نووي روسيا ومعركة خيرسون الفاصلة... أين وصلت الحرب الأوكرانية؟

في منطقة خيرسون، الجبهة الأكثر اشتعالًا، تدور معارك طاحنة بين الطرف الروسي الذي يسيطر عليها بالفعل، والأوكراني الذي يحاول استعادتها.

نووي روسيا ومعركة خيرسون الفاصلة... أين وصلت الحرب الأوكرانية؟

السياق

الحديث عن الأسلحة النووية والتلويح باستخدامها ومخاطرها، بات في معظم الخطابات والتصريحات، التي يلقيها قادة الغرب وروسيا، وتحديدًا بين الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين، فالأخير نفى نيته استخدام أي سلاح نووي في أوكرانيا، مؤكدًا أن بلاده ردت فقط على الابتزاز النووي من القادة الغربيين.

ليخرج عليه بايدن ويعبِّـر عن شكه في تصريحاته، قائلًا: "إذا لم تكن لديه النية، فلماذا يواصل الحديث عن الأمر؟ لماذا يتحدث عن القدرة على استخدام سلاح نووي تكتيكي؟"  ويتابع بايدن:" إن طريقة تناول بوتين للأمر خطيرة جداً".

لكن طالما هدد بوتين ومسؤولون روس آخرون بإمكانية استخدام موسكو الأسلحة النووية "لحماية سلامة أراضيها" وتصاعدت هذه التهديدات في الأسابيع الماضية، بينما اتهم الكرملين كييف بأنها على وشك تصنيع"قنبلة قذرة".

هذه التهديدات النووية، تأتي في وقت تتصاعد به حدة الصراع، وسط تقدم أوكراني على الأرض وقصف عنيف روسي، يستهدف قلب العاصمة كييف ومحطات طاقتها.

في منطقة خيرسون، الجبهة الأكثر اشتعالًا، تدور معارك طاحنة بين الطرف الروسي الذي يسيطر عليها بالفعل، والأوكراني الذي يحاول استعادتها.

 

لماذا خيرسون؟

تعد خيرسون منطقة ذات أهمية استراتيجية ويرى المحللون أن حسم معركتها يعد تحولًا رئيسًا في مجرى الحرب، فالمدينة المطلة على البحر الأسود من الجنوب الغربي، وتقع بالقرب من مصب نهر دنيبرو، تعد خط إمداد حيويًا للقوات الروسية، وكذلك معبرًا رئيسًا للوصول لمجموعة من الأراضي التي تسيطر عليها روسيا من أوكرانيا.

وكذلك تضم سد محطة كاخوفكا لتوليد الكهرباء، وجسر أنتونوفسكي الحيوي، كما تطل على بحر آزوف من الجنوب الشرقي. وبها أكبر ميناء لبناء السفن في البحر الأسود، فضلًا عن أنها مركز رئيس للشحن البحري.

إضافة إلى ذلك، فهي المنطقة الأولى التي صوبت نحوها المدافع الروسية، لتسقط في يد موسكو فبراير الماضي، مع بداية الحرب،

وتأكيدًا لأهيمتها الاستراتيجية بالنسبة للكرملين، كانت ضمن أربع مناطق أوكرانية سيطرت عليها روسيا، وأعلنت فيها استفتاءً عامًا ضمت بموجبه إلى الأراضي الروسية.

والأهم من كل ذلك بالنسبة لموسكو فإن خسارتها تعد بداية لسحب السيادة الروسية من شبه جزيرة القرم، إذ تعد نقطة وصل بين شبه جزيرة القرم وإقليم دونباس.

 

هجمات مسيرة

من الناحية الأوكرانية فإن كييف تشن هجمات مضادة لاستعادة أي مساحة من الأراضي المأخوذة منها، إذ نجحت في استعادة مناطق ومدن عدة من السيطرة الروسية، كان آخرها مدينة ليمان.

وفي آخر ظهور للرئيس الأوكراني قبل ساعات، قال فولوديمير زيلينسكي، إن روسيا نفذت أكثر من 30 هجوماً بطائرات مسيرة في أوكرانيا خلال يومين، وأضاف زيلينسكي وهو يتحدث في مقطع فيديو يسوده ظلام دامس، بسبب قصف روسيا لمحطات الكهرباء في كييف، أن موسكو شنت نحو 4500 ضربة صاروخية، وأكثر من ثمانية آلاف غارة جوية.

وظهر زيلنسكي بجانب "طائرة مسيرة" على الأرجح إيرانية الصنع من طراز شاهد، أسقطتها الدفاعات الأوكرانية، قائلًا: "أتعهد بقص أجنحة قوة روسيا الجوية".

 

سوروفيكين

واستهدفت الهجمات الروسية العنيفة، في الأسابيع الأخيرة، البنى التحتية الأوكرانية بضربات صاروخية تسببت بأضرار في شبكات الكهرباء وإمدادات المياه.

وجاءت هذه الهجمات، بعد قرار تعيين الجنرال سيرغي سوروفيكين قائدًا للقوات الروسية في أوكرانيا، الذي جاء في وقت دخلت فيه الحرب الأوكرانية منعطفًا جديدًا، وسبقته إخفاقات على خطوط الجبهة، كان أبرزها على محور خاركيف.

وكان سوروفيكين يقود العمليات جنوبي أوكرانيا، ويقول محللون عسكريون إنه بسبب وجوده لم تتمكن القوات المسلحة الأوكرانية من تحقيق أي نجاح في اتجاه خيرسون-زاباروجيا.