورين بوليسي: أردوغان ربما يكون مريضًا جدًا.. وهؤلاء أبرز المرشحين لخلافته
في الأشهر الأخيرة، ظهرت سلسلة من مقاطع الفيديو، لم يكن فيها الزعيم التركي بشكل جيد، بعضها ليس واضحًا، لكنها تثير الأسئلة عن صحة أردوغان.

ترجمات – السياق
أثارت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، العديد من الأسئلة عن الحالة الصحية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشيرة إلى أنه قد يكون مريضًا جدًا، لدرجة عدم قدرته على الاستمرار في قيادة بلاده، فضلًا عن تراجع شعبية حزبه العدالة والتنمية، قبل نحو عامين من الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2023.
وقالت المجلة في تقرير: منذ عام 2019، يتطلع خبراء وصحفيون ومراقبو استطلاعات الرأي في تركيا، إلى الانتخابات العامة التركية المقرر إجراؤها عام 2023، ربما يكون ذلك بسبب تعرُّض حزب «العدالة والتنمية» الحاكم لهزائم متكررة لمرشحيه في انتخابات البلدية، في المراكز الرئيسة في تركيا، بما في ذلك اسطنبول.
وكشفت استطلاعات الرأي المنتظمة منذ تلك الانتخابات، أن شعبية حزب العدالة والتنمية في تراجع مستمر، حتى مع احتفاظه بقبضته على المؤسسات السياسية ووسائل الإعلام في تركيا.
وأوضحت "فورين بوليسي" أن تراجع شعبية الحزب الحاكم قد طالت أردوغان ذاته، خصوصًا بين الشباب التركي المتطلع للتغيير إلى الأفضل.
ضعف أردوغان
وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن أردوغان قد يكون ضعيفًا قبل عام 2023، كاشفة أن هناك مؤشرات على أنه قد يكون مريضًا جدًا، بحيث لا يمكنه الترشح لإعادة انتخابه.
وفي الأشهر الأخيرة، ظهرت سلسلة من مقاطع الفيديو، لم يكن فيها الزعيم التركي بشكل جيد، بعضها ليس واضحًا، لكنها تثير الأسئلة عن صحة أردوغان.
مشيرة إلى أنه في أحد المقاطع، على سبيل المثال، بدا أن الرئيس التركي بحاجة إلى مساعدة زوجته، أثناء صعوده بعض السلالم، وفي مشهد آخر، يبدو أنه يواجه بعض الصعوبة في المشي، أثناء زيارته ضريح مؤسس تركيا مصطفى كمال أتاتورك.
ووفقًا للمجلة، في مقطع فيديو حظي باهتمام كبير في يوليو الماضي، ظهر الرئيس التركي واهنًا وفاقدًا للتركيز والقُدرة على الكلام بشكل مُنتظم ومُستمر، ما أثار التساؤلات عن صحته ومستقبله السياسي.
وأشارت المجلة، إلى أنه إضافة إلى هذه اللقطات، التي تكشف تراجع حالته الصحية، هناك شائعات قوية عن صحة الرئيس، ومن ذلك ما يتردد عن تعرُّضه لحالة من النسيان المتزايد (فقدان ذاكرة مؤقت)، ونوبات من مشكلات التنفس، والارتباك، بل إنه -حسب الشائعات المتناقلة- سبق أن أجرى عملية لزراعة مقوِّم ينظم ضربات القلب، وهو ما يسمى (مزيل الرجفان الداخلي).
ووفقًا لهذه الروايات، فقد زاد أردوغان عدد الأطباء حوله، وقلل لقاءاته مع الصحافة، كما أنه يحصل على عدد غير قليل من المسكنات، قبل أي مشاركة في مناسبة عامة.
خلافة أردوغان
وأوضحت المجلة الأمريكية، أن الأحاديث عن صحة أردوغان، "تتناقل هنا أو هناك، سواء من أشخاص خارج تركيا، أو على بُعد خطوات قليلة من الدائرة المقرَّبة منه"، مشيرة إلى أن أردوغان لم يعد شابًا، إذ يبلغ من العمر 67 عامًا، كما أنه على سدة السُّلطة في تركيا أكثر من 18 عامًا، وهذه عوامل تخدم منطقيًا تراجع صحته.
وتساءلت المجلة: ماذا لو كان أردوغان مريضًا؟ ماذا يحدث إذا لم يستطع الترشح لإعادة انتخابه عام 2023 بسبب المرض أو حتى الوفاة إن حصلت؟
وأوضحت أنه وفقًا للمادة 106 من الدستور التركي، فإن السُّلطة ستنتقل -في حال وفاة أردوغان- إلى نائبه، فؤاد أقطاي، لتجرى الانتخابات خلال 45 يومًا تفضي إلى انتخاب رئيس جديد.
ونقلت المجلة، عن بعض المحللين قولهم: إن تركيا في مرحلة ما بعد أردوغان ستشهد انقسامًا في حزب العدالة والتنمية، بشكل كفيل بأن "يفتح طريقًا لانتخابات تنافسية، قد يكسبها أي من سياسيي المعارضة التركية الرئيسة"، مثل منصور يافاس أو أكرم إمام أوغلو، الذي تمكن من هزيمة رئيس وزراء سابق في حزب العدالة والتنمية مرتين، وأصبح عمدة لاسطنبول.
سيناريوهات ما بعد أردوغان
وأشارت المجلة، إلى أسباب للشك في هذه التوقعات، أولاً: يجب أن يكون واضحًا الآن أن أردوغان، من خلال حزب العدالة والتنمية الحاكم، أفرغ المؤسسات السياسية التركية وجيَّـرها لصالحه، ومن ثم فإنه في هذا السياق، من الصعب أن تكون حرة ونزيهة.
ثانيًا -تتابع المجلة- والأهم من ذلك، حقيقة أنه خلال فترة حُكم أردوغان، التي استمرت عقدين، ظهر أشخاص في الدائرة الداخلية لحزب العدالة والتنمية أثرياء وأقوياء، غالبًا من خلال وسائل وممارسات مشكوك فيها، ومن ثم يبدو من غير المحتمل، أن يخاطر المسؤولون ورجال الأعمال والشخصيات الإعلامية وغيرهم بسهولة بمكاسبهم، من خلال إخضاع أنفسهم لحالة عدم اليقين المتعلِّقة بسياسات أكثر ديمقراطية.
وأضافت أن هذه الظروف تعزِّز إمكانية النظر بأن يحكم رجل قوي تركيا في مرحلة بعد أردوغان، كرئيس المخابرات، حقان فيدان، ووزير الدفاع الوطني، خلوصي آكار، أو وزير الداخلية، سليمان صويلو.
وأشارت إلى أنه من بين الثلاثة، يبدو أن أكار هو الأقرب لتولي القيادة، موضحة أن فيدان معروف لدى الأتراك، لكنه يعمل في الغالب خلف الأبواب المغلقة لجهاز المخابرات الوطنية.
أما صويلو فهو متضرر بعد أن أشار أحد رجال المافيا التركية -المدعو سيدات بيكر- إلى أن وزير الداخلية كان فاسدًا ومعاونًا للجريمة المنظمة، في مقاطع فيديو على "يوتيوب" نُشرت خلال الأشهر الأخيرة.
وذكرت المجلة، أن آكار يتمتع أيضًا بميزة على فيدان وصويلو، لا يمكن لأي منهما أن ينافسه فيها، بوجوده على رأس القوات المسلحة، إلا أنها أشارت إلى أن المحللين الأتراك، يميلون إلى استبعاد دور الجيش في السياسة التركية، منذ أن أدت الإجراءات عامي 2003 و2004 إلى وضع القوات المسلحة تحت السيطرة المدنية.
الدور الأمريكي
وعن الدور الأمريكي -في حال وفاة أردوغان- قالت "فورين بوليسي": قد ينظر البعض في واشنطن إلى وزير الدفاع خلوصي آكار ويقولون: "يمكننا التعامل معه"، مستبعدة أن يكون آكار ودودًا مع الولايات المتحدة، خصوصًا أنه يأتي من مكان مماثل أيديولوجياً لأردوغان.
ولفتت إلى تاريخ أكار في تعامله مع الغرب، مشيرة إلى أنه سبق أن اعتقل عددًا من الضباط، بدعوى صلاتهم المزعومة برجل الدين المثير للجدل فتح الله غولن، خصوصًا الضباط الذين أمضوا وقتًا طويلًا في أوروبا أو الولايات المتحدة.
وأضافت، أن آكار كان أيضًا المسؤول المباشر عن الموقف العدواني لتركيا في البحر المتوسط خلال صيف 2020 الذي وضع أنقرة في مواجهة حليفتيها في "الناتو" اليونان وفرنسا.
وذكرت المجلة: "بالطبع، لا توجد طريقة للتأكد من الحالة الصحية لأردوغان أو مَنْ يخلفه، لكن المحللين والمسؤولين الحكوميين، لا يقدِّمون أي توضيح لإمكانية وصول أردوغان إلى انتخابات عام 2023".
لكنه إذا لم يفعل ، فقد تعود السياسة التركية إلى شيء يشبه الوضع السابق -سيطرة الجيش- أو قد توفِّر الانقسامات في حزب العدالة والتنمية فرصًا للمعارضة، أو تصبح البلاد أكثر استقرارًا، وربما يحدث شيء آخر.