باهظ على مواطنيه مجاني لحزب الله... غضب إيراني وترحيب لبناني بشحنات الوقود

الوقود الإيراني إلى لبنان... فما موقف أمريكا؟

باهظ على مواطنيه مجاني لحزب الله... غضب إيراني وترحيب لبناني بشحنات الوقود

السياق

كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية، عن وصول دفعة من شاحنات الوقود الإيراني إلى لبنان، لمساعدته في مواجهة أزمة الوقود والكهرباء، مسلِّطة الضوء على آثار تلك الشحنة، في الداخل اللبناني ونظيره الإيراني، متسائلة عن الموقف الأمريكي من تلك الشحنات.

وبينما وصفت وسائل إعلام تابعة لمليشيا حزب الله، وصول الشحنات الإيرانية، بكسر للحصار الأمريكي، قال منتقدون إنها علامة أخرى على تفكك الدولة اللبنانية، مشيرين إلى أن حزب الله، تجاوز الدولة بهذه الخطوة.

وأكدت الصحيفة البريطانية، أن عشرات من شاحنات الصهاريج المملوءة بالديزل وصلت من إيران إلى لبنان عبر سوريا، لمواجهة أزمة الطاقة غير المسبوقة، في صفقة أبرمها حزب الله، انتهك خلالها العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، مشيرة إلى أن قافلة الشاحنات، هي الأولى في سلسلة شحنات نظمتها الجماعة المسلحة.

 

عواقب وخيمة

وبينما حذَّرت الولايات المتحدة، من أن تكون لتلك الشحنات «عواقب وخيمة» بسبب العقوبات، تفاوض حزب الله على تزويد الوقود من داعمته إيران، وصوَّر التسليم على أنه انتصار.

وأظهرت مقاطع الفيديو، التي التقطها سكان سهل البقاع، حشودًا مبتهجة ترحب بالقافلة، التي شقَّت طريقها إلى مدينة بعلبك الشرقية، بحسب الصحيفة، التي قالت إن البعض أطلقوا النار وقذائف صاروخية في الهواء احتفالاً، بينما زيَّنت أعلام حزب الله الصفراء، واللافتات التي تشيد بالجماعة والرئيس السوري بشار الأسد، شوارع لبنان.

واحتفلت قناة المنار، التابعة لميليشا حزب الله بالقرار، ووصفته بأنه «كسر للحصار الأمريكي»، مشيرة إلى أن الشاحنات كانت في طريقها إلى مدينة بعلبك شرقي لبنان، حيث تبدأ شركة مرتبطة بحزب الله توزيع الوقود.

 

مزروعات عطشى

وقال سائق حافلة الركاب ماهر عبدالله لـ«شينخوا»: «نأمل أن تخلصنا هذه القوافل، من الطوابير التي كانت تمتد مئات الأمتار أمام محطات المحروقات، للحصول على كميات محدودة جدًا من الديزل أو البنزين، وما يصحب ذلك من إهانات وذل واشتباكات بالأيدي والحجارة، وصولًا إلى إطلاق النار، ما أوقع العديد من الضحايا.

وبينما لم يصدر تعليق فوري من المسؤولين اللبنانيين أو الأمريكيين، على تسليم الوقود الإيراني، قال وزير الطاقة الجديد وليد فياض: «هذا لا علاقة له بالوزارة».

وزير الطاقة اللبناني السابق ريمون غجر، قال الأسبوع الماضي، إنه لم يتلق أي طلب لاستيراد الوقود من إيران، ما يعني أن حزب الله تجاوز الدولة بهذه الخطوة، بحسب «الإندبندنت»، التي قالت إن رئيس الوزراء اللبناني الجديد نجيب ميقاتي، الذي شكل حكومة الأسبوع الماضي، بعد أزمة سياسية استمرت 13 شهرًا، لم يعلِّق على صفقة الوقود الإيرانية التي أبرمها حزب الله.

 

شحنات مستقبلية

وأفادت مجموعة المراقبة TankerTrackers.com، بأن ناقلة إيرانية أفرغت الديزل في ميناء بانياس السوري في مخازن سورية، قبل نقله إلى لبنان.

ووصلت القافلة الأولى من الشاحنات، التي تحمل كلًا منها 50 ألف لتر، إلى لبنان عبر معبر حدودي غير رسمي في القصير بسوريا، ومن المتوقَّع أن تأتي قافلة أخرى من الشاحنات الصهريجية يوم الجمعة.

ومن المتوقَّع أن يستقبل لبنان نحو 3 سفن أخرى تحمل الديزل والبنزين، وستتولى آلية تخزين وتوزيع الوقود شركة الأمانة للوقود، التابعة لحزب الله والمعاقبة أمريكيًا.

وقال زعيم حزب الله، حسن نصر الله، في خطاب متلفز، إن الناقلة لم تفرِّغ حمولتها مباشرة في لبنان، لتجنُّب إحراج السُّلطات، والمخاطرة بفرض عقوبات على لبنان.

وتخضع إيران وسوريا وحزب الله للعقوبات الأمريكية، لكن لبنان ليس كذلك.

 

تحذير أمريكي

وحذَّر أربعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، الذين زاروا لبنان قبل أسبوعين، من أن صفقة الوقود الإيرانية، يمكن أن تؤثِّر بشدة في العلاقات بالغرب، وأنه بدلاً من النظر إلى إيران، ستساعد أمريكا لبنان في التغلُّب على نقص الوقود.

وقالت «الإندبندنت»، إن حزب الله صوَّر الانهيار الاقتصادي اللبناني، الذي بدأ أواخر عام 2019، على أنه ناجم جزئيًا عن العقوبات الأمريكية، بسبب قوة الجماعة المتشددة ونفوذها في لبنان، مشيرة إلى أن مليشيا حزب الله التي صنَّفتها واشنطن منظمة إرهابية، عوقبت من الإدارات الأمريكية المتتالية، إلا أنها في لبنان، وضعت نفسها على أنها منقذ الدولة.

وأعلن نصر الله الشهر الماضي، أن إيران سترسل الوقود إلى لبنان للمساعدة في تخفيف الأزمة، بينما يقول منتقدون بينهم لوري هاتيان، الخبيرة والناشطة اللبنانية في مجال النفط والغاز، مغرِّدة على «تويتر»: إنها علامة أخرى على تفكك الدولة اللبنانية، لا تنسوا هذا اليوم.

 

وقود إيران باهظ على شعبها

ورغم الشحنة الإيرانية، فإنه كان على سُلطات طهران أن تتجنَّب الانتقادات، بأنها تعامل اللبنانيين بشكل أفضل من شعبها.

وقال أحد مستخدمي "تويتر" الشهر الماضي: «البنزين أغلى مرات عدة على الشعب الإيراني، ومجاني لحزب الله في لبنان»، وهو ما أشار إليه حسن نصر الله، الأمين العام لمليشيا حزب الله اللبناني، قائلًا إنه سيتم شحن ناقلة وقود تحمل بنزينًا من تبرعات إيرانية، في غضون ساعات قليلة، وسيتم إرسال شحنات أخرى إلى هذا البلد.

وتفاقمت مشكلات لبنان الاقتصادية، لعدم وجود حكومة منذ عام، بعد استقالة الحكومة في أعقاب انفجار هائل ببيروت في أغسطس 2020.

وهدَّد الاتحاد الأوروبي منذ ذلك الحين، بفرض عقوبات على السياسيين اللبنانيين، الذين يعرقلون تقدُّم الحكومة الجديدة والإصلاحات التي تحتاج لفرضها.

ودعا البرلمان الأوروبي، الاتحاد الأوروبي إلى الاستمرار في العقوبات، واصفًا أزمة لبنان بأنها كارثة من صُنع الإنسان.

 

أزمة غير مسبوقة

ويشهد لبنان أزمة، في الوقود وسلع أساسية، بسبب عدم فتح خطوط ائتمان لاستيرادها، في ضوء شح الدولار في لبنان، وتراجع احتياطي المصرف المركزي، حيث تتجاوز فيه قيمة دعم الوقود 3 مليارات دولار سنويًا، في وقت يعاني فيه لبنان أزمات مالية واقتصادية غير مسبوقة.

وأدت أزمة الوقود إلى أزمة في إنتاج الكهرباء، حيث لا تتجاوز ساعات التغذية بالتيار ساعتين يوميًا، بعد توقُّف معظم معامل إنتاج الطاقة، ما أثَّر في عمل القطاعات الحيوية، بسبب فقدان مادة الديزل لتشغيل المولدات الخاصة.

من جانبها، قالت وزارة المالية اللبنانية، إن لبنان أبلغ من صندوق النقد الدولي، بأنه سيتسلم في 16 من الشهر الحالي نحو مليار و135 مليون دولار أمريكي، بدل حقوق السحب الخاصة، على أن تودع في حساب مصرف لبنان، الذي يحذِّر من نضوب احتياطي الدولار لديه.

وبحسب «فرانس 24»، فإن صندوق النقد الدولي، وافق الشهر الماضي، على منح دوله الأعضاء حقوق السحب الخاصة، بما يتناسب مع حصتها لديه، ما سيسمح بزيادة المساعدات للدول الأكثر ضعفاً.

وحقوق السحب الخاصة، ليست عملة وليس لها وجود مادي، بل تستند قيمتها إلى سلة من خمس عملات دولية رئيسة، هي الدولار واليورو والجنيه الاسترليني والرينمينبي أو اليوان والين، ويمكن استخدامها بمجرَّد إصدارها كعملة احتياطية، تعمل على استقرار قيمة العملة المحلية، أو تحويلها إلى عملات أقوى لتمويل الاستثمارات.